لم تزل همم العلماء تسمو في كل عصر إلى تفسير كلام الله وتبيان معانيه بما يفتح الله عليهم وما يوفقهم إليه, ولم تزل الحاجة لذلك تتجدد بتجدد حياة الناس وتنوع مستويات ثقافتهم, تبنى مركز تفسير للدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود سدّ حاجة الناس بتفسير مختصر يناسب جميع طبقات المجتمع ويتلافى أوجه القصور في الجهود السابقة، ويصلح ليكون أصلًا لترجمته إلى اللغات العالمية الأخرى، مجتنبًا الأخطاء والعقبات التي تعثرت بسببها كثيرٌ من الترجمات المنشورة لمعاني القرآن الكريم .
وقد تميز هذا المختصر في التفسير بوضوح العبارة وسهولتها, بعيدًا عن الحشو والتعقيد اللفظي، مع الاقتصار على تفسير الآيات وبيان معانيها دون دخول في مسائل القراءات والإعراب والفقه ونحو ذلك، وكذلك شرح المفردات القرآنية أثناء التفسير وتلوين الشرح بلون مختلف ليسهل الوقوف عليه لمن أراده، وذلك وفق منهج سلف الأمة رضوان الله عنهم باتباع ما دل عليه القرآن والسنة.
وقد عهد مركز تفسير للدراسات القرآنية إلى الشيخ محمد سيدي الأمين الشنقيطي (الباحث الشرعي) بكتابة متن التفسير, وإلى الشيخ أ.د. زيد بن عمر العيص ( أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود ) بكتابة فوائد الآيات وهداياتها, وإلى الشيخ د. محمد بن عبد الله الربيعة ( عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم ) بكتابة مقاصد السور .
ثم كلف المركز نخبة من أهل الاختصاص المشهود لهم بالكفاءة والعلم بهذا الفن من مختلف دول العالم الإسلامي لمراجعة التفسير وتقويمه, وتم توزيع أجزاء الكتاب عليهم, فقاموا بذلك خير قيام.