DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

 المليحان في احدى الفعاليات

جبير المليحان: بعد أن كبرت أصبحت الأنثى حلمًا مطلقًا كوطن

 المليحان في احدى الفعاليات
 المليحان في احدى الفعاليات
أخبار متعلقة
 
عند جبير المليحان، للسرد موطن وذاكرة وطفولة، وللقصة أحلام وآلام، الحكاية أنثى هي الأم تارةً وهي المحبوبة تارة أخرى، وهي الوطن والقضية في أحايين كثيرة. القاص «جبير المليحان» هو ملمح من ملامح ذاكرة السرد السعودية، إذ يعدّ المليحان أوّل من كتب القصة القصيرة جداً في المملكة، وفي وقت مواز للوقت الذي كتبت فيه في بلدان عربية أخرى. فيما يلي لقاء معه عبر واحد من برامج التواصل الاجتماعية (واتس اب) ضمّ مجموعة من الأصحاب الذين تجمعهم رابطة القصة العربية، حيث كان الجميع يسأل وجبير يجيب، وحيث دار الحديث عن الطفل والقصة ومستقبل موقعه، شبكة القصة العربية الذي لم شمل القاصين العرب من مختلف أقطارهم.. موطن السرد للبدايات سحرها، نريد أن نعرف عن بداياتك السردية، وحجم تأثير الأنثى كحافز ودافع لتخلق الموهبة إن على مستوى مخزون حكايا الأمهات والجدات، أو على مستوى الأنثى كملهم جمالي ومولد شعوري؟ -طفولتي في قرية في كفّ جبل (أجا)، الفضاء، والسهول مفتوحة حتى باب السماء. بيتنا في المزرعة، غابة شجر ونخيل، الليل مفتوح على الحكايات، والأساطير، وقصص الجان، الحيوانات التي تأكل الأطفال غير المطيعين، لا كهرباء، ولا وسائل حديثة. أمي  -رحمها الله- مصدر الحكي؛ فهي شاعرة، وحكاءة، أبي رجل دين؛ يكتب ويقرأ ولديه مكتبة، قرأت منها سيرة بني هلال الكبرى. المرأة، بعد أن كبرت أصبحت حلمًا مطلقًا مثل وطن. عشقت فتاة لا أعرفها، حلمت بها، كما حلمت بوطن مفتوح وحر، ما زلت أطارد هذين الحلمين في خيالي.دورة الحياة ما الذي يجعل الطفولة مقترنة لديك بالحديث عن الشيخوخة، في بعض القصص مثل «ثلاثة» هل هي فلسفة ما؟ وكأنك تريد القول أن الحياة تشبه دائرة تنتهي حيث البداية؟ -في قصة (ثلاثة) الصغيرة، دورة الحياة، وجودنا ليس اختياريا، ومرورنا بمراحل العمر كذلك. هذه هي الحياة، ضحك، تفكير، بكاء على الماضي ونحن نقترب من النهاية، لا مفرّ. هذا هو النص لمن لم يطلع عليه: «مشى فينا القطار، تتراكض الأيام من النافذة. قهقة طفلي الجالس خلفي فرحًا بركض الأشجار. التفت إليه؛ فإذا هو أبي يملأ كرسيّهُ بالبكاء».  ربح ماديّ باعتبارك مارست كتابة القصة للأطفال، كيف ترى مستوى ما لدينا في المملكة من قصص للأطفال؟ يرى البعض أن هناك نقصا في الكم، والجودة وملاءمة ما يكتب للأطفال، فما الذي نفتقر إليه في هذا الصدد، وماذا نحتاج لنصل للمستوى المناسب؟ -ربما لن نصل لمستوى مرض من الإبداع للطفل في الكتابة والفن لعدة أسباب أهمها: الكثير من القيود الاجتماعية، والتقاليد المغلقة، وربما أيضا عدم وجود مؤسسات حاضنة تدعم الإبداع. انصراف من يبدعون للطفل على شؤون أخرى، وندرة من يفهم ويمتلك مقومات الكتابة الموجهة للطفل لصعوبتها. وقد كتب عبد الحفيظ الشمري، ويوسف المحيميد، وأميمة الخميس قصصًا للطفل، ثم توجهوا للرواية، وأغلب الكتب الموجودة في مكتباتنا تهدف إلى الربح، وتقوم على أسس خرافية، ومعلومات ذات هدف لا يراعي غير ذلك.  الطفل ناقدي ما الذي دفعك إلى الكتابة للأطفال؟ هل هي الرغبة الذاتية، أم الشعور باحتياج الساحة لمثل هذه الكتابة؟ أبنائي هم من دفعوني لكتابة قصص الأطفال؛ كنت أحملهم لسرير النوم، يقبضون بأكفهم الصغيرة على أصابعي، وأبدأ دون تخطيط بسرد الحكايات، مع الوقت صاروا يطلبون سماع القصص وهم ينظرون إليّ بعيون تلمع، كان معهم أطفال بعض الأقارب، أنشغل فترة طويلة وأنت تراني وسط الأطفال أقص عليهم حكاياتي، أو ننهمك بتلوين الكثير من الأوراق ونحن نرسم قصة، الأطفال رائعون، صادقون، وغير مجاملين أبدًا، وهم أعظم النقاد فإن لم يعجبهم النص الذي تقوله أو تقرؤه انصرفوا عنك ببساطة، ثم بدأت بكتابة تلك القصص على الورق فيما بعد. حياة المشاريع  يرى البعض أن من أسباب نجاح المنتديات سواء كانت افتراضية أو واقعية هو اقترانها باسم مؤسسها، وقد اقترن اسم موقع القصة العربية باسم جبير.. لذا يظل المنتدى قائما ببقائه، ولكن بعد عمر طويل في حال رحيله لن يبقى المنتدى على توهجه وتألقه؛ لذا تفشل، وتضمحل منتديات، وجوائز كان لها ألقها وبريقها، بعد رحيل أصحابها. ما رأيك في هذا الكلام؟ هذا الكلام صحيح مع الأسف؛ المبادرات الأدبية والفنية الفردية تموت بموت صاحبها. نحن في مجتمع لم يقم على تبني مثل هذه المبادرات، وتطويرها، وتحويلها إلى مؤسسات منتجة، مكتفية بمواردها، لا مبادرات من الدولة، ولا من القطاع الخاص، وحتى الأفراد لا يلتفت أغلبهم إلى ذلك. مثلًا: أسست موقع القصة العربية كموقع شخصي في 9/5/2000م، وتطور ليصبح موقعا عربيا شاملا للقصة، أضفت له عام 2004م منتدى القصة، وعام 2008م جريدة القصة، الشبكة غير ربحية ولم نتلق أي دعم و لا إعلان، مصاريفه من راتبي، راتب مدرس!. طبعنا كتابه الأول برعاية وزير الثقافة والسياحة اليمنية، الكتاب الثاني طبعته على نفقتي، خدمات السيرفر والتحديث والحماية والاستضافة على حسابي حتى الآن، الأعضاء يدعمون الموقع بإبداعهم، وأغلبهم فقراء. ماذا نفعل.؟ طبعا نستمر مادام النفس موجود إذا متنا.. ليكن أي شيء.  حقيقة لم أفكر في ذلك بجدية، ولا يهمني أيضا، الآن نعمل على تحديث للموقع ربما يكون جاهزًا في مارس القادم وفيه أيقونة للدعم والتبرع للشبكة.  قيمة الكلمة هل ينبغي لكل قاص أن يتبنى قضيّة ورسالة في قصصه؟ أم أن الأمر مجرد تدوين اختلاجات نفسية وفكرية على شكل قصة؟. وكيف يتبنى القاص قضيته؟؟ أم أن القضية تولد تلقائيا حتى دون أن يلتفت لها القاص؟ -سأعرض وجهة نظري، مع قناعتي بأن ثمة وجهات نظر متعددة تتلاقى، وتتقاطع، وتختلف باختلاف رؤية كل كاتب؛ ذلك لأن الأمر يرتبط بهدف الكاتب من الكتابة، و رؤيته لدور الكلمة، وهل الفن للفن أو للحياة، ومنطلقه الفكري المبني على أيديولوجية معينة، هل الكتابة لديه خلاص ذاتي؟ أوهل هي جزء من تعبيره عن وجوده، ووجود الآخرين؟ هل يلاحق أحلام مجتمعه، أم يسبقها، ويبشر بالجديد؟، هل لديه تصور واضح عن مفهوم حريته، وحرية الآخر؟ ما الأطر التي ينضوي تحتها كأساس قانوني يحكم تصرفاته وتصرفات الآخرين؟ ماذا عن العدل والمساواة وتطبيق القانون والملكية، وتوزيع الثروة. هل يجيد أدواته وهو ينتقي كلماته الإبداعية؟ و ماذا يريد أن يقول في قصصه مثلا؟ في الواقع، هذا السؤال يحتاج إلى بحوث ودراسات طويلة. لكن أعتقد أن رؤيتك لمكانك في المجتمع، ودورك في الحياة كإنسان مبدع، هو ما يعكس القضية التي تكتب عنها، و من أجلها.. أشير إلى أن دور الكلمة الصادقة أخطر من رصاصة، ودور الكلمة الخائنة أو المضللة أشد خطرا، وفتكا؛ إذ تزيّف الوعي، وتطمس حقيقة ما يجري، إن تلاقى القاص، مع أحلام وتطلعات عامة الناس فقضيته عامة، ومتنامية، وفاعلة، أو سيبقى يدور في فلكه وحده.