على الرغم من الايجابيات التي حققتها وسائل التواصل الاجتماعي، في تقريب المسافات بين الناس، إلا أنها في المقابل اتخذها البعض وسيلة لترويج الشائعات، التي أصبحت مادة خصبة للبعض، لدرجة أن هذه الشائعات اقتحمت الحياة الخاصة، ونسج حولها البعض قصصا وروايات لا أصل لها ولا حقيقة، وإزاء تطور وتصاعد هذه الموجة الغريبة من الشائعات طالب البعض من أجهزة الدولة، ملاحقة هؤلاء المروجين لسيل الشائعات، وإتخاذ اجراءات عقابية بحقهم، بعضها يصل لساحات المحاكم.
وفي استطلاع قامت به "اليوم" عبر موقعها الإلكتروني، طرحنا سؤالا.. هل مروجو الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي هم في الغالب أشخاص:-
1 -أشخاص لهم أهداف وأجندة خارجية .
2 -مرضى نفسيون .
3 - عابثون يمارسونها للتسلية .
وجاءت نتيجة الاستطلاع كالتالي، (45 % أكدت إجاباتهم أن وراء انتشار الشائعات عابثين يمارسونها للتسلية) كما جاءت الإجابة في المرتبة الثانية (38,8 % وجدوا أن مروجي الشائعات لهم أهداف وأجندة خارجية)، بينما في المرتبة الثالثة جاءت إجابة (مرضى نفسيون بنسبة 15,8 % )، كما التقت (اليوم) ببعض المواطنين الذين كانت لهم آراء مختلفة تجاه هذه القضية.
الفراغ العاطفي عبدالله عيسى العباد، يرى أن جميع هذه الأسباب التي طرحها الاستطلاع حقيقية، حيث يقوم مروجو الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستغلال هذه الوسائل، ومن يقومون بها غالبا في سن المراهقة، وهناك أسباب أخرى قد تكون وراء الظاهرة منها: الفراغ العاطفي والاجتماعي، وهو سبب آخر في اطلاق الشائعات ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول حسين المرهون: لمواقع التواصل الاجتماعي فوائد كثيرة جدا، أبرزها استمرار التواصُل بين مستخدمي هذه المواقع مع بعضهم البعض، ولتلك المواقع إيجابيات عديدة، منها: تبادُل الآراء بين المُستخدمين بعضهم البعض، والتعرُّف على ثقافات الشعوب الأخرى، فضلاً عن أنها وسيلة عابرة للحدود للتواصُل بين الأشخاص، فتُتيح للفرد تكوين صداقات مِن دول أخرى، كما أنها وسيلة لمُمارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تَهدف إلى التقارب بين الأفراد، وتُسهِّل عملية التواصُل مع الآخرين، ويُضيف: ولكن لها سلبيات كثيرة أيضًا، ويمكن أن تطغى سلبياتها على إيجابياتها من الناحية التربوية والمسؤولية الاجتماعية؛ فمن ضمن هذه السلبيات: كثرة تداول الشائعات والأخبار المغلوطة؛ نظرًا لعدم اشتراط التأكد من المعلومة قبل نَشرِها، أو نشر مصدر الخبر على تلك المواقع، إضافة إلى غياب الرقابة على ما يُكتَب أو ما يُنشَر في تلك المواقع، فهناك كثير من الشباب يقومون بنشر مواد ليست لها أي أهمية، بل إنها ضارة، وهناك ضرر كبير جدًّا لهذه المواقع، وهناك سلبيات أخرى تتعلَّق بعدم تقبُّل الرأي الآخر، والنقاشات الحادة، والمشاحنات بين الشباب على تلك المواقع، وهناك أكبر خطر لتلك المواقع، وهو إضاعة الشباب للوقت في التنقُّل عبر صفحات تلك المواقع، والتحدُّث في أمور ليس لها قيمة ولا فائدة، وهذا الجانب هو أخطر الجوانب السلبية؛ حيث إن مضيَعة الوقت تأتي بالسلب على المجتمع كله وعلى تقدُّمه، وليس على الشخص فقط، ومن وجهة نظري أن مروجي الشائعات لهم أجندة خارجية بدليل أنهم يطلقون الشائعات بشكل منظم جدا، وبطريقة لا تحتمل أي شبهات؛ مما يجعلنا مطالبين بضرورة الانتباه لهذه المخاطر وملاحقة من يقومون بها، حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تنتشر كالسرطان في المجتمع.
لا شك أننا نعيش عصراً أصبح فيه التواصل الاجتماعي الإلكتروني جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بفضل التطور الهائل في تقنيات التواصل، وسهولة استخدامه للجميع، حيث يتنامى دور وسائل التواصل الاجتماعي، سواء سلباً أو إيجاباً، فأصبح لزاماً على الجميع أن يتعامل مع هذا التحول الكبير في استخدام وسائل التواصل بحذر ومسؤولية اجتماعيةسبب مباشر سالم محمد يؤيد هذه الأسباب التي شملها الاستطلاع مجتمعة، ويرى أنها سبب مباشر لترويج الشائعات عبر وسائل (التواصل الاجتماعي)، كما يرى أن وسائل التواصل ايجابياتها أكثر من سلبياتها، حسب استخدامها الصحيح، واعتقد ان المرضى النفسيين هم السبب الرئيسي في ترويج الشائعات، وحتى وان كان بغير شكل رسمي، أو حتى عن طريق التسلية، فهو مريض بكل الأحوال.
