أعمال من متحف بيت التراث و الفنون

يعد مهرجان "جدة التاريخية" الذي ينطلق لأول مرة حاملا صبغة ثقافية، تربط الماضي العريق بالحاضر الزاهر، أحد المؤشرات العميقة للعمل على ترسيخ مفهوم المحافظة على المقتنيات التاريخية، من خلال إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التي تحاكي ما كانت عليه "جدة" قديما، حيث أعطى المهرجان خاصيته المتميزة التي افتتن بها أكثر من زائر، وكان للفعاليات الثقافية والفنية نصيب منها، فقد حفل المهرجان بمعارض الفن التشكيلي ومسرح الدمى ومعرض للكتب القديمة والمتاحف.جولة "الجسر الثقافي" انطلقت من "ركن رؤى الفن"، والذي يشرف عليه رئيس لجنة الفنون في الغرف التجارية الصناعية بجدة، الفنان هشام بنجابي، ويحتوي على العديد من اللوحات التشكيلية، بعضها من أعماله الفنية والأخرى من أعمال تشكيليين عرب ومستشرقين، وترصد في مضمونها الحياة القديمة في مدينة جدة، وتركز بشكل خاص على المعالم التاريخية والدينية والثقافية والطبيعية للحجاز، كما احتوى المعرض على لوحات للفنان محمد عمر ثابت، تصور الأفراح الحجازية القديمة وطقوس زفة العروس، ولوحات أخرى للفنان صالح الشهري.افتتن الزوار بالمهرجان الذي ركز على الفعاليات الثقافية والفنية، من خلال معارضه المتنوعة، التي اهتمت بالفنون التشكيلية ومعرض الكتب القديمة والمتاحف، إضافة لمسرح الدمى فيما احتوى معرض"مقعد جدة وأيامنا الحلوة" على صور قديمة لمنطقة جدة التاريخية، التقطها بعض المستشرقين من أوربيين وغيرهم، كانت لهم زيارات لجدة، إضافة لصور تاريخية نشرتها  الصحافة السعودية والأجنبية، منها: صحيفة "لندن نيوز"، و"صوت الحجاز"، وصحيفة "الأضواء"، و" البلاد "السعودية. وتضمن متحف "بيت التراث والفنون" العديد من المعالم الثقافية، منها: (موسوعة جدة) لعايض القحطاني، وصالة عرض للفنانة التشكيلية فوزية نور، والتى جسدت في لوحاتها التراث السعودي والبيئة الصحراوية والبدوية وجمالها الفاتن بين بيوت الشعر وأدوات الحياة الاجتماعية، إضافة إلى العديد من صور الحياة المدنية والطراز المعماري المميز لمدينتي مكة وجدة، كما عرض المتحف فيلما وثائقيا عن البحر الأحمر وصحراء الربع الخالي، وسلسلة جبال السروات، كما كان لـ"بيت نصيف" مشاركة في فعاليات المهرجان، باعتباره من أقدم بيوت مدينة جدة، ويعد أرشيفا وطنيا للصور التاريخية وتشرف عليه أرامكو السعودية. وأبهر "متحف الكتب القديمة" الزوار، بما يعرضه من صور وكتب وقصص ومخطوطات تراثيّة قديمة. فيما رصد "الجسر الثقافي" نشاط مسرح الطفل، الذي أشرفت عليه مجموعة"سمر" للفنون المسرحية، والتي عرضت حكايات وقصصا موروثة عن تراث المنطقة، مستخدمة (مسرح الدمى) إضافة لعرض ترشيدي حمل عنوان (الإسراف في الماء)، وحظي بحضور وإقبال لافت، خصوصا وهي تستخدم الإطار الدرامي المشوق، تتخلله الأغاني الشعبية والوطنية.