DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الاجتماع التمهيدي في قصر الأمم بجنيف تمهيدا للمؤتمر الدولي للسلام (رويترز)

«جنيف 2».. لا شيء يوحي بوضع حد لثلاثة أعوام من القتال

الاجتماع التمهيدي في قصر الأمم بجنيف تمهيدا للمؤتمر الدولي للسلام (رويترز)
الاجتماع التمهيدي في قصر الأمم بجنيف تمهيدا للمؤتمر الدولي للسلام (رويترز)
لا يتوقع المحللون أن يساعد المؤتمر الدولي المقرر حول سوريا، «جنيف 2»، الذي يعقد الشهر المقبل في سويسرا، في وضع نهاية لنحو ثلاث سنوات من القتال في البلاد. فرغم تجاوز القوى الدولية بنجاح العديد من العقبات الدبلوماسية والمصالح الإقليمية في إطار جهود عقد المؤتمر في 22 يناير المقبل، ستجد هذه القوى فرقا شاسعا بين موقفي دمشق والمعارضة بشأن تسوية محتملة. ويقول سلمان شيخ رئيس «مركز بروكنجز الدوحة»: «أخيرا، اتفقت قوى دولية وإقليمية على الحاجة للتوصل لحل سياسي في سوريا، لكن ما زلنا بانتظار رؤية ما إذا كان النظام والمعارضة قد اتفقا حقا على ذلك». من المدعو؟ وفي قصر الأمم بمدينة جنيف، افتتح مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الجمعة، الاجتماع التحضيري لمؤتمر جنيف الثاني بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا. وقال للصحفيين إن المملكة العربية السعودية في قائمة الدول المدعوة الى المحادثات والتي يقدر عددها بثلاثين دولة. لكن لا اتفاق على حضور ايران. وقال، إن الخلاف لا يزال حول مشاركة ايران حيث ترفضها الولايات المتحدة، وتقول: إن حضورها ليس أمرا صائبا، لكن الايرانيين على أية حال «أبلغونا أن عدم مشاركة ايران في مؤتمر جنيف الثاني ليس نهاية العالم». وقال الإبراهيمي إنه محبط من استمرار القتال في سوريا داعيا نظام الأسد لوقف إلقاء قنابل البراميل على السكان جدوى المؤتمر في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحفي أن مؤتمر جنيف 2 لن يكون ذا فائدة أو جدوى، إذا أبقى على بشار الأسد في السلطة. ومن المقرر عقد المؤتمر الدولي حول سوريا في 22 كانون الثاني/يناير المقبل في بلدة مونترو السويسرية، بحضور 30 دولة ليتواصل في جنيف بين النظام السوري وقوى المعارضة التي تقف المملكة العربية السعودية على رأس داعميها، وسيترأسه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون. ويعمل دبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة على معالجة طلب ايران للمشاركة. وكان الرئيس الفرنسي يتحدث للصحفيين في بروكسل اثر قمة اوروبية بحثت بشكل سريع الملف السوري، وأكد ان مؤتمر السلام جنيف-2 لا يمكن «ان يكون هدفا لذاته». واضاف «اذا كان جنيف-2 سيشكل تكريسا لسلطة بشار الاسد او يؤدي الى انتقال سياسي من بشار الاسد الى بشار الاسد، سنكون ازاء فرص قليلة لاعتبار ان هذا الموعد شكل الحل السياسي للقضية السورية». وتابع «في الاثناء بلغ الوضع في سوريا اخطر حالاته لجهة عدد المرحلين واللاجئين والازمة الانسانية». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ابدى في الآونة الأخيرة «شكوكا» بشأن فرص نجاح مؤتمر السلام جنيف-2. ويأتي تصريح هولاند بعد يوم من رفض روسيا إعلان دمشق نية بشار الأسد في الترشح للرئاسة مجددا في عام 2014، وقالت: إن هذا التصريح لا يخدم عملية إطلاق المفاوضات في جنيف لإحلال السلام في سوريا. وقال ميخائل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، الخميس: إن تلميحات الأسد بإعادة انتخابه «تصريحات خطابية تؤثر على المناخ، ولا تجعل الموقف أهدأ بأي حال». وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت استعدادها