DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كيف الحال

كيف الحال

كيف الحال
كيف الحال
أخبار متعلقة
 
لماذا نقتل أنفسنا عاطفيا؟! طبيعة حياة اليوم تغمرها الكثير من المؤثرات الجسيمة على روح وعقل ومشاعر الإنسان، ولم يعد خافيا هذا الأثر البالغ التي تحدثه السرعة المهولة نحو تحقيق الطموح والأمان والحياة الرغيدة التي يتطلع لها كل واحد منا، لقد تزايدت بشكل ملحوظ مساعي الإنسان ورغبته في تحقيق الذات والشعور بالانجاز، وهذه هي مشاعره دوما وتطلعاته، لكن الذي تغير في عالم اليوم هو الصعوبات التي تبطئ وتحد من هذه الطموحات، بل وتضرب الإنسان فتؤثر على نفسيته وتسبب له ضغطا كبيرا تنتج عنه جملة من الأمراض النفسية التي تسبب سوء تعامل مع مجتمعه القريب وتزيد الهوة اتساعا، وقد تتطور لتصل لأمراض عضوية جسدية. يزداد اليوم خطر الاكتئاب في المجتمعات التي تعزز السلبية سواء على مستوى التفكير أو السلوك، فالاكتئاب التفاعلي عادة ما يسيطر على الإنسان من خلال مواقفه التفاعلية مع الآخرين ومن خلال التغذية السلبية المستمرة للأفكار، فإذا عاش الإنسان في مجتمع أو بين جماعة دائما ما تثير القضايا التي تدعو لعدم التفاؤل وتسيطر عليها قضية المؤامرة والتشكيك في نوايا الآخرين وكثرة القيل والقال عن الآخرين والحديث عن سلبياتهم والنظرة إلى الحياة من خلال النظارة السوداء.. إذا عاش أي إنسان في مثل هذه البيئة، فإنه مع الوقت يتشكل لديه المحصول المعرفي السوداوي الذي يجعله محبطا ثم مكتئبا. شكل الحياة أو بمعنى آخر طريقة الحياة في مجتمعنا تشجع على الاكتئاب، وتزيد من مستويات الإجهاد النفسي والعصبي أو ما يمكن أن نطلق عليه التوتر، وكل ما كثرت المؤثرات في حياتنا كثرت أمراضنا وبالذات النفسية ومنها العاطفية وانعكس ذلك على العديد من الأمراض العضوية المزمنة كالضغط والسكر وأمراض الأوعية الدموية والقلب، وإذا استبعدنا الجانب الغذائي من المعادلة لأن غذاءنا غير صحي فإن أسلوب ونمط التفكير ينعكس على الكثير من العادات الحياتية، ابتداء من ممارسة الرياضة والاسترخاء وسماع الموسيقى المهدئة للأعصاب وتناول القضايا ذات الطابع التطوري والإبداعي والابتكاري الذي يجول بالأفكار في عالم من الطموح والتفاؤل والتفكير الايجابي. إن كثيرا من المعتقدات والأفكار تلوى أيدينا وتدفعنا نحو التفسيرات والتأويلات السلبية والمتشنجة للأحداث والمواقف المحيطة بنا، وتجعلنا دائما في حالة من البؤس والكراهية ما أثر ذلك على مستويات الذكاء العاطفي لدينا، وعندما نصل إلى هذا المستوى تتأزم علاقتنا بالآخر وتتوتر وتتصاعد ابتداء من علاقة الشراكة سواء زوجية أو خلافها وفي العمل ومع المجتمع والمجتمعات الأخرى، والإنسان كونه كائنا اجتماعيا فإن صدمته وتأثر الجانب العاطفي لديه يقوده نحو الإحباط والاكتئاب. نحن في حقيقة الأمر مازلنا ندور حول أنفسنا متشتتين لا نعرف ماذا نريد وما هي أهدافنا المنطقية والواقعية والقابلة للتنفيذ ودائما في حالة من كارثية التفكير، وإذا سألت أحدا هل أنت سعيد أو ما هي معايير السعادة لديك أو ما هي السعادة في نظرك يتلخبط ولا يعرف الجواب، ويبدأ بالحديث عن الآخرين وينسى نفسه ماذا فعل لكي يكون سعيدا وما هي مؤشرات السعادة في حياته وهل مارس المسئولية الشخصية تجاه نفسه والمسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع أم هو طاقة مهدرة من العمل إلى البيت ومن البيت إلى الاستراحة، هل سأل احدنا هل هو متوافق اسريا أو زوجيا أم هو متكيف مع الواقع المؤلم الذي لم يساهم الشريكان في إصلاحه وترك على طماطم المرحوم. أن أكبر مصدر للتعزيز والمؤازرة والدعم النفسي يأتي من العلاقة العاطفية بمن حولنا، فكم هي تلك العلاقة مضروبة ومحطمة. اليوم إذا سيكون الاكتئاب هو السبب الأول للوفاة خلال السنوات القادمة، ماذا فعلنا للتخلص منه. من السهولة بمكان أن نتغلب على الاكتئاب إذا بحثنا عما يجعلنا مكتئبين.