DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الجهات الدافعة لأثمان الأدوية تفكر مرتين قبل أن تفتح محفظتها

حين يكلف ثمن الدواء 84 ألف دولار

الجهات الدافعة لأثمان الأدوية تفكر مرتين قبل أن تفتح محفظتها
الجهات الدافعة لأثمان الأدوية تفكر مرتين قبل أن تفتح محفظتها
أخبار متعلقة
 
في قاعة أحد الفنادق في سان فرانسيسكو، وفي لقاء مع المساهمين، تباهت شركة جلياد للأدوية بأنها توصلت إلى دواء لعلاج التهاب الكبد الفيروسي «ج»، يبلغ سعر كل حبة منه ألف دولار. وقفت مجموعة غاضبة من المحتجين خارج الفندق، عددهم 20 شخصاً، كانوا يحملون لافتات كتب على إحداها «جلياد = الجشع». قال أورلاندو شافيز، وعمره 62 عاماً، وهو مستشار في التهاب الكبد الفيروسي «ج» وفيروس نقص المناعة «الإيدز»، وكان ضمن مجموعة المحتجين خارج الفندق: «أنا سعيد لأن الناس يحصلون على أدوية جديدة. لكن ما يثير قلقي هو الأسعار.» وقال: إنه يشعر أن شركات التأمين ستنظر إلى سعر الدواء الذي تصنعه جلياد ثم تُكرِه المرضى على تجربة دواء قديم ورخيص وأقل فعالية. شافيز لديه أسباب قوية تجعله على حق في مشاعر القلق. الذين يتعين عليهم أن يدفعوا أسعار الدواء يجدون أنفسهم في مواجهة مليارات الدولارات من تكاليف الأدوية الجديدة، في الوقت الذي تقوم فيه شركات الأدوية بتطوير علاجات معقدة في السنوات المقبلة. هناك شركات تأمين، مثل إكسبريس سكريبتس هولدنج، وكاتاماران، وإيتنا، وشركة سي في إس كير مارك، وغيرها، أخذت منذ الآن تضغط ضد السعر المرتفع لدواء جلياد. وهي تناقش كيفية وضع الأدوية المشابهة في خندق ضد بعضها بعضاً، حيث سترفض التأمين على بعضها، أو أن تُخضِع العلاجات إلى المزيد من المراجعة من قبل خبراء خارجيين وترفض دفع مبلغ إضافي استناداً إلى أن أحد الأدوية مناسب لتناوله أكثر من غيره. الدواء تصنعه جلياد لعلاج التهاب الكبد الفيروسي «ج» اسمه سوفالدي Sovaldi، ويحتاج المريض إلى علاج لمدة 12 أسبوعاً، وتكلفة الدواء في هذه الحالة 84 ألف دولار. الأدوية التي من قبيل هذا الدواء الذي شكَّل فتحاً في علاج المرض، وبسعره الذي يصل إلى طبقات الجو العليا، جعلت شركات التأمين تفكر «إطلاقاً» بإعادة النظر في توفير التغطية التأمينية للأدوية المكلفة المستخدمة في علاج التهاب الكبد والسكري وغيره، كما يقول سوميت دوتا، كبير الإداريين الطبيين في كاتاماران، وهي رابع أكبر الشركات الأمريكية التي تختص بمعاملات الأدوية وصرفها نيابة عن شركات التأمين التي تدفع ثمن الأدوية. وقال دوتا في مقابلة على الهاتف: «لا تستطيع أن تقوم بإدارة تامة لعملية صرف الأدوية باستخدام التقنيات التي كانت مستخدَمة في الماضي، نحن نشهد تحولاً الآن. ستعترض الجهات التي يتعين عليها دفع أثمان الأدوية وستقول في النهاية: هذا دواء يبلغ سعره 84 ألف دولار، في حين أن هناك علاجاً آخر يبلغ سعره 50 ألف دولار. فلماذا نتحمل تكلفة الدواء ذي السعر المرتفع؟» أسعار الأسهمتركز بعض شركات الأدوية وشركات التكنولوجيا الحيوية الآن على الأدوية ذات الأسعار المرتفعة؛ حتى تحل محل الأدوية التي حققت لها نجاحاً هائلاً في السابق، مثل