بالدليل القاطع ثبت أن ذلك (الأسد) وأعوانه من الفرس وخونة العرب ليسوا سوى قطط تقتل الأطفال في فرشهم ثم تخرج وهي تلعق دماءهم أمام المجتمع الدولي كله. شجاعة من نوع نادر لم تعرفها البشرية إلا في هذا الزمن الذي يُغلب فيه أدعياء الإنسانية مصالحهم على مبادئهم. تلك المبادئ التي يستدعونها فقط متى رأوا أن هذه المصالح مهددة.
هؤلاء الأدعياء الدوليون، ومنهم الجيران الأتراك، الذين تسابقوا خلف حقوق الإنسان لمرشد اخوان مصر وأزلامه وإرهابييه يغضون الآن البصر عن سحق المئات بالسلاح الكيماوي. وكالعادة سيذرون الرماد (الإنساني) النجس في عيوننا حين يعقدون اجتماعين أو ثلاثة يشجبون ويستنكرون فيها ما حدث، بينما تواصل مخالب القطط الغادرة نهش لحم السوريين ووجودهم.
لقد كنت ومازلت من الكافرين بإنسانية الغرب ودساتيره ومبادئه. وزاد هذا الكفر حين عشت في بعض بلدانهم سنوات ورأيت بأم عيني وعقلي كيف يوظفون كل الوسائل لينالوا مغنمة سياسية هنا أو حظا اقتصاديا هناك، في هذا العالم الذي مكنهم من نفسه وصدق ديباجاتهم عن القيم الإنسانية التي لا تتزحزح ولا تقبل المساومة.!!
أما ما يصيبنا بأكثر من مقتل فهو هؤلاء الحفنة من بعض علمائنا ومثقفينا الذين وزعوا مكبرات الصوت الإنساني لإرهابيي رابعة والنهضة ويمموا شطر البلاط الغربي يستحثونه ويتباشرون بتصريحاته ومواقفه ضد إرادة الشعب المصري. هؤلاء بعد ما حدث في سوريا وما قابله من صمت دولي مخجل ومقيت يجب أن يداروا أنفسهم حياء من مواقفهم الأخيرة، حيث غلبوا الهوى الشخصي والحزبي على مصالح الأمة، وحيث تنادوا لنصرة الإسلام من كوبنهاجن وليس من الرياض أو القاهرة.
لقد فضحت أحداث مصر ومجزرة الكيماوي أن عمى البصيرة عند البعض يتجاوز المعقول، خاصة حين يتنادى لنصرة (الركع السجود!!) في رابعة ويتغاضى عن سحق أطفال كانوا يحلمون كالملائكة.. زمن أغبر عربا وغربا.