DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالله الفارسي

الفارسي: لم أمارس صناعة النجم على حساب الشعر ولكل جيل إمكاناته

عبدالله الفارسي
عبدالله الفارسي
أخبار متعلقة
 
ضيفنا لهذا العدد إعلامي رائع  مشرف قسم الشعر الشعبي في صحيفة «المدينة» يزاول عمله في الملحق الذي خرج منه الكثير من الشعراء المبدعين من خلال نشرهم قصائدهم.. حاورنا ضيفنا حول عدة محاور تهتم بالساحة والإعلام الشعري بين الماضي والحاضر، وعن حال الشعر والشعراء في ظل الطفرة الالكترونية التي يشهدها المتلقي على كافة الاصعدة.. ضيفنا الإعلامي عبدالله الفارسي.نرحب بك عبر صفحات «في وهجير» بجريدة «اليوم».ـ الله يبقيك أخي علي وأتشرف بأن التقي بكم وبمحبي الشعر  من خلال هذا المنبر الإعلامي المميز .لا شك في انك عاصرت وقتا مضى ووقتا حاضرا من الإعلام .. فكيف وجدت الفارق بعد دخول الإعلام الالكتروني الجديد؟ـ هناك فارق كبير بين مرحلة الإعلام الشعبي المقروء وعصره الذهبي، ومرحلة الإعلام الالكتروني الجديد بنوافذه المتعددة التي جعلت الشاعر أمام جمهوره وجها لوجه ودون وسيط.ألا تعتقد ان هذا النوع من الإعلام ترك المركب دون قائد ذي خبرة .. فاختلط الغث بالسمين؟ـ لكل منبر من منابر الإعلام ايجابياته وسلبياته، والإعلام الجديد بقدر ما ترك الباب مفتوحا للجميع فهو أفرز جيلا جديدا من الشعراء بوعي مختلف وبرزوا دون وصي أو وسيط يمرر لهم نصوصهم الشعرية . وهذا الإعلام كشف الوجوه المقنعة وأنصف الكثير من الشعراء الذين غابوا عن الساحة الشعرية لبعدهم عن منابع الضوء اجتماعيا ومكانيا.وما سر كثرة غياب الشعراء والإعلاميين عن الساحة؟ـ أعتقد انه ليس ابتعادا كليا، فالشاعر الحقيقي يظل مسكونا بالشعر في داخله، لكن هناك فئة ابتعدت وتراقب المشهد عن بعد، لكن نتاجها الشعري موجود في الإعلام الجديد حتى وان ابتعدت عن الصفحات الشعبية. وهناك فئة غابت لأن الإعلام الجديد كشف شاعريتها المزيفة ولم تعد ذات مصداقية شعرية.لم أمارس صناعة النجم على حساب الشعر  وكنت أحرص على النص أكثر من حرصي على الشاعر ، لذلك بقي الشعراء الذين كانت بداياتهم من خلال «تضاريس» على تواصل وقناعة بأنها كانت صفحة لإنصاف الشعر بعيدا عن الشاعروأين موقع عبدالله الفارسي من خارطة طريق الإعلام الشعري؟ـ على الصعيد الشخصي متواجد الى حد  ما في مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس - تويتر - انستغرام) وعلى الصعيد العملي فأنا - ولله الحمد- لست متفرغا للصحافة الشعبية، بل أعمل فيها هاويا ومتعاونا، إضافة الى عملي الحكومي ومازلت في المنبر الإعلامي الذي بدأت فيه الخطوات الأولى وعرفت من خلاله وهو جريدة المدينة.هناك تحفظ من البعض على مصطلح   «شعبية” الذي يطلق على الساحة.. فما رأيك؟ـ بالعكس مسمى الساحة تحديدا ارتبط ذهنيا بالذاكرة الشعبية في كثير من المناطق التي يعتمد موروثها على الاداء الحركي والتطريبي في نفس الوقت. وتعني المكان الذي تمارس فيها هذه الالعاب والالعاب الأخرى. ربما القصيدة الشعبية التي ارتبطت ذهنيا بأنها ديوان العرب ومجالس الرجال هي المكان المناسب لها ، لكن مع التطور والتمدن والامسيات انكسر الحاجز النفسي وأصبح مفهوم الساحة الشعبية إعلاميا يتماشى معها بحكم ان الساحة تجمع كل ما له علاقة بالأدب الشعبي والموروث.