DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشيخ عادل العبدالقادر

العبدالقادر: إذا أحسن المسلم لنفسه في الدنيا فسيحسن الله له آخرته

الشيخ عادل العبدالقادر
الشيخ عادل العبدالقادر
أخبار متعلقة
 
في حوار لـ «آفاق الشريعة» مع الشيخ الداعية عادل العبدالقادر، المدير التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين في الخبر، تحدث عن الدور الذي تقوم به اللجنة للمساهمة في خدمة المجتمع من خلال الوقوف مع النزلاء وذويهم، وحل مشاكل الأحوال الاجتماعية، ثم تحدث عن العمل الدعوي في المملكة والدعاة، ولم ينس أن يعرج على الحديث عن الأسرة والمربين والشباب، فإلى الحوار: بداية؛ حدثنا عن سيرتكم في مجال الدعوة؟- بدأت العمل في المجال الدعوي عندما كنت إماماً وخطيباً لجامع الساير في قرية العليا، حيث تم افتتاح أول مكتب فرعي للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات وعمل خيمة إفطار للصائمين وأنشطة للندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكانت جميعها ملحقة بالجامع ما بين عام 1417هـ الى 1423هـ، ثم انتقلت إلى جامع ابن حجر في حي الثقبة بالخبر، حيث أشرفت على تأسيس مدرسة قرآنية تعتبر الأفضل بين مثيلاتها حتى الآن، وبعد ذلك انتقلت إلى جامع ناصر بن هزاع وتم تأسيس مركز لحفاظ القرآن الكريم ما بين حفظ وتصحيح تلاوة وإجازات ودورات في التجويد والتلاوة، وعمل الحلق النورانية للصغار. من هم المشايخ الذين أثروا في حياتك الدعوية وتتلمذت على أياديهم وتأمل أن تسلك طريقهم؟ وما المواقف التي تؤثر فيك؟ - من المشايخ الذين تأثرت بهم في بداية الدعوة صبر وجلد الشيخ عبدالعزيز بن باز في زياراته للأحساء، والشيخ محمد بن عثيمين خاصة دروسه الرمضانية في الحرم، وزيارات الشيخ عبدالله بن جبرين لنا في القرية العليا وكذلك في الخبر، تعلمت منهم -رحمهم الله- الصبر والتواضع والإخلاص في العمل، حيث كانت سيرتهم مليئة بأمثلة حية لمن أراد سلوك طريق الدعوة، ولا أنسى الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط في احتساب حياته لله «عزّ وجل»، وقبل هذا كله سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فهي نبراس للجميع. أما عن المواقف الأكثر تأثيراً على نفسي، فهي دعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام. بصفتكم مديراً تنفيذياً للجنة إصلاح ذات البين، اعطنا نبذة عنها؟- تحظى لجنة إصلاح ذات البين برعاية أبوية من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وتتشكل اللجنة العليا برئاسة أمير المنطقة وينوبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود. وتضم (15) عضوا تحدد أسماؤهم من قبل الرئيس أو نائبه، وذلك لتفعيل دور اللجنة الأساسية التي تتكون من رئيس وأعضاء من الامارة، وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وفرع رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفرع وزارة الشؤون الاجتماعية، وجمعية البر الخيرية، والغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية.تحظى لجنة إصلاح ذات البين برعاية أبوية من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ما أهم اختصاصات ومهام اللجنة؟