DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأسماء والألفاظ الأجنبية.. هل تهدد اللغة العربية وهوية المسلم

الأسماء والألفاظ الأجنبية.. هل تهدد اللغة العربية وهوية المسلم

الأسماء والألفاظ الأجنبية.. هل تهدد اللغة العربية وهوية المسلم
الأسماء والألفاظ الأجنبية.. هل تهدد اللغة العربية وهوية المسلم
أخبار متعلقة
 
تعتبر اللغة العربية من اللغات المنتشرة حول العالم، وذات أهمية قصوى لدى الأمة الإسلامية فهي لغة القرآن والوحي والنبوة ومفتاح المعرفة الصحيحة، ولا تتم بعض العبادات إلا بها. وحول هذا الموضوع قام ملحق «آفاق الشريعة» بعمل هذا التحقيق لتبيان أهميتها، والاعتزاز بها، والحفاظ عليها، ومدى تأثير الألفاظ والمصطلحات الأجنبية الدخيلة في هدمها وتشكيل هوية أهلها.

الأسباب والدوافع يقول علي الزهراني أستاذ اللغة العربية: حتى لا يقع اللوم على الأشخاص وخاصة فئة الشباب في استبدال الكلمات الفصحى بكلمات غربية، سأتناول من وجهة نظري بعض الأسباب التي تتحمل وزر هذا الأمر وتساعد في انتشاره: أولاً: الإعلام بشتى طرقه ووسائله وما يصوره للمتلقي بأن هذه الكلمات الغربية مرتبطة بالتمدن، والتطور، ومواكبة العصر، فالشخص الذي يتحدث بها في سياق كلامه هو شخص مثقف، متطور، متفاهم، يحب الحياة ويعشقها، وخلافه يتم تصوير من يتحدث بالفصحى بملابس قديمة ورثه، ينفّر من كل أنواع التطور والتقدم، جامد الفكر، فترتبط هاتان الصورتان في الذهن فتصبح اللغة في نظره مشوهة ناقصة. ثانيا:ً التعليم بما فيه من مزاحمة اللغة الإنجليزية للغة العربية وخاصة في الصفوف الأولى وإظهار العناية بها، مما يضعف اللغة العربية ويفقدها مكانتها في عقول النشء، وكذلك البعثات للبلاد الغربية ومساهمتها في تنحية اللغة العربية من اهتمام الطالب المبتعث وفكره، وجعل جهده منصبّا على اللغة الأجنبية تعلماً ودراسة، مما يورث الإعجاب بها ونشر مفرداتها في أوساط المجتمع. ثالثاً: استخدام بعض القدوات كالآباء، والمثقفين، والأدباء، والمحاضرين لبعض الكلمات الأجنبية أثناء حديثهم ومخاطباتهم وحتى كتاباتهم وتغريداتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما ينتج عنه استحسان هذه الكلمات وقبولها وانتشارها، هذه الثقافة قد تضر بالأجيال القادمة فكرياً وثقافياً، ويُضعِف ممانعتهم اللغوية، ويجعلهم أعظم حباً وتبعية للغرب، وأكثر تقبلاً لأفكاره وأطروحاته. وأشار إلى أنه من الواجب أن يهب كل غيور للدفاع عن اللغة العربية بشتى الطرق، مستمعاً لنداء صقر القاسمي: أئمة اللغة الفصحى وقادتها.. ألا بِداراً فإن الوقت من ذهب.. ردُّوا الى لغةِ القرآن رونقها.. هيا إلى نصرها في جحفل اللجب. ومما قد يساعد على تجميلها والافتخار بها في أوساط الشباب إظهار أهميتها وبيان تميّزها وأن الله اختارها لدينه، وأنزل بها أشرف كتبه، وتكفل بحفظها، وجعلها لغة عالمية ونشر أسرارها وعجائبها، وليعلم الشباب أن الدفاع عنها دفاع عن الدين والهوية، ولذلك نحتاج إلى مشروع شامل يتبناه الإعلام والتعليم للنهوض باللغة وتزيينها، ولا غرابة فكثير من الدول تحاول إحياء لغاتهم القديمة والميتة مع صعوبتها كالصين واليابان، لأن اللغة سبب في رفعة الأمة، وضياعها ضياع لها. مرفوضة لغةً وشرعاً وقال الشيخ سيف البيشي عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها: ان من نعم الله تعالى أن حبانا بلغة عظيمة وأرسل إلينا رسولاً بلسان عربي مبين، وأنزل إلينا قرآنا غير ذي عوج. وإن من الشكر على هذه النعمة أن نحافظ على اللغة العربية ونعتز بها، وأن نعلمها الأجيال، ونبعث في نفوسهم محبتها والحفاظ عليها. ومن الاعتزاز بها أن تكون وسيلة مخاطباتنا دائماً بحيث لا نلجأ إلى غيرها من كلام الأعاجم من غير حاجة، ومن العجب في هذا الزمان الذي استشرى فيه التبعية والتقليد للغرب حتّى صار الحديثُ بتلكَ الكلمات الإنجليزيّة أو الأعجمية تمدُّناً وحضارة، وصارَ عدمُ استعمالِها، تخلُّفاً ورجعيّة! وأنه من المحزن تهاون بعض شبابنا بلغتهم العربية، خاصة من هم في سن المراهقة فتجد بعضهم يستبدلون كثيرا من كلماتنا الجميلة بكلمات غريبة عنا، من خلال مخاطباتهم اليومية وأحاديثهم الجانبية. وأعرب الشيخ عن أسفه من انتشار بعض الإشكاليات في مجتمعات المسلمين ومنها  التسمِّي بالأسماء الأعجميَّة، وينقل شيئًا مِن كلام الشَّيخ بكر أبو زَيد -رحمهُ الله- في هذا الأمر، حيث قال في «تسمية المولود»: فعلى المسلمين بعامَّةٍ، وعلى أهلِ هذه الجزيرةِ العربيَّة بخاصَّة: العناية في تسميةِ مَواليدِهم بما لا ينابذ الشَّريعة بِوجْه، ولا يخرجُ عن سننِ لُغة العَرب، حتى إذا أتَى إلى بلادِهم الوافدُ، أو خرج منها القاطِنُ، فلا يسمعُ الآخرون إلا: عبدَالله، وعبدَالرَّحمن، ومحمَّدًا، وأحمد، وعائشةَ، وفاطمة، وهكذا مِن الأسماء الشرعيَّة في قائمةٍ يَطول ذِكرُها، زخرت بها كُتب السِّيَر والتَّراجم. وأضاف البيشي أن الأسماء الأعجميَّة مرفوضة لغةً وشرعًا، والتي قد بلغ الحال مِن شدَّة الشغف بها: التَّكني بأسماء الإناث منها، وهذه معصية المجاهَرة، مضافة إلى معصية التَّسمية بها. وذكر أن منها اسم: (سوزان -ومعناه: الإبرة أو المحرقة، ومرفت، وجودت، وفوزي، وشيريهان، وشيرين، ونيفين). الحضارة السائدة ويرى الدكتور غازي المغلوث أستاذ الثقافة الإسلامية أن انتشار مثل هذه الألفاظ في المجتمع العربي المسلم لم يساعد على ضياع الهوية وانتشار التغريب، مستدلاً بأن اللغة الإنجليزية تدرَّس منذ زمن بعيد في كافة المراحل ولا يزال الطالب غير قادر على استيعابها. وذكر أن الحضارة السائدة الآن هي الحضارة الامريكية وأنها بكافة أدواتها ومنتجاتها وإبداعاتها تعتمد بشكل أساسي على اللغة الإنجليزية وهذا مما ساعد على انتشار مثل هذه المصطلحات. وعن تأثير انتشار الكلمات الأعجميّة قال المغلوث: إنها لا تؤثر مطلقاً وإنما الذي يؤثر هو القناعات والأفكار التي نؤمن بها حيث إن شيوع الإلحاد مثلاً من شيوع أفكاره وليس مصطلحاته، فالقناعات والأفكار هي التي تساهم سلباً وإيجاباً وقد أُجريت دراسة في إحدى الجامعات تقول ان أسباب نجاح المؤسسات والشركات الكبرى في العالم يعود بنسبة 85% على ما يفكر فيه أفرادها في معظم الوقت. وختم بقوله: ان الهوية لا تعتمد على الثوابت الدينية واللغوية فحسب بل تعتمد على ما ننجزه وننتجه على أرض الواقع. دور المعلم وعلق الدكتور صالح الغامدي المحاضر بكلية الجبيل الجامعية بقوله: لا شك أن استمراء استعمال الكلمات الأجنبية –دون الحاجة الماسة لاستعمالها– يمثل خطرًا محدقًا بالعربية في زمن العولمة، إذ هو اكتساح ثقافي تمارسه قوى العولمة، التي لا تلام على ذلك، إذ هي تبحث عن مصالحها الذاتية، وهذا