DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من فعاليات صالون غازي الثقافي

الصالونات الثقافية السعودية خارج المملكة بين الجهد الفردي وجدوى الاستمرار

من فعاليات صالون غازي الثقافي
من فعاليات صالون غازي الثقافي
أخبار متعلقة
 
جسدت الصالونات الثقافية الأهلية دورا بارزا في تفعيل الحراك الفكري واستمرت في عطائها حتى بعد ظهور الأندية وامتدت فعالياتها الى بلدان عربية عدة لمد جسور التواصل المعرفي والثقافي بين أبناء الثقافة العربية. كما أشار بعض القائمين عليها ومضى على بعضها وقت طويل نسبيا وهذا ما جعل (الجسر الثقافي ) يتساءل: هل استطاعت تلك الصالونات التى أقامها ويشرف عليها مثقفون سعوديون خارج المملكة تغيير الصورة النمطية عن الثقافة السعودية المترسخة لدى البعض كونها ثقافة شعبية تتمثل في الشعر الشعبي أو نفطية (كما يصفها البعض) إلى ثقافة متنوعة وصلت إلى مستوى مميز يجاري الثقافات العربية وكيف سعت إلى إزالة الإشكاليات الثقافية العربية التي عادة تأخذ حيز المحلية، وبالتالي الانغلاق والتحيز، وهل تحتاج تلك الصالونات الى دعم من جهة رسمية؟ وهل سيؤثر ذلك سلباً عليها ويحجم دورها وحريتها؟  تلك الأسئلة وجهناها الى بعض القائمين على هذه الصالونات، وكانت الإجابات التالية:المنتج الثقافي في البدء لخص الدكتور أحمد قران الزهراني صاحب صالون (الديوان الثقافي)  تجربته بقوله: كان لي الشرف ان أنشيء صالونا ثقافيا تحت مسمى "صالون الديوان الثقافي" بالقاهرة، ورغم انه يتعثر الآن للظروف السياسية والأمنية التي تعيشها مصر، إلا انه استطاع في فترة وجيزة ان يحقق بعض المكاسب لعل من أهمها مشاركة عدد كبير من المثقفين العرب في كل مرة ينعقد فيها، وتم التعريف بالثقافة السعودية وعمقها وتأثيرها في المشهد الثقافي العربي من خلال الأسماء الثقافية السعودية التي حضرت واستطاعت ان تقدم نموذجا مشرفا للمثقف السعودي.  وهناك نقطة لا بد من الإشارة اليها وهي ان الآخرين لا ينظرون الى ثقافتنا على انها ثقافة شعبية، بل أصبحوا يحترمون الثقافة السعودية من خلال المنتج الثقافي الذي وصل لأغلب المدن العربية.  وقد أصبحت الثقافة السعودية تمثل مركزا من مراكز الثقافة العربية بعد أن كانت في الهامش. كما طالب الدكتور أحمد بمساندة وزارة الثقافة والإعلام وتقديم الدعم لاستمرار هذه الصالونات التى تؤدي دورا كبيرا وبارزا في تنمية الحراك الفكري والتواصل بين المثقفين بمختلف مستوياتهم وتعدد قدراتهم.. فيقول: (بالتأكيد ننتظر من المؤسسات الثقافية الرسمية مساندة الجهود التي تبذلها الصالونات الثقافية خارجيا وداخليا، والسؤال: ماذا يمنع من أن تدعم وزارة الثقافة والإعلام الصالونات الثقافية الخارجية ماديا ومعنويا، لأنها تؤدي دورا مهما للثقافة السعودية دون ان يؤثر سلباً عليها ويحجم دورها وحريتها في اختيار مواضيعها وضيوفها.