لفتح قناة حوار مع الجبهة الاسلامية في سوريا، التي انضوى تحت لواءها عشرات المجموعات المسلحة وهي تقاتل قوات وعصابات الأسد وحزب الله، اضافة للمسلحين الذي يعادونها. وتم تأجيل مؤتمر جنيف الثاني مرارا لكنه سيعقد أخيرا غدا في 22 يناير، ليجمع ولأول مرة حول طاولة واحدة ممثلو النظام السوري وبعض اطراف المعارضة. ومؤتمر جنيف 2 مسؤول عن بدء تنفيذ خطة تم اعتمادها في مؤتمر جنيف الاول في حزيران/ يونيو 2012، من قبل القوى العظمى لتسوية النزاع الدامي في سوريا، والذي اودى بحياة اكثر من 120 ألف انسان منذ اذار/مارس 2011، وتشكيل حكومة انتقالية للاعداد للانتخابات الرئاسية من المفترض أن تستبعد بشار الأسد وأزلامه من الحكم.    وفي أربيل شمال العراق، أعلن رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا ان أكراد سوريا سيشاركون في مؤتمر جنيف الثاني ضمن وفدين، الاول مع المعارضة، والثاني مع النظام. ونقل مراسل «الفرنسية» عنه خلال زيارته مخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة اربيل إن هذا «الامر منتهٍ». المقاتلون وحتى إذا ما تغلبت القوى الدولية على العقبات وتوصلت إلى انفراجة، فإن طرح أي ترتيب سياسي على الأرض وإقناع مقاتلي المعارضة بالتخلي عن أسلحتهم سيكون أمرا صعبا للغاية.  وقد تجنبت قوات من الثوار إلى حد كبير المشاركة في محادثات «جنيف 2». وأعلن سليم إدريس قائد التجمع الثوري الرئيسي (الجيش السوري الحر) الشهر الماضي مقاطعة قواته للمؤتمر وتعهد بمواصلة الكفاح المسلح ضد الأسد. وحتى في حال تخلت قوات «الجيش السوري الحر» عن السلاح، فقد تتحطم آمال التوصل لوقف اطلاق نار دائم بسبب وجود الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين لايتوقع أن يتخلوا عن أجنداتهم الطائفية والسياسية؛ ليلتزموا بأي اتفاق للسلام. ويقول محمد الليبي الناطق الرسمي باسم «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» ذات العلاقة بتنظيم القاعدة، وواحد من بين عشرات الأفراد من الجماعات الجهادية في سوريا: «هدفنا هو هدف كل مواطن سوري، إقامة دولة إسلامية في سوريا بعيدة عن أي تدخل خارجي أو أجندات خارجية». وأضاف الليبي: «لن نسمح للمؤامرة الخارجية المتمثلة في المؤتمر بأن تمنعنا من تحقيق هدفنا - سنقاتل حتى تصبح سوريا حرة». وقد أظهر «حزب الله» في لبنان أيضا مؤشرات بسيطة على الانصياع للضغوط الدولية؛ ليفك ارتباطه بالصراع الدائر في سوريا منذ 33 شهرا.  وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله تعهد الشهر الماضي بأن يبقى مقاتلوه في سوريا ليواصلوا دعمهم للأسد. ويقول شيخ: «القوى الإقليمية التي ترسل مقاتلين ودعما عسكريا للاسد منذ شهور تعتقد أنها لا تزال لديها نفوذ كاف كي تمارسه على المقاتلين لحملهم على الالتزام بوقف إطلاق النار.. أخشى أن هذه القوى قد تكتشف أن الوضع لم يعد كما تعتقد». ولعل أكبر عقبة أمام السلام في سوريا، هي الحصيلة الإنسانية الضخمة من الضحايا والناجمة عن الصراع الذي خلف أكثر من 100 ألف قتيل، وأجبر أكثر من ثلاثة ملايين شخص على الفرار من البلاد، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. وتقول قطاعات واسعة من المجتمع السوري: إنه ليس من المحتمل بالنسبة لها أن تقبل أي اتفاق يتضمن الرأفة بالاسد، والمتشبثين بالنظام، فما بالك بالسلطة؟ فقد فقد الالاف من هؤلاء أحباءهم ومصادر رزقهم على يد قوات النظام. ويقول أحمد الجيوسي، وهو أب لخمسة أبناء من محافظة درعا جنوبي سوريا: «تجاوزنا نقطة المفاوضات منذ أكثر من عام»، مضيفا: إنه فقد أربعة أطفال جراء نيران القناصة والقصف بالقنابل.