إن فناني الأحساء بعدد أشجارها بشتى صنوفها من سدر ولوز وتين ورمان وليمون كل حسب طعمه ونكهته ولونه . يوم الأحد الماضي ليلة الاثنين دعيت إلى مقر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الأحساء / لجنة التراث والفنون الشعبية للاحتفاء بالأستاذ والأديب والفنان الكبير عبدالرحمن الحمد . وتوجهت بكل حب وشوق إلى ذلك التكريم لأحظى بلقاء صديقنا القديم وحبيبنا الحميم عبدالرحمن الحمد. وما أن دخلت ساحة الجمعية حتى ذهلت من عدد الحضور ونوعيات الحضور . وجدت الأستاذ الجامعي والممثل ، والفنان التشكيلي كالأستاذ السليمان والموسيقي والمطرب العريق الأستاذ مطلق دخيل.. والفنان الرائع حسن قريش ومن الأدباء جم كثير كالأستاذ الصحيح والشاعر الكاتب محمد الجلواح والأستاذ الناقد محمد الحرز والأستاذ السماعيل ، ومن أهل التاريخ والتراث جمع كثير كالأستاذ عبدالله المطلق مؤلف البوابة الجنوبية للأحساء والأستاذ خالد الفريدة مقرر لجنة التراث والفنون الشعبية بالجمعية .. هذه الكوكبة التي ذكرت منهم عبارة عن قطرة من بحر الحضور الذين جاءوا ليحتفوا بالأستاذ.حبيبنا الأستاذ الحمد أعطى وأعطى نوعيات تبهر العين وتشنف الأذن وتدغدغ العواطف الوجدانية السامية وتبعث السرور والحبور في نفوس حزينة مكتئبة لقد أعطى من الأنغام ما يزيد على الثلاثين لحناً لكبار شعرائنا.. فمن أغنية الصيف لأمل دنقل إلى لو سمحت لمحمد الجلواح إلى تتساءلين لمسافر إلى صدى الذكرى لعبدالرحمن المريخي رحمه الله. الأستاذ عبدالرحمن شجرة أحسائية باسقة . سمقت وامتدت سعفاتها فوق رؤوس أترابها لتصافح أشعة الشمس وتتنفس الهواء النقي وتسقط علينا ثمراً يانعاً حلواً .. وحبيبنا الأستاذ الحمد أعطى وأعطى نوعيات تبهر العين وتشنف الأذن وتدغدغ العواطف الوجدانية السامية وتبعث السرور والحبور في نفوس حزينة مكتئبة لقد أعطى من الأنغام ما يزيد على الثلاثين لحناً لكبار شعرائنا.. فمن أغنية الصيف لأمل دنقل إلى لو سمحت لمحمد الجلواح إلى تتساءلين لمسافر إلى صدى الذكرى لعبدالرحمن المريخي رحمه الله . إن عبدالرحمن الحمد مجموعة مبدعين في رجل واحد فمنهم مطرب وملحن ومؤلف مسرحي وممثل .. وو .. وما أجمل قول القائل : لو لم يكن في المساعي ما يبين به فضل الرجال تساوى الناس في القيم.
عندما التقيت الدكتور سمير الضامر في الحشد المقام على شرف الأستاذ الحمد تمنيت في نفسي أن يكون قائد مسيرة التكريم ومقدمه الدكتور نفسه لأنه شاب مثقف هضم التراث والمعاصرة وبالفعل سعدت بتحقيق هذه الأمنية فعندما صعد على خشبة المسرح صدح هذا البلبل الوديع بهذه الكلمات :
عبدالرحمن الحمد شريحة نابضة في جسد الفن الأحسائي لأكثر من ثلاثة قرون مضت ، تلك القرون تراكمت وشكلت الذائقة الشعبية للإنسان في الأحساء ، وصارت علامة وهوية مميزة لملامحه الريفية والصحراوية والبحرية . وأضاف ... ينتظم عبدالرحمن الحمد في نقطة مهمة وفاصلة في تاريخ الفن الأحسائي فقد أدرك عدداً كبيراً من مطربي الجيل الأول وجيل المخضرمين في الفن الشعبي وشهد مجدهم وانحسارهم . شكل الحمد مع عدد من فناني الأحساء والمنطقة الشرقية في يوم من الأيام خلية ثقافية كانت تجتمع لهموم وجماليات الثقافة والشعر والألحان والغناء ، ويتلقطون أخبار الفن بكل شغف ومحبة في كل الأقطار العربية فاحتضن التراث، وصاغه فنياً من خلال مدرسة تجديدية استوعبت التراث القديم مع زملائه في الوعي والفن . لقد كانت ليلة مضيئة بالفرح والحب الذي طوقنا به الأستاذ الحمد والذي قابلناه بمثله لأنه يستحق ذلك فهذه الكوكبة من الأدباء والفنانين والمثقفين والشعراء التي تخطت عدة مئات لم يجمعها إلا شيئان هما حب الحمد واحترامهم له .
شكراً لجمعيتنا الرائدة وشكراً لكل من عمل أمام وخلف الكواليس لإكرام الفنان الحمد الإنسان والذي يستحق ذلك كما قال الأستاذ البازعي.