إنها الغريزة والفطرة التي تدعو الناس لأن يتلمّسوا قلوبهم ويشعروا بوجودها ونبضها ودقَّاتها، ثم يشاركوا بها طرفاً آخر، وبيتاً صغيراً وأسرة مستقلة. وبالطبع ليس من حق أيّ شخص.. إيقاف هذا الحق.
إنّما يوجعني في عملي باستمرار سؤال الكثير من الأمهات إن كان أطفالهن من ذوي الاعاقة يستطعن الزواج في المستقبل، ويكون ردّي الوحيد آنذاك بأن هناك حالات كثيرة أثبتت نجاح مثل هذه الزيجات.. فقط حين اختيار الشريك المناسب.
كما كنتُ في كل مّرة أضْمِر في نفسي تساؤلاً حول كيف يمكن لشابٍ أو شابة في مجتمعنا يعانيان من ظروفٍ خاصة من إيجاد الشريك المناسب!!. هل فعلا يمكن للأم أن تكون قادرة على عمل توليفة أو خلطة ناجحة بين رجل ما وابنتها خاصة إن كانت من ذوات الاعاقة، وكيف ستبحث أو تخطُب لها عمّن يصونها ويُناسبها في الاعاقة والفكر والمستقبل والتحدّي!!.
وفي إطار بحثي عن إجابة لهذه التساؤلات شاهدتُ «ريهام المصري» فتاة مصرية من ذوات الاعاقة الحركية أسّست مجموعة «زواج أهل الإرادة والتحدي» على الفيس بوك، خاصة بعد أن لاحظت أن أغلب المعاقات يتم التلاعب بمشاعرهن واستغلال ظُروفهن والمماطلة عبر مواقع الزواج الالكترونية.
«ريهام» تحرص كثيراً على ضمان صحة بيانات وجدّية وسرّية كل من يتقدم للمجموعة باحثاً عن شريك حياة. كما أنها اتَّجهت إلى تنظيم فعاليات جماعية شريطة أن يكون بها أسر كلا من الطرفين.
متأكدة أنا من أن «ريهام» عانت كثيرا لتُقنع الأسر بأن زواج طرفين من ذوى الإعاقة يمكن أن يحالفه النجاح، كما لابد أنها وجدت صعوبة كبيرة فى إقناع الشباب من ذوي الاعاقة أنفسهم بالزواج بفتيات يعانين من نفس الصعوبات، حيث يعتقد معظم هؤلاء الشباب أن من حقهم الزواج من فتاة سليمة فقط، بينما تتقلًص فرص الفتيات يوماً عن يوم من الزواج بأي شخص سواءً كان سليماً أو غير ذلك.
ما أعرفه تماماً أن ظروف الفتيات ذوات الاعاقة قاسية وحظّهن أكثر قسوة، ورغم أنني مؤمنة بأن الحب يصنع المعجزات، إلاّ أنه في مجتمعٍ كمجتمعنا كيف يمكن للفتاة من ذوات الاعاقة أن تجد حب حياتها لتصنع معه معجزة؟. أظن أن من واجبنا نحن التفكير في طريقة تُساعد هؤلاء الفتيات من مختلف الاعاقات على ممارسة حقهن في الحب والأمومة والحياة!!.