هيئة استشاريةوأكدت الشاعرة العنود نجد صاحبة صالون "عنود نجد" الثقافي بالقاهرة دور الصالونات الأدبية في نشر الوعي والثقافة.. تقول العنود : "تعد الصالونات الثقافيه جسرًا للتواصل بين المثقفين والمبدعين على اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم، وبالنسبة للصالونات السّعودية التى يقيمُها عددٌ من الشخصيات السعودية العامة خارج المملكة فإن لها دورًا كبيرًا فى التعريف بالثقافة والفن والأدب السعودى، وتفتح الطريق أمام الثقافات الأخرى للتعرّف على تراث الشعب السعودى الذى هو المادة الخام الأولى للثقافة". وحول ما يؤخذ على تلك الصالونات أوضحت العنود: "بعض الصالونات الثقافية تقوم بتكريم بعض الشخصيات لمجرد أنهم مشهورون وتتجاهل شخصيات  خدمت الثقافة العربية من كتاب وشعراء ومفكرين رفعوا قدر الثقافة العربية". وطالبت العنود بضرورة وجود هيئة استشارية للصالونات الثقافية يتم من خلالها طرح الموضوعات والمحاور التى يناقشها الصالون.. وتضيف: "أرى أنه يجب أن يكون لكل صالون هيئة استشارية من المثقفين يتم من خلالها اختيار المحاور التى يناقشها الصالون واختيار الأسماء التى تتحدث بناء على الكفاءة والعلم فهو يحمل اسم المملكة العربية السعودية، وهو اسم عزيز علينا وكبير، ولا يجب أن يطرح من خلاله إلام يرفع من قدر ومكانة المملكة وصدق الشاعر، حيثُ قال: إن العظائمَ كُفؤُها العظماءُ.قصور إعلامي ويرى القاص حسن البطران غياب الإعلام المرئي أو المقروء عن الفعاليات الثقافية التى تقيمها الصالونات الثقافية خارج المملكة رغم حضور بعض الإعلاميين   فيقول: "غياب الإعلام عن مثل هذا الحراك الثقافي يعد قصورا قد يعرقل تطوره واستمراره وديمومته التي تحرص عليها مملكتنا الحبيبة. وبرأي البطران: إن الإعلام يمثل عنصرا مهما وفعالا وقويا في استمرار هذه الصالونات وديمومتها.  ويعتقد أنه من الواجب الوطني أن يواكب الإعلام المحلي حركتها وأنشطتها سواء الشخصية منها أو الرسمية، ولا يقتصر ذلك فقط على الأنشطة المرافقة لمعارض الكتب والأسابيع الثقافية التي تقيمها الوزارة، بل يشمل حتى المشاركات للمبدعين السعوديين ولو كانت الدعوات بشكل شخصي لهم، ولا أعتقد أن في ذلك صعوبة أو أنه أمر مستحيل، ونحن في عصر القفزات التكنولوجية والانترنت والتطورات التقنية الهائلة.ويتابع البطران مضيفًا: "أقترح أن يكون لهذه الصالونات منسقون إعلاميون للتواصل مع الإعلام المحلي وتزويده بقائمة البرامج والأنشطة التي تستحق التغطية".جسر ثقافيوعن أسباب انتشار الصالونات الثقافية خارج المملكة أوضح الدكتور غازي عوض الله صاحب (صالون غازي  الثقافي العربي) في القاهرة ان تلك الصالونات الادبية ارتقت بمستوى الوعي الثقافي للمثقف بعدما فشلت الأندية الأدبية أن تحقق  طموحاته لغياب الرؤى واستراتيجيات التخطيط، وضعف البرامج الإنتاجية التي ترقى بالثقافة فأصبحت تلك الصالونات هي الملتقى المحبب في نفوس المثقفين.  وعن أبرز نشاطات الصالون أوضح غازي: "يعمل الصالون على مد جسور التواصل بين المثقفين العرب بمختلف جنسياتهم وثقافتهم.   كما نجح في ربط الثقافة العربية ببعضها البعض وقدم وجوها ثقافية جديدة من خلال حضورها مع أسماء ثقافية كبيرة وإزالة الإشكاليات الثقافية العربية التي عادة تأخذ حيز المحلية، وبالتالي الانغلاق والتحيز، بالاضافة الى ما يطرح من ندوات أدبية وعلمية وفنية على مدار السنة يقدمها العديد من الأساتذة المختصين في مجال الدراسات الأدبية والنقدية، وقد أصدر الصالون مجموعة من السلاسل الأدبية والفكرية، حيث ترجم بعض هذه الاصدارات لعدة لغات منها الفرنسية والانجليزية والعبرية".