عندما يعيش الشاب في هذه الحياة لأهداف، وعندما تكون هذه الأهداف راقية، وعندما ينظر للحياة بتفاؤل وطموح غير متأثر بنظرة المجتمع من حوله الذي قد يكون صاحب نظرة تشكيكية تحطيمية لا تنظر إلا إلى النماذج الأسوأ فتعممها وتدمرها وتدمر بها! فيرى هذا الشاب أن كل يوم من أيام حياته ما هو إلا خطوة في سبيل تحقيق أهدافه التي رسمها، هنا يحق له أن يقول أنا متصدر لا تكلمني!
وعندما تنجو الفتاة من الأوهام التي تعيش فيها بعض بنات جيلها، وتحافظ على مكتسباتها وتتعامل مع الحياة بقوة وجدية وفق (النساء شقائق الرجال)، فلا تسلم خططها وأهدافها وأدوارها لغيرها يسيّرها وفق ميوله، ولا تعيش أسيرة التوافه! ، هنا يحق لها أن تقول – ونقول معها بكل فخر- أنا متصدرة ولا تكلموني!
وعندما يهتم المسؤول ببناء عمل مؤسسي حقيقي في إدارته، همه الوحيد العمل والإنجاز أكثر من صور الكاميرات وعدد ورود اسمه في الأخبار، فيقرّب من مكتبه المبدعين، ويطرد الملمّعين والمتلونين، ويتحرر من نظرية المؤامرة التي تكبله، فالمواطن لا يريد من سعادته وطاقم عمله إلا ما يراه بعينيه أو يلمسه أثناء مراجعته فقد تشبّع من الكلام والصور، هنا يحق لصاحب السعادة أن يقول أنا متصدر ولا تكلمني!
وعندما يرى المبدع في أي مجال أنه لم يصل حتى الآن، وأن عليه ألا يتوقف عن تطوير قدراته، وألا يضيع ما حباه به مولاه من إبداع في المشاكل والمناكفات وما يضر ولا ينفع، يحق له أن يطالب المجتمع بتقديره واحترامه فهو متصدر ولو قال لا تكلمني فسنقول: متصدر ومعك حق!
مع أني أعتقد أن المتصدر الحقيقي لن يستطيع أن يقول لأي أحد لا تكلمني، بل سيتكلم ويعبر ويساهم في بناء مجتمعه، فهو متصدر واثق من نفسه، وبالتالي فهو رسول نجاح دائم، ينشر أريج نجاحه في مجتمعه، ويحارب السلبية واليأس والاحباط!
اللهم كثّر متصدرينا، واجعل جميع متصدرينا في المركز الأول حتى ولو قال كل واحد منهم: أنا متصدر لا تكلمني!