DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عائشة الكعبي

عائشة الكعبي: توخيت الحذر أكثر من اللازم في قرار نشر كتابي الأول

عائشة الكعبي
عائشة الكعبي
أخبار متعلقة
 
تقف عائشة الكعبي، كواحدة من الأسماء الأدبية التي تجد تنوعا بالغا في اهتماماتها، فمن هاجس التأليف والنشر وتقديم منجزات أدبية للمكتبة العربية، مرورا باهتمامها بالترجمة وصولا لتأسيسها دار نشر «أقراني» التي قدمت خلال عمرها القصير عدة كتب عربية هامة وفي مختلف المجالات. في هذا الحوار محاولة لاستشفاف رحلتها مع الكتاب، وطقوس البدايات في عالم التأليف والنشر، وصيامها عن الكتابة لمدة سبع سنوات لازمت فيها المكتبة الانجليزية، تحدثت عن بداياتها الاولى وهي تتذكر ان الكتابة لم تكن من اهتماماتها في سني عمرها الاولى.. الى تفاصيل الحوار: كيف تصفين رحلتك في الكتابة والتأليف؟ حين عدت بالزمن إلى الوراء لم أجد طفلة مغرمة بالكتابة، حتى أني لم أكن من فئة الفتيات اللاتي تستهويهن كتابة مذكراتهن اليومية وتدوين أسرارهن الصغيرة بين دفتي كراسة مزركشة. لقد استهوتني القراءة والقراءة فحسب. دونما تخطيط مني أو طمع في أن أتقمص مهنة أولئك العظماء الذين بلوروا فكري واختطفوني إلى عوالمهم السحرية منذ الصغر. بدأت القراءة في سن مبكرة جدا وكما قال أوسكار وايلد: «إن ما تقرؤه دون أن تكون مجبراً عليه هو الذي سيحدد ما أنت مجبر على أن تكونه» فقد نزعت لقراءة ما كنت مجبولة على ألا يستهويني سواه.. الأدب. قرأت لكبار الأدباء العرب وأنا في سن لم تمكن بعد من الوقوف على شواطئ المعنى، فما بالكم بالإبحار فيه. ورويداً رويداً عرفت طريقي إلى الأدب المترجم الذي استهواني كثيراً وبخاصة الأدب الروسي. ولم تكن لي آنذاك أي تجارب في الكتابة عدا المقالات الإنشائية التي كانت معلمتي تثني كثيراً عليها وتلك المسرحيات المدرسية التي كنت أكتبها وأمثلها وأخرجها أيضاً مدفوعة بطاقة من المواهب الأخرى التي حركت في داخلي حب الفن والموسيقى والإبداع. كيف ترين الأجيال السابقة والجيل الحالي؟ جيلنا كان أكثر حظا من الأجيال الجديدة التي استعبدتها التكنولوجيا فلم تترك لها فسحة من الوقت للتأمل واكتشاف جمال العالم البكر، بين دفتي كتاب أو من على غصن شجرة، أو تحت قدمين عاريتين إلا من تراب. على سبيل المثال علاقتي بالقصة تعود إلى ما قبل الكتاب.. تعود إلى نزهات الصباح الباكر التي كنت أرافق فيها عمتي إلى المراعي تقود قطعان الماشية من قريتنا الصغيرة إلى حدود القرية المجاورة. تسمعني أثناءها أجمل الحكايات، ثم تصمت لفترة طويلة لتترك لي الوقت لأؤلف أغنياتي الأولى.. وأرجع لأسمعها لأخواتي. ما الصنف الأدبي الذي شدك أكثر؟ وبمن تأثرت؟ القصة القصيرة كانت ولم تزل ولعي الأول.. ومن ذا الذي يقرأ قصص يوسف إدريس ولا يمس بسحرها؟! هذا الكاتب الذي رافقتني أعماله القصصية في مراحل مختلفة من حياتي حتى كدت أُؤرخ حياتي على تسلسل قراءاتي له. إذن ما قصة القصة الأولى؟ حدث ذلك حين وقعت في يدي صحيفة لفت نظري فيها إعلان متواضع عن مسابقة في كتابة القصة القصيرة للشباب وكان ذلك في الإجازة الصيفية وأنا أقبع تحت مطرقة انتظار نتائج الثانوية العامة فوجدت في تلك المغامرة متنفساً من مرارة الترقب وعكفت حينها على كتابة قصتي الأولى والتي عنونتها بـ «الشمعة» ثم أرسلتها إلى مقر الجريدة بالبريد مع كامل البيانات كما طلب من المشاركين. ولما مر أكثر من أسبوع دون أن أتلقى فيه الرد من أي جهة عن تلك المسابقة. فقد انشغلت بمتابعة تسجيلي للالتحاق بالجامعة ونسيت أمرها. بعدها بشهر أو أكثر- وكنت قد بدأت دراستي الجامعية للتو- تلقيت اتصالا من أستاذ فاضل كنت أعرف اسمه من صفحات الجرائد، عرف عن نفسه وأخبرني أن قصتي وصلت متأخرة فلم يكن لها حظ المشاركة لكنه أثنى كثيرا على القصة وعلى موهبتي في الكتابة وعرض علي نشر هذه القصة وقصصي الأخرى إن وجدت في صفحة تعنى بالمواهب الإبداعية الشابة هي صفحة «على الدرب» وكان ذلك الأستاذ الفاضل هو جمعة اللامي الذي شبت بين يديه أقلام كثيرة كنت ضمنها.