ويضيف خالد فقيهي بالنسبة للإيجابيات: فوسائل التواصل الاجتماعي كلما زاد عدد روادها؛ زادت سرعة تداول الأخبار والمعلومات فيما بينهم بشكل لحظي، ويؤدي إلى مشاركة أكبر عدد مُمكن في تبادُل المعلومات وتبادل المعارف، فهذا جانب إيجابيٌّ لم يكن ليتحقَّق لولا وجود مثل هذه المواقع، والجانب السلبي للأسف أن معظم المعلومات التي تُبثُّ عبر تلك الوسائل هي معلومات غير موثقة، ومن وجهة نظري أن وراء انتشار الشائعات على وسائل التواصل جميع الأسباب التي تم طرحها.
شائعات ضارة فواز سعد علي قال: لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل المهمة، فعن طريقها نستطيع تتبع الأخبار بسبب رتم الحياة السريع، واعتقد انه يمكن اختراق هذه الوسائل بسهولة من دول معادية، ومن الممكن اطلاق أي شائعة وتنتشر بسرعة، إضافة إلى سهولة الاستخدام، ولذلك ظهر لنا أشكال عديدة وراء انتشار ظاهرة الشائعات عبر وسائل التواصل، ولكني أرى من وجهة نظري أن العابثين وراء ترويج الشائعات، ويجب قراءة الرسائل الواردة عبر التواصل والتأكد من مصادرها وصحتها قبل إرسالها، والآن اصبح المتلقي يميز بين الرسائل الصحيحة او الشائعات، ويجب ان نفرق بين اخبار التسلية او الشائعات الضارة.
مشاكل خطيرة هزاع حميد قال: لا شك ان وسائل التواصل سلاح ذو حدين، ممكن استخدامها في الأمور التي تفيد المجتمع، وممكن استخدامها في إضرار البعض واقتحام حياتهم الخاصة، وهذه من ضمن المشاكل الخطيرة التي تسببها هذه الوسائل، ومن الممكن ان يكون جميع هذه الأسباب التي وردت في الاستطلاع وراء انتشار الشائعات، ولكني ارجح ان العبث والتسلية هي الاساس في انتشار الشائعات.
المهندس احمد طاهر يرى انه لكل مقام مقال، وان كل شائعة تنتشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تعبر عما يريد مطلقها ايصاله، ويرى ان اطلاق الشائعات لاجندة خارجية هو الأغلب مع ما يحدث في المنطقة العربية من نزاعات.
الايجابيات أكثر د. عبدالله الخراشي ذكر ان التقنية الحديثة لها إيجابيات، ولها سلبيات، وتعتمد على المستخدم نفسه، واعتقد ان الإيجابيات اكبر وعندما يكون المستخدم اكثر وعيا مثل مجتمعنا، تكون مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي أقل، وبالنسبة للسؤال فإنني أعتقد ان المرضى النفسيين يحتلون المركز الأقل، واعتقد في الغالب أن يكون وراء انتشار هذه الشائعات عابثون يستمتعون بالعبث من خلال الشائعات او اجندة خارجية، واتصور أن العابثين هم الأكثر في مجتمعنا.
تطور هائل أنور العطاف قال: لا شك أننا نعيش عصراً أصبح فيه التواصل الاجتماعي الإلكتروني جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بفضل التطور الهائل في تقنيات التواصل، وسهولة استخدامه للجميع، حيث يتنامى دور وسائل التواصل الاجتماعي سواء سلباً أو إيجاباً، فأصبح لزاماً على الجميع أن يتعامل مع هذا التحول الكبير في استخدام وسائل التواصل بحذر ومسؤولية اجتماعية، وبوعي بخطورة تأثيره السلبي إن كان ما ينشره أو ينقله عبر هاتفه المتحرك، أو عبر فيسبوك أو تويتر أو غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تحدث أضراراً بالغة بالمجتمع، أو يسهم في استشراء بعض الأمور السلبية، وأرى أن المرضى النفسيين هم وراء إطلاق تلك الشائعات، لكنني أرى ضرورة ملاحقة هؤلاء عبر الطرق القانونية المعروفة؛ حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
إبراهيم الافغاني يرى أن هناك وجها حسنا وآخر سيئا لوسائل التواصل الاجتماعي، والوجه الحسن أفضل، لكن السيىء فعال وضار جدا حسب التربية والثقافة الأخلاقية للأسرة والمجتمع، وأرى أن العابثين وأصحاب الاجندة الخارجية وراء انتشار الشائعات على هذه الوسائل، مضيفا أن اخطر وسيلة في العالم هي الإعلام، لذلك نحن نحارب بالإعلام من أجندة خارجية، وتلعب دورا كبيرا وفعالا من أعداء الإسلام والأمة، والكل يترصد لنا.
فيصل الحديدي قال: إن هناك إيجابيات وسلبيات لوسائل التواصل الاجتماعي، وكسلبيات أرى من وجهة نظري انها اكثر من ايجابياتها؛ لانها أصبحت وسيلة لنقل الشائعات، ولكن من ايجابياتها انها تساهم في خدمة الافراد والمجتمع من خلال مشاركة الجميع في القضايا والرأي، وهذا من حسناتها وتعتمد على كيفية الاستخدام، واعتقد ان العبث هو أساس في انتشار الشائعات في مجتمعنا، ومنهم من يحاول الحاق الأضرار بالبلد، وهنا ندخل في قضية الاجندة الخارجية، والتسلية هي عامل مشترك بين مطلقي الشائعات لكثرة المراهقين وكثرة تفاعلهم مع وسائل التواصل الاجتماعي.
الرقابة على الأبناء خلال استخدام أجهزة الحاسب ضرورة
مواقع التواصل لها إيجابياتها وسلبياتها