كونك عاصرت الإعلام المقروء والإعلام الجديد .. هل تعتقد انه لا بد ان يواكب الشاعر هذه التطورات ويتماشى معها؟ـ من المؤكد ان العلاقة بين الشاعر والإعلام علاقة تكاملية وتفاعلية، وبذلك يجب ان يكون حاضرا في وسائل الإعلام الجديد اذا أراد ان يوصل صوته الى الآخرين، وأرى ان وسائل الإعلام الجديد أفضل للشاعر من حيث تواصل الشاعر مع المتلقي مباشرة وقياس ردة الفعل على ما يكتبه.ما رسالتك للشعراء المتراشقين بقصائد الهجاء فيما بينهم؟ـ رغم ان الهجاء غرض من اغراض الشعر ، لكن مع انتشار الوعي والثقافة يجب أن ينقرض هذا الهجاء من قاموسنا الشعري، واذا كان هناك من رسالة فهي رسالة وعي بأن على الشعراء الذين يتراشقون بقصائد الهجاء  الكف عن هذا الغرض السيئ والتزام حدود الأدب في الشعر والقول .  برنامج (شاعر المليون) فتح ابوابه من جديد.. هل تعتقد ان يستمر على توهجه الأول؟ـ (شاعر المليون) برنامج في النسخ الأولى والثانية والثالثة الماضية ناجح إعلاميا فاشل شعريا ، وتوقف نجاحه عندها. ومن تابع النسخة الرابعة والخامسة يدرك ان النجاح الإعلامي توقف عند النسخ الثلاث الاولى ولم يستطع القائمون على البرنامج انعاش البرنامج رغم المبالغ المالية التي تصرف عليه .هل مازال الاختلاف بينك وبين الشاعر مهدي ال حيدر قائما؟ـ ومن قال أصلا إن هناك اختلافا او خلافا بيني وبين الشاعر مهدي ال حيدر ، فهو أخ وصديق وشاعر كبير اعتز بصداقته.لكن كانت هناك لك مداخلة في أحد البرامج الفضائية وكان ضمن ذلك ان وجهت سؤالًا أغضب بعض جمهوره منك؟أنا طرحت وجهة نظري في المداخلة ومهدي أخ وشاعر، واع يقبل الاختلاف في الرؤى والأفكار وله بالتأكيد  فكره ورؤيته التي ينطلق منها شعريا وإعلاميا ، وغضب الجمهور لا يؤثر على العلاقة التي بيننا .بعيداً عن ذلك .. مقولة “كل شاعر كاتب وليس كل كاتب شاعرا” ما مدى صحتها من وجهة نظرك؟ـ الكتابة ليست لها علاقة بالشعر كفن فهي لها خصوصيتها كما هو الشعر له خصوصيته في البناء والصورة واللغة وليس شرطا ان يكون الشاعر كاتبا أو الكاتب شاعرا من وجهة نظري.لكن كثيراً من الشعراء الشباب انتهجوا نهج الكتابة واصدار الكتب التي لا تتعلق بالشعر خصوصاً في معرض الكتاب الذي كان شاهدًا على ذلك .. ما تعليقك؟لا أعتقد ان انتهاج الكتابة عيب للشاعر وبالذات لمن يملك الموهبة ، ولا أرى ان يظل الشاعر أسيرا للشعر اذا كان قادرا على  التجربة في اكثر من مجال إبداعي.لماذا لم نر ذلك في الشعراء السابقين؟ وهل اختلاف الثقافات له دور في ذلك؟ـ لكل جيل من الشعراء امكاناته الشعرية والثقافية وقدرته على خوض غمار التجربة في الفنون الابداعية الأخرى، والجيل السابق قدم الشعر وفق رؤيته وقناعاته وامكاناته .هل هناك فكرة في زيادة عدد صفحاتكم الشعرية؟