- أهم الاختصاصات هي: الاهتمام بأمور نزلاء الإصلاحيات بما لا يتداخل مع اختصاصات الأجهزة الحكومية الأخرى، والسعي لما فيه مصلحة النزيل وأسرته احتسابا للأجر والثواب من الله «سبحانه و تعالى»، بالإضافة إلى الصلح بين السجناء وغرمائهم في القضايا الجنائية والمالية والعائلية ونحوها، ونحن في لجنة إصلاح ذات البين نسعى بالصلح في قضايا القتل والجنايات من خلال أمرين: الأول: التوسط في العفو أو الصلح أو التنازل. الثاني: المساعدة في تأمين الديّات من أهل الخير. أما الإصلاح في الأحوال الاجتماعية المرتبطة بالنزلاء من خلال الأمور التالية: - تسوية الخلافات بين النزيل وأسرته كالأب والأم والأخ. - حل المشاكل الزوجية بين النزيل وأسرته مع تقديم كافة النصح والارشاد لهما. - إقناع ذوي النزيل وأقاربه بالتواصل معه حال سجنه وعدم قطع علاقتهم به. - السعي في إقناع آباء وإخوان النزيل وأبنائه الكبار برعاية أسرته والاهتمام بهم وبمصالحهم في حالة سجن عائلهم؛ حفاظا لهم من الانحراف والضياع. وتقوم اللجنة أيضاً بالمساعدة في إطلاق سراح النزلاء والموقوفين بقضايا حقوق مالية، وذلك من خلال أربع ركائز وهي: - محاولة الوصول إلى إصلاح مع أصحاب الديون والحقوق المالية سواء بالتنازل عن كامل المبلغ أو جزء منه، أو إعطاء مهلة للتسديد. - عرض حالة النزلاء الموقوفين بحقوق مالية على أهل الخير؛ للمساهمة في تسديد ديونهم. - السعي في تسوية إنهاء الخلافات التي قد تنشأ بين النزلاء الأجانب وكفلائهم. - السعي في تأمين الديّات للنزلاء الموقوفين بحوادث مرورية. ما المعوقات التي تواجه العمل الدعوي في المملكة.. وما طرق التغلب عليها ومواجهتها؟- الدعم المادي مع توفره إلا أنه يحتاج إلى بدائل جادة دائمة تدعم مثل (الوقف)، حيث يلاحظ أن المتبرعين لا يعملون على استمرارية عطائهم للأعمال الخيرية من خلال الوقف الإسلامي لمرافق سكنية استثمارية ولو بشكل مصغر، فإن الصدقة تزيده كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما نقص مال عبد من صدقة)، فالتخطيط والتنظيم المؤسسي الذي لا يتفق مع المخرجات المرجوة لا بد من النظر فيه والعمل على البرامج الناجحة التي يتم تنفيذها سواء في الداخل أو الخارج والاستفادة منها. كيف ترون جهود سمو أمير المنطقة ونائبه في الأعمال الخيرية؟- الجهود واضحة كفلق الصبح، فمن خلال ما نسمع ونقرأ بشكل يومي من متابعة ودعم مستمر وجهد مبارك من أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه، ما يزيد في تماسك وتكاتف ورقي مجتمع المنطقة والمحافظات التابعة لها، نسأل الله لهما التوفيق والسداد. من خلال عملكم كإمام وخطيب، ما المعايير التي يجب أن تتوافر في الإمام الناجح والخطيب المؤثر في الناس؟- ينبغي على الإمام أولاً مخالطة الناس والتعايش والتفاعل مع اهتماماتهم ودفعهم إلى ما فيه خير لدينهم ودنياهم، وأن يكون قريبا من الصغير والكبير، واسع الصدر، حليمًا متواضعًا، مطّلعاً على كل جديد ومفيد، ويدفع الناس إلى الخير مستغلا في ذلك ميراث النبوة المنبري، وحضور الناس بين يديه كل جمعة للتلقي. فالإمام والخطيب الناجح لا بد أن يكون شخصية لديها القدرة على التواصل مع المجتمع، يجيد فن التواصل الإنساني، ويعيش واقع المجتمع ويكون قريبا من الناس، خصوصاً في هذا العصر لأنهم بحاجة للخطيب الذي يكون حاضر المواقف؛ للتعزيز والتوضيح والتصحيح والترغيب والتبشير والترهيب، وهذا هو أعلى مقامات الدعوة إلى الله، نسأله «جل وعلا» أن نكون ممن يخلص في عمله ويؤدي أمانته ابتغاء مرضاة الله. على أي أساس تختار موضوع خطبة الجمعة، وهل تستشير أحدًا في عنوانها أم تمنح لنفسك الحق كاملاً في هذا الأمر؟