نواصل تقديم نجوم الكرة في بلادنا لقرائنا الأعزاء عبر صفحتنا الأسبوعية، ونجمنا اليوم «شبح الملز» لاعب النصر السابق والمحلل الفني والمدرب حاليا «يوسف راشد خميس أبا العلا»، الذي تجاوب معنا مشكورا وأجاب عن اسئلتنا بصدر رحب، تميز بالإجابات الدقيقة، أعاد ذكريات أكثر من نصف قرن في عشق المستديرة، وروى لنا تفاصيل مشواره الكروي منذ نعومة أظفاره امام معارضة والده وحتى يومنا هذا، وإليكم تفاصيل الجزء الاول من حديثه:
في بداية الحديث أوجه لك سؤالا تقليديا نصه متى بدأت لعب كرة القدم؟
- بدأت ممارسة الكرة قبل أكثر من نصف قرن من الآن أي في عام 1385هـ، وأنا طفل ابن ست سنوات أتمتع بلعب الكرة المدعومة بشقاوة الطفولة في أزقة الحي الذي ولدت فيه وكبرت وترعرعت، وأنا ألهو في شوارعها، ثم النضج أكثر بعد الذهاب إلى المدرسة خصوصا في نهاية المرحلة الابتدائية الصف الخامس والسادس وما زلت أتذكر معلم التربية البدنية الأستاذ محمد البراكة - متعه الله بالصحة - الذي كان يهتم بنا كمجموعة موهوبة ويتابعنا لدرجة أنه عندما انتقلت للمرحلة المتوسطة، اتصل بمدرس التربية البدنية بالمدرسة المتوسطة الثانية الأستاذ فيصل بكر -الله يطول في عمره - وبلغه بانتقالي كلاعب صغير كان لديهم بالمدرسة وانتقل الى مدرستهم في المرحلة المتوسطة، وحظيت بعد ذلك بنفس الاهتمام في المرحلة المتوسطة، ولكن لم استمر طويلا في المتوسطة الثانية.
ولماذا لم تستمر في المتوسطة الثانية رغم التوصية والاهتمام والى اين انتقلت؟
- بصراحة كانت المتوسطة الثانية تعج بنجوم كرة القدم في المملكة آنذاك، فهناك الكباتن محسن بخيت، ابراهيم تحسين، بداح القحطاني، سمير سلطان، وعدد من اللاعبين المتميزين والأكبر منّا سنا، وهذا بالتأكيد قلل فرصة لعبنا كثيرا ولم يكن لي وجود في ذلك المنتخب المدرسي القوي جدا، كنا نلعب في الفسح والفراغات كوننا لا نأخذ الفرصة الكاملة في المباريات على مستوى المدارس، وتلقيت طلبا من الأستاذ على الناصر -أطال الله في عمره- في متوسطة فلسطين للانتقال اليهم حتى آخذ فرصتي في اللعب، وفعلا تم انتقالي لمتوسطة فلسطين وحظيت ايضا باهتمام الأستاذ على الناصر وبدأت ألعب وأشارك في أول بطولة معهم كان معهد الصم هو المنظم للبطولة ووصلنا النهائي وانتهت بفوزنا بالبطولة ومنها بدأت انطلاقتي كلاعب موهوب على مستوى المدارس.
وهل كنت تلعب بالحي أو كنت تكتفي باللعب مع المدرسة، وهل كنت تجد معارضة من الاسرة؟
- بعد بزوغ نجمي في مستوى المدارس بدأت العب في الحي، وطبعا اللعب في الحي أضاف لي أمور فنية كثيرة واسهم في صقل موهبتي، وكنت ألعب مع عمال الامير عبدالرحمن بن سعود –عليه رحمة الله – في حي الخزان مع فريق عبدالرحمن الخليفي – عليه رحمة الله – احد لاعبي نادي الهلال في ذلك الوقت ومن محض الصدف ان فريقنا هذا كان يتولى نادي النصر تقديم الملابس له؛ لأن مقر النصر كان بجوار منزل عائلة الخليفي، أما بالنسبة للمعارضة فوجدتها بقوة رغم حبي للكرة بجنون فوالدي كان أكثر المعارضين للعبي لكرة القدم فكان يقول – عليه رحمة الله - اذا لعب يوسف الكرة فسأكسر رجليه!! .
بين المدرسة والحي وممارسة الكرة بعيدا عن الأعين ومعارضة الوالد كيف تم اكتشافك وانتقالك من الحي لنادي النصر؟
في احد المرات لعبنا مباراة ضد ابناء الامير عبدالرحمن بن سعود، فشاهدني وانا متميز داخل الملعب، فبدأت من خلال تلك المباراة المفاوضة فبدأ الامير عبدالرحمن بن سعود مفاوضتي شخصيا، وكان في قمة التواضع، اذ كان يحدثني وانا لم اتجاوز العاشرة من العمر، ويسألني عن ميولي وأي فريق أشجع، فكانت إجابتي بعفوية فقلت له أشجع نادي الشباب، ثم سألني عن اللاعبين المفضلين فذكرت له أسماء عدة منهم ابراهيم تحسين وخالد سرور والصاروخ، فكانت اجابته رائعة جدا إذ قال لي: «نحن ايضا لدينا فلان وفلان، وعدد نجوم النصر كلهم، ثم قال لي ما رأيك ان تسجل عندنا في النصر، فطلبت مهلة لفترة، ومن محاسن الصدف انني كنت العب مع أبنائه فسقطت وانكسرت يدي فتولى عليه رحمه الله الذهاب بي إلى المستشفى وقام بعلاجي لان أهلي كانوا يصيفون في الطائف، وأسكنني في منزله لفترة طويلة إلى نهاية الصيف وعودة اسرتي من المصيف، وكان من كرمه أن صرف لي مبلغ الفي ريال، وفي ذلك الوقت كان يعد مبلغا كبيرا جدا رغم انني ساكن لديه، وتخيل وأنا أقل من 14 عاما وأتسلم مبلغ الفي ريال، بعد عودتي لمنزل الأسرة خالجني شعور عجيب تجاه هذا الشخص فانا احبه جدا وله كاريزما خاصة ومتواضع، فسجلت في نادي النصر من منطلق حبي للامير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله
وكم كان مبلغ التسجيل في نادي النصر بعد قناعتك بالالتحاق بصفوفه؟
- لم يكن للتسجيل في النصر ثمن يذكر سوى حبي وعشقي لرئيس النادي سمو الامير عبدالرحمن بن سعود، وعند التسجيل أتذكر انه سألني ماذا تريد، فكانت إجابتي عفوية اذ قلت له بالحرف الواحد «عندي طلب واحد أريد لعب كرة القدم باستمرار» فقال هذا طلب سهل ومقدور عليه نحن نمكنك في لعب الكرة يوميا فسجلت في نادي النصر عام 1393هـ.
