DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

انقراض القصة القصيرة !!

انقراض القصة القصيرة !!

انقراض القصة القصيرة !!
انقراض القصة القصيرة !!
أخبار متعلقة
 
في العدد الأخير من مجلة نزوى (77 ـ 2014) استرعى انتباهي تصريحُ الدكتورة بدرية البشر في ختام حوارٍ أجرته المجلة معها مفادُهُ أن "القصة القصيرة انقرضت"، وأنها "باتت من التاريخ الأدبي".. وأتصوّر أن في هذا القول مبالغةً وتهويلاً يخفّفُ من وقعِهِ أو يردُّهُ فوزُ كاتبةِ القصة القصيرة الكندية آليس مونرو بجائزة نوبل للأدب للعام المنصرم 2013 بما يعني حضور هذا اللون من الكتابة بقوّة على خارطة الإبداع العالمي وتقديره من أرفع الجوائز التي ينتظرها العالم في نهاية كل عام.  الإشارة إلى جائزة نوبل للأدب الأخيرة مجرّد استحضارٍ فوري لخبرٍ مقابل تصريح يشيّع القصة القصيرة إلى مثوىً وهميٍّ، لا لشيءٍ سوى أن مساحة التعبير فيها محدودة قياساً بالرواية، أو أنّ كثيرين من كتّاب القصة القصيرة هجروها إلى بحر الرواية الواسع، أو زاوجوا بينها وبين الرواية على تفضيلٍ لهذه الأخيرة. هذه الملاحظة لا تقول بالإلغاء والانقراض بقدر ما هي خيارٌ إبداعي واصطفاءٌ شخصيٌّ ومركبٌ مناسب للإبحار في نهر الكتابة العريض.  لا يعني أن المراكبَ الأخرى مثقوبةٌ وفي سبيلِها إلى الغرق والاندثار، والنجاة حتماً في الالتحاق بمركب الرواية. لا يستطيع المرء أن يحكم حكماً سلبيّاً على القصة القصيرة أو الكتابة المسرحية أو القصيدة العمودية، لأنّ المبرّزين في هذا الفن -مثلاً- صاروا ندرة أو أن المنتج الإبداعي فيه لا يضارع تاريخيّاً الأسماء البارزة في ذاكرة القصة أو المسرح أو القصيدة العمودية. هذا التقييم الفني الذي لا نماري في صحّتِه، ينبغي ألّا ينجرُّ عنه ويتأسّس عليه حكمٌ بالإعدام والإزالة من المشهد الثقافي. حالُنا إنْ صدّقنا على هذا الحكم الجائر حال مَن بشّرَ بانطفاء شاشة السينما عندما ظهر التلفزيون أو إسدال الستار على المسرح مع إطلالة السينما أو أن التلفزيون يلفظُ أنفاسَهُ مع وسائل الإعلام الجديد، على اعتبارٍ أنّ ما هو حديث يجبُّ القديم ويأخذ مكانه ويلاشيه من الساحة. لقد ذهب ذلك التبشير أدراج الرياح، بقي المسرح يؤدي دوره، وظلّت السينما على عرشها، والقولُ نفسُهُ يسري على التلفزيون، بل حصل تنافذ إبداعي واستلاف جمالي وتوظيف لمقوّمات أساسيّة في هذه الأشكال الفنيّة؛ اغتنى كل واحدٍ منها بصيغة تقدّمُه في أبهى صورة. وبالعودة إلى القصة القصيرة، وهنا لا أذهب إلى الساحة العالمية أو العربية، بل أشير إلى الساحة المحليّة التي شهدت في السنوات الأخيرة طفرة روائية غلّابة أخذت بصدارة المشهد إنتاجاً وتوزيعاً وحضوراً وجوائزَ أيضاً، ربما هذا ما أغرى الدكتورة البشر في إنزال القصة القصيرة منزلة الانقراض، إذْ لا يزال للقصة حصّةٌ من المشهد والمقدار ليس بالرقم الإحصائي، لكن بالتحقّق الفني والامتلاء الجمالي.  كما نجدُهُ ـ مثلاً ـ عند حسين علي حسين ومحمد علوان وعوّاض العصيمي وضيف فهد ومبارك الخالدي وطارق الجارد وعدي الحربش ومنصور العتيق وسواهم، بما يؤكّد العافية والحياة والاستمرار.