دواء ليبيتور المضاد للكولسترول، الذي تصنعه شركة فايزر، والذي كان يحقق لها إيرادات سنوية مقدارها 12 مليار دولار قبل أن يتراجع أمام الأدوية الموازية (أي التي تباع بأسمائها العلمية وليست لها أسماء تجارية). هذا التحول في الاتجاه يمكن أن يؤثر على الكيفية التي يقيِّم بها المساهمون أسعار أسهمها، وفقاً لما يقوله لِيس فونتليدر، وهو خبير في صناعة الرعاية الصحية ومؤلف كتاب «الاستثمار في الرعاية الصحية». وقال فونتليدر في مقابلة: «هناك شعور بين المساهمين أن أدوية التكنولوجيا الحيوية محصنة ضد تنافس الأسعار. نحن نصل الآن إلى مرحلة ربما نكون قد دخلنا فيها في مشكلة بحاجة إلى حل.»    ارتفاع التكاليفتشكل أدوية الوصفات نسبة متزايدة من الإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق على أدوية التهاب الكبد الفيروسي «ج» وحده سبعة أضعاف من 3 مليارات دولار في عام 2011 إلى 21 مليار دولار في عام 2018، وفقاً لشركة Decision Resources Group المختصة في أبحاث السوق. وسينمو الإنفاق على الأدوية في الولايات المتحدة بنسبة 6.5 في المائة سنوياً  من 2015 إلى 2022، وهو أسرع من إجمالي التكاليف الصحية، وفقاً لبيانات من مراكز خدمات ميديكير وميدكيد. هذا الارتفاع مدفوع في معظمه بالأسعار المتزايدة واستقرار استخدام الأدوية الموازية. بعد أن حصلت جلياد على الموافقة على استخدام الدواء في 6 ديسمبر 2013، تحتاج إلى 6 أشهر للتوصل إلى التفاصيل الرسمية للتغطية مع الجهات الدافعة لأثمان الأدوية ومع شركات تسيير معاملات صرف الأدوية، كما قال جون ميليجان، كبير الإداريين التشغيليين للشركة في رسالة إلكترونية. وقال: في هذه الأثناء معظم الخطط تقوم بتغطية الدواء. حين يعطى الدواء سوفالدي في نهاية المطاف مع دواء آخر تعمل جلياد على دراسته الآن (لأن نظام العلاج يقتضي أخذ الدوائين معاً)، فإن سعر النظام العلاجي يمكن أن يرتفع إلى 100 ألف دولار سنوياً أو أكثر، مقارنة مع ما تقوله كاتامارن إن العلاج المستخدم حالياً يكلف 66 ألف دولار. وقال ميليجان: إن هذا يظل مع ذلك أرخص من علاج مضاعفات التهاب الكبد «ج»، التي يمكن أن تؤدي إلى تلف أو فشل الكبد، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ضرورة إجراء عملية زرع للمريض. وقال ميلجيان: «أثناء محادثاتنا مع الجهات الدافعة، يعتبر السعر من الاعتبارات المهمة، لكن معايير الكفاءة والأمان والعلاج مهمة بالقدر نفسه.» أدوات متاحة أمام الشركاتلكن توجد لدى الجهات الدافعة أدوات كثيرة للضغط على التكاليف وإكراه المرضى على تجربة أدوية أرخص في البداية، وهي تستخدم هذه الأدوات، كما قالت جمعية صناعة الدواء، وهي «شركات الأبحاث والتصنيع الصيدلانية الأمريكية»، ومقرها واشنطون. وقالت لوري رايلي، رئيسة قسم السياسة في الجمعية: «في العادة بحلول الوقت الذي يمر فيه المرضى بالخطوات المتعددة التي لا بد لهم من المرور فيها من أجل الحصول على الدواء، يكونون فعلاً بحاجة إليه.» وحتى مع ذلك، تفكر الجهات الدافعة لأثمان الأدوية مرتين قبل أن تفتح محفظتها. قال جيف بارك، كبير الإداريين الماليين في كاتاماران: إن