سجل قطاع السيارات في الولايات المتحدة في 2013 افضل أعوامه منذ وقت الازدهار قبل 2008، لكن النتائج في ديسمبر الماضي جاءت دون التوقعات.
لكن الأداء في ديسمبر لايشير إلى أوقات صعبة في 2014 حيث توقع العديد من المسؤولين التنفيذيين بالشركات والمحللين أن يظل نمو القطاع أفضل من نمو الاقتصاد الكلي مثلما حدث وقت الركود، حيث تكبدت أكبر ثلاث شركات لتصنيع السيارات أو البيغ ثري (BIG THREE) خسائر ضخمة.
وتأثرت مبيعات ديسمبر بعطلة عيد الشكر التي حولت مبيعات أكثر من المعتاد إلى نوفمبر فضلًا عن العواصف الثلجية التي أبعدت المستهلكين عن الشراء وفق ما ذكره عدد من صانعي السيارات والمحللين.
وكانت جنرال موتورز قالت: إن مبيعات السيارات في الولايات المتحدة ستنهي ديسمبر على مبيعات بمعدل 15.6 مليون سيارة سنويا -بزيادة تبلغ نحو 8%- مقارنة مع توقعات لخبراء استطلعت رويترز آراءهم بمعدل 16 مليون سيارة.
وستكون هذه أفضل مبيعات سنوية منذ 2007 عندما بلغت المبيعات 16.1 مليون سيارة. وكانت المبيعات هوت إلى 10.4 مليون سيارة في 2009 قبل أن تبدأ في التعافي مجددًا.
وتراجعت مبيعات جنرال موتورز في ديسمبر 6% إلى 230157 سيارة مقارنة مع توقعات للمحللين بزادة طفيفة للمبيعات.
وزادت مبيعات فورد 2% إلى 218058 سيارة دون التوقعات أيضًا.
وأنهت تويوتا كامري العام على رأس أكثر سيارات الركوب مبيعًا للعام الثاني عشر على التوالي.
لكن تويوتا قالت: إن مبيعاتها في الولايات المتحدة انخفضت 1.7% في ديسمبر إلى 190843 سيارة مقارنة مع توقعات بزيادة طفيفة.
وأعلنت كرايسلر زيادة 6% في مبيعات الشهر الماضي إلى 161007 سيارات مسجلة أفضل أداء في ديسمبر منذ 2007، لكنها جاءت ايضا دون توقعات المحللين بقليل.
وقد شهدت صناعة السيارات الأمريكية أزمة كبيرة قبل أربع أعوام، حيث أظهرت بيانات في يونيو 2009 هبوطًا هو الأكبر خلال 30 عامًا لمبيعات كبرى شركات السيارات الأمريكية واليابانية والألمانية في الولايات المتحدة الشهر الماضي.
وتقلصت مبيعات فورد وجنرال موتورز الأمريكيتين وتويوتا وهوندا اليابانيتين ودايملر الألمانية، بينما لا يزال الركود جاثمًا على أكبر القوى الاقتصادية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة واليابان وألمانيا.
وأظهرت البيانات أن مبيعات تويوتا -التي انتزعت العام 2008 المرتبة الأولى عالميًا من جنرال موتورز الأميركية- تراجعت في أبريل الماضي بنسبة 42% إلى 126 ألفا و540 سيارة.
كما تراجعت مبيعاتها منذ مطلع العام الحالي بنسبة 38% إلى 486 ألفًا و212 سيارة. وشمل تراجع المبيعات وحدات تابعة لتويوتا مثل وحدة السيارات الفاخرة «لكسز». وينسحب هذا التراجع أيضًا على مبيعات الشركة العملاقة من الشاحنات الخفيفة.
يذكر أن أزمة صناعة السيارات الأمريكية هي أزمة ظهرت نتيجة الأزمة المالية العالمية في 2008 بعد أزمة الرهن العقاري وأزمة القروض والائتمان ظهرت في شهر أكتوبر 2008، حيث تكبدت أكبر ثلاث شركات لتصنيع السيارات أو البيغ ثري (BIG THREE) كما يسميها الأمريكان جنرال موتورز، فورد، كرايسلر خسائر قوية تجاوزت الـ6 مليار دولار لكل واحدة، وقد طلبت هذه الشركات معونة من الحكومة الأمريكية (إدارة بوش) بقيمة 50 مليار دولار، لكن الحكومة الأمريكية (إدارة بوش) رفضت هذه المعونة ووصفتها بعديمة الجدوى، لكن الشركات عادت وطلبت من الإدارة الجديدة المنتخبة برئاسة باراك أوباما هذه المعونة فوافقوا لكن بنصف المبلغ أي بـ25 مليار دولار.
وإذا ما انهارت الشركات الكبرى الثلاث فإن ذلك يمثل كارثة في الاقتصاد الأمريكي حيث ستفقد الولايات المتحدة وحدها ثلاثة ملايين وظيفة، وهو يعتبر أمر كارثي حيث سيزداد عدد العاطلين عن العمل، ويرتفع مؤشر البطالة كما ستفقد الحكومة الفيدرالية الأمريكية ما يقدر بـ150 مليار دولار من خزينتها.