الاكتساح سيكون على حساب ثقافتنا الأصيلة، إذا لم يتم إيقاف هذا المد الثقافي، سواءً كان مدًا مقصودًا أو غير مقصود. وأردف أنه من أهم أسباب انتشار هذه الألفاظ، الشعور بالهزيمة النفسية أمام الدول المتقدمة في هذا العصر، فالمغلوب يتأثر غالبًا بالغالب، وأما التعليم بمستواه الحالي، فلا شك أن له دورًا كبيرًا في هذا الضعف، فالمعلمون الذين يخالطون الطلاب ثلث اليوم، ويتحدثون إليهم، لا يتحدثون العربية الفصحى، بل الكثير منهم موغلون في استخدام العامية، والأنكى من ذلك أن الكثير من معلمي اللغة العربية لا يتحدثون الفصحى البسيطة، فضلاً عن الفصحى المتقدمة. وأشار إلى دراسات أثبتت أن تدريس العربية من خلال تعلم القواعد وحفظها لا يعلم اللغة التي نريد التواصل بها بشكل جيد، لذا من الأفضل تكثيف تعرّض المتلقين للنصوص العربية الجميلة استماعًا وقراءة، وينبغي أن يتحدث المعلمون اللغة الفصحى أمام طلابهم، ويتم التركيز على قراءة النصوص الجميلة واستماعها في المدرسة والمنزل كذلك، وأن تاريخ حضارتنا لما كان الأندلسيون يركزون على انتقاء واصطفاء أفضل المؤدبين لأولادهم، ممن يحسنون انتقاء روائع العربية شعرًا ونثرًا، ويركزون على فهمهم معانيها، ومن ثم حفظها؛ من أجل محاكاتها حتى تصبح سليقة بعد ذلك، كانت لغتهم رائعة راقية، وحينما خالطوا المشرقيين في منتصف القرن الرابع الهجري، وحاكوهم في تعلم اللغة من خلال التركيز على تدريس النحو واستحضار القواعد فقط –على أهميتها– ضعفت ذائقتهم ولانت لغتهم. الهوية الإسلامية ويؤكد الشيخ الدكتور عبدالرحيم الهاشم أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة أنه لا يشك مسلم عاقل سواء كان عربيا أم غير عربي أن اللغة العربية من أفضل اللغات، لأن الله «عز وجل» اختارها لغةً للقرآن وأهل الجنة، واختار النبي محمداً «صلى الله عليه وسلم» من قوم هم أصل العرب، لذلك ينبغي للمسلم أن يهتم بها لأمرين: أولاً.. حتى يعرف بها معاني الكتاب والسنة، وثانياً.. لأنها تعتبر هوية لكل مسلم حتى الأعجمي لا تصح صلاته إلا إذا قرأ القرآن ولا يصح قراءته إلا باللغة العربية، لذا لا ينبغي التهاون بها، وأن نحمد الله «سبحانه وتعالى» أن الدولة حاولت قدر المستطاع الحفاظ عليها من تعليمها منذ الصفوف الأولى حتى الجامعية وذلك بتقرير مواد كالنحو والصرف والخط والإنشاء وغيرها من المواد التي تخدم اللغة العربية وعلومها، وفي الواقع هذا كله يدل على اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد–أيدهم الله- وهذه من الواجبات التي أوجبها الله عليهم، إذ إن حفظ اللغة العربية ونشرها هو حفظ لهذا الدين ولكيانه ولذلك مما يُؤسف له غزو اللغات الأجنبية في محلاتنا التجارية والمصانع وحتى ملابس أطفالنا وحقائبنا وهذا في الواقع خذلان وذل؛ وإن العزة بدين الله. ونوه الشيخ أن هذا لا يعني أننا نحتقر أصحاب اللغات الأخرى فنحن لا نحتقر أحدا بالعكس، بل ينبغي أن نستفيد من خبرات الآخرين شريطة أن لا نتنازل عن هويتنا كمسلمين في مظاهرنا ولغتنا التي تعتبر جزءا من ديننا. وأنهى الشيخ حديثه قائلا: ان هناك غزوا فكريا محاربا للغة العربية وفي الواقع هو حرب على الإسلام، لأن لغتنا تعتبر عروة من عرى الإسلام، وكما جاء في الحديث أنها تُنقض عروةً عروة. أي تُنقض في اللغة واللباس والمظهر وهكذا بقية الأمور.