بعيدا عن المناوشات والنقد وقيل وقال، أحب أن أتحدث اليوم في شيء من ضمن لهجتنا
الدارجة ، فلدينا ملايين الكلمات في لهجتنا اليومية والتي قد لا نفهم المعنى الحقيقي من خلالها إلا أننا فقط تعودنا عليها وعلى ترديدها في يومياتنا.
خاصة وأن أرض المملكة تحمل الكثير من الجنسيات العربية والإسلامية منذ عشرات السنين، فكان من الطبيعي أن تكون لدينا ملايين الكلمات التي قد تكون مقتبسة أو حتى كما قلت من باب التعود عليها، فباتت في الهواء والمكان وحتى الزمان الجميل بهم وبنا.
كثيرون يعتقدون جهلا أن كلمة زول كلمة اخترعها السودانيون وأنّ ليس لها أصل ولا فصلومن ضمن هذه الجمل كلمة (زول) الكلمة السودانية الجميلة، والتي تعني بالعامي الشخص، فبدلا من قول يا فلان يقول الإخوة السودانيون يازول.
وإليكم ما توصلت إليه لمعنى هذه الكلمة. كلمة (زول) كلمة سودانية بحتة، فأحد ظرفاء المدينة سأله أحد الإخوة المصريين عن معنى كلمة زول السودانية فأجاب:-
كان محمد أحمد المهدي، قائد الثورة المهدية في السودان، يحث جنوده واتباعه على الجهاد ضد المستعمر في السودان ويذكرهم بالموت في كل لحظة وكل دقيقة، وذلك بان طلب منهم لبس أكفانهم على رؤوسهم فيما يسمى الآن (عمامة) بيضاء طولها خمسة أو ستة أمتار، وهو ما يحتاجه الشخص المتوفى لكفنه، وصار ينادي للواحد منهم يا زايل أي بمعنى يا فاني عكس خالد والخلود لله وحده حتى يتواضع الإنسان ويكون جاهزا للموت وكفنه على رأسه، ومع الأيام تحولت الكلمة يازول وصارت بمجرد النطق بها انك سوداني.
وقد وردت في كتاب الطبقات لابن ضيف الله (1727/1810م)، أقدم مرجع سوداني يضم تراثا لغويا، ولكنها لم تكن بذات شيوعها حاليا. جاء في الصفحة 309 عن الشيخ عبد القادر ود الشيخ إدريس فجاء أخو بدوي وصايحه بالشرق وقال له: ياهذا الزول البكا العلي ناس بدوي شنو؟ فلم يكلمه، ثم كلمه ثانيا، فقال له بدوي لحيقا له.
(أيها الزول)
ماذا تعني كلمة زول؟
كثيرون يعتقدون جهلا أن كلمة زول كلمة اخترعها السودانيون وأنّ ليس لها أصل ولا فصل، وللعلم والمعرفة إليكم الزول تلك اللفظة العربية التي أصبحت تعادل كلمة (سوداني) في كل مهجر ومغترب، حتى أصبحت شعاراً للسوداني هي والعمامة.
و (زول) من فصيح العربية ولها في لسان العرب لابن منظور أكثر من سبعة عشر معنى، فالزول تعني:
(1) الكريم الجواد، أنشد السكيت المزرد:
لقد أروح بالكرام الأزوال من بين عم وابن عم أو خال
(2) والزول: الخفيف الحركات، قال أبو منصور الثعالبي في حديثه عن الممادح والمحاسن، حين ذكر أطوار الإنسان: فإذا كان حركاً ظريفا متوقدا فهو: زول.
(3) والزول الفتى:
قال محمد بن عبيد الله الكاتب المشهور بالمفجع يمدح علياً رضي الله عنه:
(أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغذياً)
(4) والزّول العجب:
ألا ترى السوداني إذا استغرب شيئا قال: يازول؟؟
يعني يا عجبي من هذا الشيء.
(5) والزول: الخفيف الظريف الذي يعجب الناس من ظرفه
(6) والزول: التظرف
(7) والزول: الداهية
(8) والزول: الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته
(9) والزول: الصقر
(10) والزول: معالجة الأمر كالمزاولة
(11) والزول: الغلام الظريف
(12) والزول: الحركة
(13) والزولة: المرأة الظريفة، قال الأصمعي: أنشدتني عشرقة المحاربية، وهي عجوز حيزبون زولة، قال أبو علي: الحيزبون التي فيها بقية من الشباب، والزولة الظريفة.
(14) والزولة: المرأة البرزة (الجميلة) الفطنة الذكية، قال الطرماح بن حكيم:
وأدت إليّ القول منهن زولة تلاحن أو ترنة لقول الملاحن والملاحنة هي الفطنة، فهذه تتكلم بما يخفى على الناس ولا يفهمها إلا الفطن.
(15) والزولة: الفتية من الإبل أو النساء.
قال رؤبة بن العجاج:
قد عتق الأجدع بعد رق بقارح أو زولة معق.
(16) ووصيفة زولة: إذا كانت نافذة في الرسائل.
(17) ويقولون فلان رامي الزوائل: إذا كان خبيرا بالنساء.
وبعد كل هذا الكم من المعاني لهذه المفردة الجميلة أليس حريا بنا أن نبحث في جملنا وما نردده فقد تحمل الكثير من المعاني الجميلة والتي نحن نجهلها وبس.