DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أداة نسخ كتابية..

أداة نسخ كتابية..

أداة نسخ كتابية..
أداة نسخ كتابية..
أخبار متعلقة
 
كان المثقف، وإلى فـترة وجيزة، يشكل الرأي العام، ويطرح بطريقـته قـضايا مجتمعه بأسلوبه وفلسفـته التي تروق للبعض، ولا تروق للبعض الآخر، ولكن يبقى المثقـف صوت المجتمع ومستخرجا لآلامه، فهو صـوت الشارع بنزفه وأوجاعه، يلامس آهات الواقع ويناجي الأرصفة التي أتعبها المشي ودنستها الآثام، عوامـيد الإنارة التي تحمل ضوء لا يبث الأمل بل يخنق الكلمات في عتمة لا نجدها في الطرقات، بل نعيشها بين حنايانا في زحمة الوقت، عندما تخنقـنا الاستفهامات، ولا نجد إجابة إلا بين سطور الكتّاب الشرفاء، ممن حملوا على عاتقهم مهمة ترجمة المشاعر بصدق، ونبض لا يعرف السكون ولا الركون إلى الراحة. للكتّاب في السابق هيبة عظيمة، ومكانة عالية، واحترام لا يشوبه سخرية ولا انتقاد، حتى وإن لم يوفق في طرحة مع شريحة معينة، لكن يبقى عينا راصدة لكل ما يشوب الحياة من تغيرات، ويواكب ما يمر بها من أحداث، الكاتب اليوم هل مازال يحمل هما؟ أم قل تأثيرهم ولم تعد لهم ذات القيمة؟ أم المتلقي اختلف، ولم يعد له شهية القراءة أو المتابعة؟كان الكتّاب قديما يصنعون لأنفسهم أسلوبا مميزا ومشاريع كتابية، حتى أصبحت كلماتهم حكما تتناقل ويستشهد بها في المقامات والمقالات، كانت كلماتهم تعيش معنا وتسكننا، فمن يسكننا كلامه الآن؟ ولا أزكي نفسي، فلقد أصبحت واحدة من هؤلاء اللاتي لا نشكل وزنا ولا أهمية في عالم الكتابةكان الكتّاب قديما يصنعون لأنفسهم أسلوبا مميزا ومشاريع كتابية، حتى أصبحت كلماتهم حكما تتناقل ويستشهد بها في المقامات والمقالات، كانت كلماتهم تعيش معنا وتسكننا، فمن يسكننا كلامه الآن؟ ولا أزكي نفسي، فلقد أصبحت واحدة من هؤلاء اللاتي لا نشكل وزنا ولا أهمية في عالم الكتابة. هل لأننا لا نمتلك أدوات؟ أم لأننا لم نعد قادرين على صياغة تتلاءم والوضع الحالي؛ لإدراكنا أن المتلقي لن يقـبلنا ما دمنا متشابهين؟ أم لأنه أصبح قادرا على الكلام والتعبير بطريقـته ووسائله فلم يعد بحاجة لنا؟ هل تتفقون معي على أن الكاتب اليوم أصبح أداة نقل لكل مايخرج في (الكيك) أو مايتداول عن طريق (التويتر)، فلا تخلو زوايانا المنشورة في الصحف ولا عناويننا اليومية من أحداث أو قصة تناقلها الجمهور، وبذلك يتحول الكاتب إلى أداة نسخ كتابية لما يتناقله الجمهور، حتى وإن لم يحمل قضية مهمة مثل (زوجوني حنان، واحبك ياهدى، متصدر لا تكلمني ...) وغـيرها من المقاطع التي نالت نسبة مشاهدة عالية، وتعليقات تفوق قضية فلسطين وسوريا والعراق، إذا الكاتب لم يعد عين المجتمع، بل أصـبح ناقلا لما يكتبه الناس، وبعد ما كان المثقف يشكل الرأي العام، أصبح الرأي العام هو الذي يشكل المثقف.