تلقيت اتصالا من أستاذ فاضل كنت أعرف اسمه من صفحات الجرائد، عرف عن نفسه وأخبرني أن قصتي وصلت متأخرة فلم يكن لها حظ المشاركة لكنه أثنى كثيرا على القصة وعلى موهبتي في الكتابة وعرض علي نشر هذه القصة وقصصي الأخرىمذ ذاك بت أرعى هذه الملكة وكأنها طوق نجاة سينجيني من الغرق في طي النسيان كالآخرين.. الكتابة ستصنف عبوري المختلف في هذا العالم عن بقية العابرين. واصلت كتابة القصص القصيرة والنشر في الصحف المحلية كما شاركت في أمسيات ثقافية وأنا على مقاعد الدراسة. ومنذ تلك الفترة واصلت الكتابة والتأليف دون انقطاع؟ نعم فقد استمر ألق تلك المرحلة إلى أن تخرجت وتم تعييني كمعيدة في جامعة الإمارات ثم حصولي على منحة لمواصلة دراساتي العليا في الولايات المتحدة. ومع بدء اغترابي عن الوطن وانشغالاتي الدراسية توقفت عن الكتابة وكنت أظن الأمر مؤقتا لكن شاء الله أن تستمر تلك الهدنة بيني وبين القلم إلى ما يقارب السبعة أعوام لم أتوقف فيها عن القراءة لكني غيرت اللغة التي أقرأ بها واتجهت للقراءة باللغة الإنجليزية. وهنا ألحظ الآن وأنا أسترجع هذه الحقبة من حياتي مدى ارتباط الكتابة بالقراءة، فلم يتجدد الوصل بيني وبين الكتابة إلا حين عدت للقراءة بالعربية. ولعل رهبة العودة للكتابة هي التي مدت فترة الانقطاع إلى تلك الأعوام السبعة. متى كان منجزكم الأدبي الأول؟ توخيت الحذر أكثر من اللازم في اتخاذ قرار نشر كتابي الأول وربما يرجع السبب إلى أنني كنت حينها أمر في فترة تحول فكري لم أشأ أن أطهوه على عجل.. وبالفعل أجلت مجموعتي الأولى إلى أن تشكلت معالم نضجي الفكري واخترت حينها القصص التي تمثلني وأفخر بوضع اسمي عليها. وهكذا ولدت مجموعتي القصصية الأولى «غرفة القياس» المكونة من ثلاث عشرة قصة قصيرة منها غرفة القياس، كيس البقال، بين حلمي وحلمه وغيرها. أما مجموعتي القصصية الثانية والحائزة على المركز الأول في مجال القصة القصيرة في جائرة المرأة الإماراتية للثقافة والآداب والفنون فقد ولدت مع بداية حملي لابنتي ديمة وبدون سابق تجربة غيرت مساري من القصة القصيرة إلى القصة القصيرة جدا، حيث بدت تلك النصوص القصيرة المدهشة بالتقاطر على ذهني واحدة تلو الأخرى حتى كنت أحشو بها هاتفي الجوال ثم أرسلها لبريدي الإلكتروني وأنا أكيدة أني فقدت بهذه الطريقة الكثير من النصوص لكني على الأقل تمكنت من جمع سبعة وخمسين نصا بين دفتي كتابي الثاني «لا عزاء لقطط البيوت» وهي أول مجموعة قصص قصيرة جدا لكاتب أو كاتبة من الإمارات. ما منجزك الأدبي القادم؟ كتابي القادم سيكون قصصاً قصيرة على غرار تجربتي الأولى لكنها تمتاز بطابع مشترك هو الطابع الغرائبي الذي أتمنى أن يجد طريقه إلى عقول القراء قبل قلوبهم فالكتابة الأدبية هي بوابة الإنسان إلى الخلود وأنا أسعى دوما في كتاباتي إلى دغدغة العقل وصحة الروح، وترك إرث أدبي مميز يضاف إلى ما أتحفنا به الراحلون العظماء الباقون بيننا من خلال كلماتهم. والكاتب الجيد ليس طبيبا يقدم وصفات لعلل المجتمع وعثراته البشرية بل منقب يكتفي بتسليط الضوء على كنز ما.. يقبع في مكان ما.. تحت الأوحال.