في البدء أشيد بتطبيق النظام والقانون بحزم لان التراخي في تنفيذ ما تقتضيه الأنظمة والقوانين يبعث على الاستخفاف بها وبالجهات المعنية والتهاون في كل ما له علاقة بمصالح المجتمع أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.
ولقد تأملت الانضباط في الدول المتقدمة والالتزام الحازم بتنفيذ القوانين في الأمور الكبيرة والصغيرة فكانت نتائجها ايجابية، حيث تربى أفراد المجتمع على تطبيق الاجراءات القانونية والعقوبات الرادعة بحق المخالفين لها بحزم وفعالية دون هوادة أو وساطة أو مهلة.من المؤمل ان أرى شبابنا العاطلين عن العمل يلبسون بدلات العمل المهني ويشتغلون في المهن التي تجلب لهم الرزق الوفير وحبذا قيام أفراد الأسرة بصيانة أي خلل طارئ في المنزل توفيرا للمال والوقت واعتمادا على الذاتوحينما استشرى خطر العمالة الوافدة المخالفة لنظام الاقامة أمنيا واجتماعيا في المملكة العربية السعودية استيقظت وزارة الداخلية ووزارة العمل واتخذتا خطوات انسانية وإجراءات منطقية عادلة باعطاء المخالفين مدة ثلاثة شهور لتصحيح أوضاعهم، ثم مددتها الى نهاية العام الهجري 1434هج فصارت المدة أكثر من نصف عام، لكن العمالة المخالفة ومن وراءهم لم يلتزموا بتصحيح مخالفاتهم أثناءها رغم التحذيرات.
وبعد انتهاء المدة قامت الأجهزة الأمنية بواجبها في جمع وترحيل العمالة المخالفة التي كشرت عن أنيابها وعن شرورها في مقاومة شرسة للجهات الأمنية في الرياض وجدة وغيرهما، وتم ضبط عشرات الآلاف منهم، لكن هناك عشرات الآلاف متخفون عن الأنظار ما يحتم الاستمرار في الحملة الأمنية لترحيلهم.
ومن الفوائد التي تعود علينا بعد ترحيلهم توطيد الأمن الاجتماعي وترك فراغ كبير في وظائف الخدمات التي كانوا يشغلونها ما يبعث في المواطنين روحا جديدة بعيدة عن الارتخاء والاتكالية والكسل التي تعودنا عليها.
ومن المؤمل ان أرى شبابنا العاطلين عن العمل يلبسون بدلات العمل المهني ويشتغلون في المهن التي تجلب لهم الرزق الوفير وحبذا قيام أفراد الأسرة بصيانة أي خلل طارئ في المنزل توفيرا للمال والوقت واعتمادا على الذات.
أما مدير الجامعة التي ابتعثت اليها في أمريكا فلقد قمت بزيارته لتهنئته بالعام الجديد في منزله في ليلة مطيرة فاستقبلتني زوجته وأخبرتني انه فوق سطح المنزل لإصلاح الخلل وهو في الستينات من عمره، ثم نزل بعد ذلك وسألته: لماذا لا يعتمد على عمال الجامعة، فقال: ليسوا عماله وإنه سعيد الآن، لأنه استطاع إصلاح منزله بنفسه مكتسبا نشاطا جسديا وتوفيرا للوقت والمال، فتعلمت منه درسا جعلني أصلح الخلل المستطاع في منزلي بنفسي.