ـ  أعتقد ان زيادة عدد الصفحات في هذا الوقت عبء على المشرف على صفحات الشعر في أي جريدة ، في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي وموقع اليوتيوب وغيرها من النوافذ الإعلامية التي تساعد الشاعر على الظهور للناس دون وسيط.لا شك في ان لك دورا في ابراز شعراء كثر .. بماذا يواجه عبدالله الفارسي من تنكروا له بعد ابرازهم؟ـ أنا لم أمارس صناعة النجم على حساب الشعر ، وكنت أحرص على النص أكثر من حرصي على الشاعر ، لذلك بقي الشعراء الذين كانت بداياتهم من خلال “تضاريس” على تواصل وقناعة بأنها كانت صفحة لإنصاف الشعر بعيدا عن الشاعر . وحالة وفاء الشاعر او تنكره “لتضاريس” لا تهمني كثيرا مع تقديري وامتناني لكل من يذكر ذلك ، لكنني لم أنشر النصوص لهذا الغرض ولا أحرص على كسب الشهادات من الشعراء الذين نشرت نصوصهم لقناعتي بأن الشعر هو الأهم .هل تعتقد ان جميع شعراء هذا الوقت يحملون في طيات أبياتهم رسالة؟ـ لا وليس هناك شاعر كامل، فالشعر حالة يجسدها الشعر، وعندما ننظر للشاعر يجب ان ننظر اليه كتجربة متكاملة بعيدا عن بعض ابياته او قصائده التي ربما تخرج عن سياق تجربته بشكل عام.لو كنت صاحب سلطة تشريعية في الساحة الشعرية فما أهم القرارات التي سوف تتخذها؟ـ ليس هناك ما يدعو الى وجود سلطة تشريعية في ساحة الشعر ، لان الشعر كفن إبداعي يجب أن يبقى حرا وتبقى سلطة الشاعر والمبدع الذاتية هي المساحة التي يتحرك فيها لكتابة منجزه الابداعي .هل من المنطقي ان يعتزل الشاعر الشعر؟ـ الشاعر الحقيقي لا يعتزل فقد يتوقف عن كتابة الشعر او نشره في مرحلة ما، لكن يبقى هاجس الشعر في داخله.متى ترى الوقت المناسب لأن يصدر الشاعر ديوانه؟ـ لا أعتقد ان هناك وقتا معينا لاصدار الديوان ، وهو يعود لرؤية الشاعر في طرح تجربته للمتلقي .هل تؤيد ان يلغي الشاعر فكرة اصدار ديوان مقروء والتعويض عنه بديوان صوتي؟ـ لكل شاعر رأيه في كيفية طرح ديوانه ، لكن برؤية إعلامية لا أعتقد ان هذا الوقت مناسب لاصدار الديوان المقروء.خارطة الشعر الشعبي الى اين تسير؟ـ ليس هناك خارطة للشعر الشعبي من وجهة نظري حتى يمكنني تحديد مسارها.  هل أنت مع مقولة: “إن الربيع العربي أثر على الشعر والشعراء وسبب له خفوتا في وهج سابق؟ـ لا لست مع هذه المقولة ، لكن هناك عوامل كثيرة ساهمت في خفوت وهج الشعر وأول هذه العوامل ملل الناس.وكيف يمل الناس من المشاعر والكلام العذب؟ـ لا أعتقد ان كل الشعر كلام عذب ، بل البعض منه  “هياط فاضي” وقصائد مدائحية أو هجائية مقززة.كلمة توجهها لكل إعلامي مهتم بالشعر؟ـ رسالة مختصرة هي إنصاف الشعر بعيدا عن اسم الشاعر. قصيدة تمنيت ان تكون كاتبها؟ـ كثير من القصائد الجميلة تستوقفني، لكني بكل تأكيد لم أتمن كتابتها. بيت تردده بينك وبين نفسك؟ـ حسب الحالة التي يعيشها الانسان تخطر على باله الابيات الجميلة التي يرى أنها تجسد هذه الحالة وربما تقوده للبحث عنها في الذاكرة او عبر جوجل. كلمة توجهها لمتابعيك من خلال “في وهجير”؟أشكر لهم متابعتهم، وأتمنى ان أكون قدمت ما يرضيهم خلال مسيرتي الإعلامية في خدمة  الأدب الشعبي ، وأشكر لكم في (في وهجير) اتاحة هذه الفرصة .