من كاميرا بسيطة التقطت بها صورا لأطفال الروضة؛ لتسجل جزءا من ذكرياتهم، كانت بدايات ابنة المنطقة الشرقية أنوار علي عبدالجبار المؤمن المتواضعة في عالم التصوير وفنونه، حيث حرصت على أن تتسلق سلم النجاح، خطوة خطوة وبحذر شديد، إلا أن انطلاقتها الحقيقية كانت بعد تلقيها لدعم صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، والذي شكل نقطة تحول حقيقية ليس في حياتها فحسب بل في حياة ابنتها التي امتهنت التصوير الفوتوغرافي والتصميم، بعد أن كان مجرد هواية، ولأن درب النجاح والتميز يبدأ بخطوة، فقد حصلت أنوار المؤمن، بعد خمس سنوات من انطلاقتها، على المركز الثاني في جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي/ الفرع الثاني للجائزة والمخصص للأفراد، وتسلمت جائزتها برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالرياض، وكان لنا معها هذا اللقاء:
- أنوار المؤمن واستديو العدسة الذهبية.. متى كانت البداية وكيف؟ البداية كانت كاميرا بسيطة لتصوير أطفال في حضانة مدرسية، ثم تطورت الفكرة بتشجيع من زوجي فاستأجرت غرفة في صالون نسائي لمدة عام، وكانت بدايتي في عالم التصوير مع اكتشاف موهبة ابنتي زهراء في فن التصوير والتصميم، وهو ما جعلني افكر في افتتاح الاستديو الرسمي متواضع الامكانيات، فتقدمت إلى باب رزق جميل، وحصلت على قرض مقداره ثمانين ألف ريال، وأسست استديو صغيرا في شقة متواضعة بجانب الصالون، ثم كانت انطلاقتي الحقيقية بعد أن تلقيت التدريب الاحترافي على كيفية بدء المشاريع الصغيرة، وعمل دراسة الجدوى ضمن برامج صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لتنمية المرأة "صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم المشاريع النسائية سابقا" في "دورة انطلاقتي" الأولى لتدريب رائدات الأعمال عام 2008م، ثم تقدمت بطلب قرض لتطوير المشروع وشراء المعدات وتوسعة الاستديو مرفقة الطلب بدراسة جدوى متكاملة.
وبدأت بعدها انطلاقتي في عالم التصوير، وبتشجيع من صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، تطور المشروع بطريقة سريعة، وبعد الانتهاء من سداد القرض الاول تم دعمي بقرض اخر من الصندوق، وافتتحنا فرعنا الثاني في كورنيش الدمام كأكبر استديو نسائي في المملكة.
- ولماذا حصل استوديو "العدسة الذهبية" على الجائزة برأيك؟بسبب تميزنا بطريقة جديدة عن باقي الاستديوهات، وتطورنا السريع من كاميرا بسيطة إلى أكبر استديو في المملكة خلال ست سنوات فقط.
- لكل مشروع في بداياته الكثير من الحكايا والذكريات فما أبرز ما تتذكرين منها؟ زيارة معالي وزير العمل الدكتور: غازي القصيبي -يرحمه الله- ودعمه لنا وتشجيعه للموظفات للاستمرار في العمل.
-عقبات تخطيتها بعزيمة وإرادة؟ وكيف؟استخراج التراخيص، ومواجهة المجتمع بتشجيع من والدي وزوجي وابنائي.
- انطلاقتي 1 ما هي؟ وما الذي قدمته لك؟ انطلاقتي هي المحرك الرئيسي بالنسبة لي، فقد كان للدورات التي اجتزتها معهم أثر كبير في تغيير سلوكي الاداري والفني في اتجاه النجاح، ودفعتني لمواصلة العمل الدؤوب وتحدي الصعاب لتحقيق أهدافي.
اشجع جميع الفتيات للخوض في مجال التجارة والعمل الحرفي، بدعم من الصندوق، أو غيره، لكي يتم توجيههن للطريق الصحيح بالدعم المادي والمعرفي والمعنوي - كونك إحدى الممولات من صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة.. الآن ما الذي تقولينه للراغبات في افتتاح مشاريعهن الصغيرة؟ اشجع جميع الفتيات للخوض في مجال التجارة والعمل الحرفي، بدعم من الصندوق، أو غيره، لكي يتم توجيههن للطريق الصحيح بالدعم المادي والمعرفي والمعنوي.
- ولو استشارتك فتاة في افتتاح مشروع منافس لـ"العدسة لذهبية" فبما ستنصحينها؟ أنصحها بخوض هذه التجربة ودخول عالم التصوير من خلال التعلم والعمل الدؤوب والاستمرارية والصبر، فأنا أؤمن بأن الرزق بيد الله، وسوقنا كبير يتسع للجميع، ويبقى النجاح للمتميزين والراغبين في التميز بجد.
- ما هي الحلول التي تقترحينها لتجاوز المصاعب التي تعيق تقدم المشاريع النسائية؟ إنشاء مركز نسائي متكامل، يضم جميع الدوائر الحكومية، لتسهيل المعاملات والإجراءات بطريقة سريعة وسهلة.
- فوز مشروعين من المشاريع التي مولها صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة، بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للعمل الاجتماعي على مستوى المملكة.. ماذا يعني لك؟ نجاح باهر لإدارة صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يشهد به الجميع، لا سيما مع احتضانهم للمشاريع الصغيرة علميا وماديا وفنيا.
- ما الذي يميز المرأة في المنطقة الشرقية؟ وما الذي ينقصها؟ المرأة في المنطقة الشرقية لها طموح في عالم التجارة والمنافسة، ولكن ينقصها التشجيع والدعم المستمر.
-كيف تلقيت خبر الفوز بالجائزة؟ وما الذي تتطلعين إليه بعدها؟تلقيته بفرح وسرور بالغ، أتطلع لتطوير المشروع باستمرار؛ نظرا لتسارع النمو التكنولوجي في مجال التصوير بشكل سريع.
- ما هي أهم المبادئ التي تحرصون عليها في عملكم؟ السعودة والانتظام والاستمرارية في النجاح.
- من هم أبرز الداعمين لك في مشروعك؟ وماذا تقولين لهم؟ زوجي وابنائي، وأقول لهم بعد هذه الجائزة الكبيرة، هأنا ذا قد حصدت ثمار صبركم وتشجيعكم لي للاستمرار في العمل الدؤوب.
- وجهي كلمة لكل من:- وزارة العمل:شكرا لكم على القرارات الجديدة، التي كانت لي نبراسا، ورسخت إيماني بالسعودة.
- أمانة الشرقية:شكرا لتعاونكم وسهولة استخراج التراخيص والتطور الجديد.
- المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني:نرجو منكم الحرص وتشجيع ابنائنا؛ لخوض سوق العمل بشجاعة ومعرفة، واستغلال فرصة العمل واخذ مكان الأجنبي في سوق العمل الحر.
- إمارة المنطقة الشرقية:شكرا لدعمهم لنا.
- أرامكو السعودية:أتمنى من شركة ارامكو فتح الفرص للمشاريع الصغيرة؛ لخوض تجربة العمل مع ارامكو السعودية بالحصول على عقود تشجيعية.
