ردت عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام، ملاك الجهني، على من يقول إن المرأة تم تهميشها وإن رسالة الإسلام فُعّلت من قبل الذكور، وانه يجب إدراج رأي المرأة وخبراتها في قراءة النص الشرعي المتعلق بها بـأن العلماء لم يتطرقوا إلى جنس المجتهد، لكنهم نظروا إلى تحقق أدوات الاجتهاد، وأشارت إلى أن إعادة قراءة النص لا يقوم بها إلا شخص مؤهل امتلك القواعد والأدوات الكافية كـ(القرآن واللغة العربية ومناهج الاستدلال وغيرها)، وقالت إن ما يحدث اليوم هو إعادة قراءة النص بأدوات حداثية وآليات غربية وأحيانا يتم استخدام منظومة أدوات شرعية بشكل جزئي ولغايات ذرائعية.
وقالت: إن مفهوم إعادة قراءة النص الشرعي يعني تقديم قراءة جديدة للإسلام تتوافق وتتواءم مع تطورات العصر وتغيراته تحت ستار التجديد، وأشارت إلى أن التجديد مفهوم شرعي أشار إليه المصطفى الكريم -صلى الله عليه وسلم- في حديث أن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها، لكنه ليس هو المعنى في إعادة قراءة النص الشرعي لأنها تنبني على أمور منها إهدار فهم العلماء السابقين، كما أنها تعتمد على التاريخية وتقييد النصوص الشرعية بزمان معين وبأسباب النزول التي نزلت لأجلها، ما يلغي الشمولية، كما انها تعتمد على نسبية الحقيقة والقول بأنه لا أحد يحتكرها. وقالت: إن النصوص التي بناها أهل السنة والجماعة في فهم النص والتعرف عليه، هي إبراز الأصول والرجوع لفهم السلف الصالح في فهم النص وليس من منطلق تقديسه إنما لأسباب موضوعية، وأن السلف الصالح هم أفضل الأمة وخيرها، وأنهم الأعلم بمراد الله تعالى ومراد رسوله ممن جاء بعدهم، فاللغة العربية هي سليقتهم، وهي مركوزة في فطرهم وعقولهم، ولم يكونوا بحاجة أن يرجعوا إلى علم الحديث وأحوال الرواة وغيرها، فهم عاصروا التنزيل، وعلموا فيمن نزلت النصوص، كما أن قراءة النص تعتمد أيضا على عدد من القواعد منها أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، أي أن الآية قد تنزل في حادثة معينة لكنها بلفظ عام تقف سدا منيعا للدعوات التي تدعو للتحلل من القواعد والضوابط.
وأشارت إلى أن القراءة النسوية للنصوص الشرعية قد تأتي بالمطالبة بإحلال المساواة التامة في الأسرة وإلغاء القوامة والولاية والمطالبة بإلغاء كون الحجاب فريضة وأن الحشمة التي لا تعني المرأة فقط بل أيضا الرجل، وهي قرارات متحللة تماما من القراءة والضوابط الشرعية.
ودعت الجهني للتصدي لتلك الدعوات في إعادة قراءة النص الشرعي لصالح المرأة والوعي بخطرها وتحليل مفهوم التجديد الذي يعتبر مفهوما شرعيا انتحله المحرفون للشريعة، كما دعت لبيان التصور الإسلامي للمرأة ونفي التهم الموجهة إليه، وأكدت على ضرورة التسليم بما جاءت به التشريعات من عند الله عز وجل، وما يتعلق بالمرأة بشكل خاص، فكل ما يتعلق بالمرأة من تشريع لا ندركه بعقولنا لأن خلفه حكمة لا يعلمها إلا الله عز وجل، ونوهت إلى أن التسليم من أعلى مقامات الإيمان.