بعض خطط أدوية الوصفات التي تتولى شركته إدارة صرفها للمرضى تدفع المرضى منذ الآن لتجربة أدوية قديمة أولاً، ثم ينتقلون إلى أدوية أكثر تكلفة في حالة واحدة فقط، وهي عدم نجاح العلاج القديم. وقال بارك في مقابلة في سان فرانسيسكو أثناء مؤتمر الرعاية الصحية التي يرعاه بنك جيه بي مورجان تشيس: «يستطيع المريض أن يصل إلى مرحلة الحصول على هذه الأدوية المكلفة»، لكن حتى يفعل ذلك، «يجب أن يوازن بين تكاليف العلاج الأول ذي التكلفة الأرخص». الآثار الجانبيةهذا عنصر مثير للقلق إلى حد كبير بالنسبة للمرضى والمدافعين عن الحقوق مثل شافيز، الذين يقولون: إن هذه الاستراتيجية ستضطرهم إلى البقاء مع الأدوية القديمة لالتهاب الكبد، التي تسبب الكثير من الأعراض الجانبية، والتي تعتمد على حُقَن أسبوعية صعبة، على نحو يجعل المريض يشعر وكأنه يصاب بالإنفلونزا مرة بعد أخرى دون توقف. أصيب شافيز بالتهاب الكبد «ج» قبل أن تتوفر الأدوية الحديثة. وبعد أن شفي من المرض، يساعد الآخرين على الحصول على علاج الالتهاب «ج» وعلاج الإيدز في منطقة خليج سان فرانسيسكو. وقد أُعطي حقن الإنترفيرون، وهو دواء قديم، لمدة سنة لتخليص جسمه من الفيروس. وقال: إن هذا النظام العلاجي كان شديداً عليه، لكنه نجح في شفائه. التحول في التغطيةفي السنة الماضية أوقفت شركة إكسبريس سكريبت تغطية الإنسولين وحقنة للسكري تصنعها شركة نوفو نورديسك، لصالح أدوية من شركة إيلي ليلي، وأسترا زينيكا، وبريستول مايرز سكويب. وفي الأسابيع الأربعة الأخيرة ارتفعت وصفات الإنسولين هومالوج، من إنتاج ليلي، بنسبة 15 في المائة مقارنة بما كان معمولاً به قبل 4 أسابيع مع إكسبريس سكريبت، في حين أن وصفات نوفولوج، من إنتاج نوفو، بقيت عند معدلها. قال تشارلز بانكروفت، كبير الإداريين الماليين لشركة بريستول مايرز: إنه سيحدث النوع نفسه من المنافسة مع التهاب الكبد «ج». وتعمل هذه الشركة على تطوير نظامها العلاجي الخاص من أدوية التهاب الكبد «ج»، والتي ستصل السوق بعد فترة قريبة من أول علاج يصل السوق من جلياد. وقال بانكروفت في مقابلة في مؤتمر جيه بي مورجان: «بالنسبة لمنتج جلياد، تعتبر الكفاءة عند أعلى مستوى. لكن جميع الأدوية جيدة بما فيه الكفاية. الأمر الذي سيحدث في نهاية المطاف، هو أن التسعير سيصبح أكثر حدة. وما شهدناه بالنسبة لأدوية السكري يمكن أن يحدث بصورة أسرع». حظر التغطيةقالت بعض شركات صرف الأدوية: إنها مستعدة لحظر أدوية أخرى من التغطية. وقال ستيفن ميلر، كبير الإداريين الطبيين في إكسبريس سكريبت: «سنتوصل إلى تحديد الأدوية التي وضعها في مقابل بعضها البعض، وسنتخذ بعض القرارات الصعبة من حيث صرف العلاجات.» وفي بريطانيا وأوروبا تقوم الأجهزة التنظيمية الصحية  بمراجعة الأدوية في مقابل التكلفة التي ستدفعها المؤسسات الصحية التابعة للدولة. وفي ألمانيا أوقفت بريستول مايزر بيع دواء للسكري في الشهر الماضي بعد أن رفضت الحكومة دفع السعر الذي طلبته الشركة. وقال جيمي روبن، وهو محلل لدى بنك جولدمان ساكس: «إلى أي مدى يكون المجتمع مستعداً لدفع ثمن أحد الأدوية؟، هل الدواء يساوي ألف دولار في اليوم؟»