- يتم اختياري للخطبة في شأن الحدث القبْلي، لأن الناس تتطلع إلى فقه الحدث من الناحية الشرعية ورأي أهل العلم فيه، فعلى الإمام أن يكون قريبا ومطّلعا على أحداث الساعة حتى يتمكن من نقل تأصيل الكتاب والسنة للحدث أو الموقف أو الموسم، ولا يوجد خطيب يملي على المصلين ما يراه بل للشرع واهتمام الناس الشيء الأكبر من الخطبة، وفي بعض الأحيان أستشير المختصين في الموضوع. هل يشهد أسلوب الدعاة في المملكة تطورًا في أدواته ووسائله يواكب ما يشهده العالم من تقنيات حديثة أم انه ما زال تقليديًا؟- دعاة المملكة سبّاقون، بل البعض منهم مبتكر لوسائل وقنوات دعوية متميزة تتسابق بعض الدول على تبني هذه الأفكار، وما يعيب بعض منها قصر النفس في المنافسة والتطوير، وذلك عائد لقلة الداعمين لوسائل وتقنيات التواصل مع الآخرين، وهناك تطور واضح في أسلوب الدعوة ولله الحمد. ما درجة تعاطي الشباب مع نصائح الدعاة وبرامج التوعية بهذا الوقت ومقارنة ذلك بما كان عليه الوضع في السنوات الماضية؟- الحمد لله شبابنا فيهم الخير الكثير، ويحتاجون إلى صبر وتفانٍ في العمل الدعوي مع التقبل الكامل لهم مهما كانت ردود أفعالهم، إذ لا بد أن تتسع الصدور لهم ولا نتجاوز في لغة الخطاب، فهناك صحوة قوية وتقبل لنصائح الدعاة لأن فطرة شبابنا مازالت سوية. في مجال التربية هناك من يشكو من بعض التربويين الذين يميل أسلوبهم إلى الجمود وعدم تشجيع مبدأ الحوار مع الآخر، فما أسباب هذا الجمود؟- لا مكان للجمود في مجال التربية، وإذا حصل لم يعد هناك شيء اسمه تربية، فالحوار التربوي يكسر الجمود، إذ أن المرسل أي -التربوي- يجب أن يكون ملماً بوسائل التواصل والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، وأيضا المخاطب المتلقي المسترشد له صفات وخصائص وحاجات يفترض أن يقدرها ويعتني بها المربي، ومن يكن لديه جمود فهو دخيل على هذا الفن. ومن أسباب الجمود جزء يتعلق بشخصية الإنسان ذاته وبعضها ضعف في أدوات المعلمين.  كيف يمكننا غرس التربية النبوية في نفوس المربين في الوقت الحالي؟ وما دور الآباء في هذا الجانب وما الذي ينبغي عمله؟- غرس التربية المحمدية في نفوس الناشئة هو بالاستقامة على أمر الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وتسهيلها للمتلقين بلغتهم ولهجتهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ليستوعبوها، والتربية بالنموذج ضرورة يحتاجها الأبناء من الآباء والمربين، وأن يكونوا قدوة صالحة للمجتمع. حدثنا عن تأثير الانفتاح وتأثيره في المجتمع؟الانفتاح له سلبياته وايجابياته، ولكي ينجح المجتمع عليه أن يتمسك بالكتاب والسنة بحسب ما تربينا عليه من قيم ومعايير وشعائر دينية فإننا لا نتأثر بأي شيء دخيل إذا كان الأساس متينا في المعتقد والتفكير والعمل والانفتاح طال كل زاوية في الأمة الإسلامية والحفظ لمن حفظ حدود الله، فالتواصل الايجابي مع الأبناء والاحتواء العاطفي واشباع رغباتهم وحاجاتهم يجعلنا قادرين على إنشاء جيل سوي قادر على حماية نفسه وحماية دينه ومجتمعه. كلمة توجهونها لقراء «آفاق الشريعة»؟- علينا جميعاً أن نتقي الله فإن أجسادنا على النار لا تقوى، ويجب أن نعي أن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وكلما أحسن المسلم لنفسه في الدنيا في المراقبة والمتابعة في دينه ودنياه سيحسن الله له آخرته. وأوجه نداء لكل مرب فاضل، ومعلم أمين، وأب وأم، أن يراقبوا الله فيما استرعاهم من رعية، فهم ودائع في الدنيا وغراس الآخرة، ونصيحتي أن يقرأوا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

لجنة إصلاح ذات البين تقوم بالمساعدة في إطلاق سراح النزلاء والموقوفين