الجميلة النائمة، قصة خرافية مشهورة، تتحدث عن أميرة تجرح اصبعها بإبرة مغزل مدبّر بلعنة ساحرة، فتموت على الفور، رغم احتياطات والدها الملك الذي تم اخباره بأنها ستموت في السادسة عشرة من عمرها بهذه الطريقة المبيّتة، إلا أن بعض الجنّيات يتعاطفن معها فيحوّلن موتها إلى نوم طويل، يصل في بعض الروايات إلى مائة عام، إلى أن يأتي الأمير الشاب ويقاتل الوحش؛ لينقذ الجميلة، لتعيش معه في بيت الزوجية الهانئ.
هذا هو ملخص الحكاية التي تم التنويع عليها قصصياً وتلفزيونياً وسينمائياً، فقد أنتجتها والت ديزني في سلسلة من أفلام كرتونية للأطفال وبتصورات مختلفة، بالنظر إلى ما تحمله من قيم تربوية حول مفهوم الخير والشر.. أهمها ذلك الذي تم عرضه عام ١٩٥٩ من إخراج كلايد جيرونومي، كما حولها الموسيقار الروسي تشايكوفسكي إلى باليه، تعتبر من أشهر الباليهات العالمية. وكذلك تم تقديم القصة في متوالية من الأفلام السينمائية وهكذا.
من المفارقات أن متلازمة الجميلة النائمة «Sleeping Beauty Syndrome» أو متلازمة كلاين ليفين التي تختصر في «KLS»، هي حالة مرضية على علاقة بالأعصاب والدماغ أكثر مما هي حالة جمالية. وهي علّة مرضية نادرة ومعقدة، تتمظهر أعراضها على شكل نوبات تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة شهورولأن القصة الأسطورية ملهمة وغنية بالدلالات، لم يتوقف التنويع عليها وإعادة إنتاجها بأشكال وقوالب فنية جاذبة، لدرجة أن مصطلح الجمال النائم، أو الجميلة النائمة، قد دخل قاموس وعالم الجمال بالنسبة للمرأة، كما يتأكد هذا المنحى من خلال متوالية من اللوحات الفنية ليوهان بابتست مثلاً، وغوستاف كوربت، وغرانغر، وذلك ضمن قائمة طويلة من الأعمال التي تخلدّت بموجب هذا التكوين البشري الآسر.
على هذا الأساس المُتخيّل حاولت نجمات السينما استلهام روح وشكل الأميرة النائمة عند أداء أدوارهن التي تتطلب حالة من الإغفاء أو الخلود إلى النوم، كما تفنن المنظور الرجالي في هوليود، ومنذ زمن، في التقاط مجموعة من الصور لممثلات شهيرات في حالة من التماهي مع الأميرة الغافية بطمأنينة واسترخاء وكأنها محروسة بالملائكة، إذ صارت لقطات المرأة المستغرقة في النوم من المشاهد الحيوية في الأفلام، وبين آونة وأخرى صار الحديث يتجدد عن اللقطة الأمثل للتعبير عن ذلك الجمال المسترخي في السرير.
وقد أثير مؤخراً سؤال عمن تمثل هذه الحالة الفائضة بالجمال من الممثلات الحاضرات في المشهد الدرامي، حيث بدأت المجلات الفنية موجة من التحقيقات حول الوجه الملائكي الذي يجسد النومة التاريخية للأميرة، إذ تضمنت الريبورتاجات ترشيح النجمة التركية (توبا) بطلة مسلسل (نور) والشهيرة بدور (لميس)، فيما ذهبت بعض الترجيحات باتجاه الممثلة الكورية (يون أيون) بطلة المسلسل الكوري (أميرتي)، وهناك من قال: إن كارمن سليمان نجمة الموسم الأول من أرب أيدول، هي الأحق باللقب، في الوقت الذي تعاطف كثيرون مع (بيرن سات) الشهيرة باسم (فاطمة) واعتبرها الأجدر بهذا اللقب.
ومن المفارقات أن متلازمة الجميلة النائمة «Sleeping Beauty Syndrome» أو متلازمة كلاين ليفين التي تختصر في « KLS»، هي حالة مرضية على علاقة بالأعصاب والدماغ أكثر مما هي حالة جمالية، وهي علّة مرضية نادرة ومعقدة، تتمظهر أعراضها على شكل نوبات تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة شهور، يبدي فيها المصاب رغبة ملحة للنوم، مع اضطرابات سلوكية وإدراكية، مع شعور حاد بالجوع والرغبة الجنسية.
والأكثر غرابة أن هذا المرض الذي يصيب الذكور أكثر من الإناث، وهو ما يعني أن الرجل أحق بهذا اللقب الذي تتنافس عليه النساء، كما أنه ليس على تلك الدرجة من الرومانسية، كما يتم تقديمه في قوالب سينمائية وفنية مراوغة، فأعراضه تشمل الحمى والقيء والزكام والاكتئاب، وهذا هو سر ملازمة الليثيوم للجميلات النائمات والجميلين النائمين.