كشفت دراسة أصدرها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام أن الأكبر سنًا والمتزوجين وذوي المستويات التعليمية العليا، والموظفين المدنيين والشباب في المنطقتين الشمالية والجنوبية هم الأكثر التزامًا من غيرهم بالعادات والتقاليد في السعودية. وأظهرت الدراسة كذلك أن الذين كانوا «أقل التزامًا» بالعادات والتقاليد هم من صغار السن الذكور، وغير المتزوجين، وذوي المستوى التعليمي الأقل والشباب في المنطقتين الوسطى والغربية.
كما أشارت الدراسة إلى أن أكثر العسكريين كانوا متوسطي الالتزام بالعادات والتقاليد، بينما كان موظفو القطاع المدني والقطاع الخاص أكثر التزامًا بالعادات والتقاليد من العاملين في المهن الأخرى. وأوضحت الدراسة المعنونة بـ(تقدير الشباب السعودي للالتزام الديني عند فئتهم) أنه في ضوء المعلومات التي حصلت عليها من عينة الدراسة عن السعوديين، وما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم «أفضل من غيرهم» أو «مثل غيرهم» أو «أقل من غيرهم» تبيّن أن حوالي نصف العينة ومن الجنسين، يعتقدون أن السعوديين يعتبرون أنفسهم أفضل من غيرهم، مما يشير إلى درجة واضحة من التعصب والتمركز حول الذات التي تبدو واضحة لدى الإناث، وفيما يتعلق بالعمر يُبيّن البحث أن أفراد عينة الدراسة يميلون إلى التخلص من التمركز حول الذات والتعصب كلما ارتفعت أعمارهم. معللة ذلك بتزايد وعيهم وارتفاع وتيرة تعاملهم مع الآخرين.
وحول أثر الزواج، تبيّن دراسة أسبار أن المتزوجين أقل تعصبًا من غير المتزوجين، الأمر الذي يمكن تفسيره بأن المتزوجين هم من الفئات العمرية المرتفعة، والذين يميلون إلى الاعتدال في رؤيتهم لأنفسهم وللآخرين، وفيما يتعلق بالمهنة، لوحظ أن العسكريين كانوا أقل الفئات تعصبًا، وأن الطلاب كانوا أكثر الفئات تمركزًا حول الذات. أما ما له علاقة بالمستوى التعليمي، فقد وجدت الدراسة أن هناك درجة واضحة من التعصب والتمركز حول الذات لدى أصحاب المستويات الدنيا، بينما تقل إلى حد ما حدة ذلك كلما ارتفع المستوى التعليمي، مما قد يشير إلى أن نظام التعليم لم يساهم وبشكل كافٍ في خلق نظرة معتدلة تجاه الذات وتجاه الآخرين.
وبخصوص المناطق، أوضحت الدراسة التي أجريت على عينة من (3150) من الشباب ما بين (15-29) سنة في مختلف مناطق المملكة، أن درجة التعصب تبدو أكثر وضوحًا في المنطقة الجنوبية وسائر المناطق الأخرى.
إلا أن حدتها تخف في المنطقة الشرقية، وبدرجةٍ ملحوظة. الأمر الذي يشير إلى انفتاح المنطقة على غير السعوديين في شركات النفط، واتصالها بدول الجوار ومنذ عدة عقود، مما نتج عنه انحسار لحدة التعصب والتمركز حول الذات.
وفي خلاصةٍ مهمةٍ هنا اتضح أنه من المهم أن تتوجّه فعاليات المجتمع المختلفة لدعم قدرة الشباب على التعايش مع الآخرين.