كما أرجع الدكتور غازي أسباب نجاح صالونه رغم تواجده خارج المملكة لعدة أسباب منها: "سهولة التأسيس وقلة التكلفة والبعد عن الإجراءات الرسمية والتعقيدات الإدارية والنمطية والروتين والرسميات التي تعطل محاولات الاقتراب من القضايا الثقافية الحقيقية". تعميق المعنى ويقول الشاعر سالم العبيري رئيس نادي الطلبة السعوديين بالقاهرة: شاركت في عدة أمسيات شعرية بمصر وخارجها، وخلال الشهر الماضي أقيم أكثر من صالون ثقافي بالقاهرة كان للشاعر السعودي أحمد الزهراني وهو عضو بنادي جدة الادبي. كما شارك الأكاديمي والباحث السعودي الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي الأسبق، بتقديم ندوة عن دور الرمز في جميع صوره المجازية والإيحائية والبلاغية ودوره في تعميق المعني الشعري وإثراء دلالته في الصالون الثقافي بالقاهرة. وقد جمع الديوان الثقافي للزهراني الشعراء السعوديين وبعض المبدعين المصريين، وأكد أن المشهد الشعري بالمملكة ثري جدا.كوكبة العصروأضاف الدكتور محمد السريحي: شاركت في عدة أمسيات شعرية بمصر وتحديدا بالإسكندرية، حيث أدرس الدكتوراة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ولدي عدة كتابات شعرية نشر بعضها من خلال ديوان جماعي، وأسعى لإصدار ديوان بعنوان (كوكبة العصر) وأقيم صالون صغير يجمعنا نحن أدباء المملكة مع الشعراء والأدباء المصريين.نادي الطلبةويقول الشاعر مزلوة دحام العنزي: وجودي كرئيس نادي الطلبة السعوديين بالإسكندرية جعلني أقيم أمسيات شعرية للطلاب بالنادي، واكتشفت أن الغالبية منهم شعراء أو محبون للشعر، وسعيت لإقامة صالون ثقافي شهري بنادي الطلبة، يضم مجموعة من الشعراء وهم طلاب مبتعثون بمدينة الإسكندرية، وعقدنا عدة مسابقات ثقافية شهرية شارك في كل مرة أكثر من مائة وعشرين ما بين الطلاب والمبتعثين وأولادهم، يقول العنزي: هذه المسابقات والأمسيات الشعرية بدأت بالنادي منذ كنت رئيس اللجنة الثقافية عام 2011وبمعاونة مدير مكتب الاتصال بالإسكندرية في ذلك الحين الدكتور عبدالرحمن العطية، وهذه الفكرة جاءت لوجود عدد من الشعراء السعوديين وهم طلاب وطالبات يريدون ممارسة الشعر بالقائه أو سمعه ما يساهم في تدفق بركان الإبداع.الحس المرهفوأضافت الشاعرة زينب السديري: شاركت في عدة أمسيات بالقاهرة والإسكندرية لوجودي في مصر لاستكمال الدراسات العليا بالأكاديمية. فالشاعر يحتاج للمشاركة والتعرف على الأفكار الجديدة، المجتمع السكندري شجعني للمشاركة في الأمسيات الشعرية، لأنه جمهور متذوق فني خاصة في زمن الانترنت. فالشعر سلعة لا يبحث عنها إلا أصحاب الحس المرهف والمشاعر النبيلة، وأجد أن هذه الأمسيات تعد لبنة للحفاظ على الشعر العربي وفرصة للأجيال من الشعراء العرب، لتقديم مواهبهم والارتقاء بأفكارهم الشعرية، وأرى ان الصالونات الثقافية السعودية أسهمت في التقاء الشعراء العرب، ونود ان يتم دعمها والوقوف بجانبها، لأنها تعتبر سفيرا للابداع.