DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أطفال الأحساء يحتفلون بالقرقيعان (تصوير: عبدالعزيز الخميس)

الأطفال يجوبون «الفرجان» طلبا لهدايا «القرقيعان»

أطفال الأحساء يحتفلون بالقرقيعان (تصوير: عبدالعزيز الخميس)
أطفال الأحساء يحتفلون بالقرقيعان (تصوير: عبدالعزيز الخميس)
أخبار متعلقة
 
رسمت مناسبة القرقيعان الفرحة على وجوه أطفال الأحساء يوم الثلاثاء، فيما نثرت ذكريات الماضي في مخيلة الآباء والأمهات، بينما ردد الأطفال بصوت واحد داخل فرجان وأحياء المدن والبلدات خلال فترتين عصرا وليلا، النشيدة التراثية الشهيرة "عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم" إلى جانب اغاني حديثة من بينها "يا بابا نزل المعاش" وهم يلبسون الثياب الشعبية المزركشة إضافة إلى الملابس الحديثة التي تتسابق الأسر على تصميمها، وذلك احتفالا بهذه المناسبة التي توافق ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة تراثية عرفها الآباء والأجداد والتي ينتظر قدومها الأطفال بشوق. في حين جال الأطفال الشوارع والطرقات بحثا عن القرقيعان من خلال قرع الأبواب للحصول على ما تجود به الأسر من حلويات ومكسرات ومبالغ نقدية تدخل الفرحة السرور على أحباب الله، وكانت الأسر قد استعدت منذ وقت مبكر لهذه العادة الرمضانية التي تربط بالأهازيج الشعبية الجميلة، من خلال توفير كميات كبيرة من الحلويات، والمكسرات، والتأهب لاستقبال الأطفال، حيث تفننت ربات البيوت في تقديمها، مبتكرة العديد من الطرق الجميلة حيث تم وضع القرقيعان في أكياس مزركشة، وعلب، وصناديق بطريقة مبتكرة بينما يحمل الأطفال على صدورهم أكياساً تراثية، البعض الآخر منها يحمل شخصيات كرتونية، والبعض الآخر استخدم السلال التراثية المصنوعة من سعف النخيل التي من بينها "الجفير" تحمل عبارات التهنئة بهذه الليلة.    إلى ذلك شهدت الأحساء أمس، حركة غير عادية من بعد صلاة العصر في البلدات التي "يقرقع أطفالها" في النهار، حيث الأطفال يجوبون الشوارع مرتدين الملابس الشعبية، ويحملون الأكياس التي خيطت خصيصاً لهذه المناسبة جمعوا فيها كل ما لذ وطاب من حلوى هذه المناسبة، فيما انتظرت مئات الأمهات في فناء المنازل وسط الأحياء الشعبية قدوم الأطفال لتقديم هدايا "القرقيعان". يقول المواطن محمد السعيد والذي شارك بتوزيع الهدايا على الأطفال أمام منزله بمدينة الجفر، بأن القرقيعان عادة متواصلة يتوارثها الأجيال، وهاهي الفرحة نراها على وجود أطفالنا الصغار، مشيرا إلى أن هذه العادة تعود بذاكرته إلى زمن الطيبين، مؤكدا بأنه في الماضي كان هو ورفاقه يتباهون فيما بينهم أيهم جمع أكثر من الحلويات، والمكسرات، مرددين بالدعاء من خلال الأهازيج  لصاحب المنزل الذي أعطاهم كمية أكبر ونوعيات مختلفة. فيقول صاحب احد محال الحلوى محمد سرور أنهم يبدأون بالتجهيزات لليلة "القرقيعان" منذ بداية الشهر, وأخذ الحجوزات للزبائن لكثرة الطلب على تحضير السلال والهدايا بأشكال مختلفة, وكل عائلة تختار شكلا معينا يتوافق مع ذوقهم الخاص, فمنهم من يتخذ السلال الشعبية حفاظا للتراث والعادة القديمة, ومنهم من يختار طابعا حداثيا يتناسب مع الاحتفال والأزياء المعتمدة له, وتتفاوت أسعار هذه التشكيلة من التصاميم على حسب المواد المستخدمة في تحضيرها وحسب نوع الحلويات ومستواها. وترى نورة الخالدي لم يقف عند طلب الحلويات بأشكال مختلفة بل تعدى ذلك إلى إقامة الإحتفال بقاعات الاستراحات الزراعية المنتشرة وعمل بطاقات دعوة خاصة بالاحتفال إضافة إلى عمل "مونتاج " بانشودة خاصة بالطفل تقوم بها محال تجهيز الحلويات. أما السبعينية أم عبدالله بأنه في الماضي الجميل كان الأهالي يستعد لهذه المناسبة، بشراء نوع واحد من المكسرات والحلويات، وتوزيعها على الأطفال، ويعطى كل طفل مقدار "الطاسة" مشيرة إلى أن تلك الليلة تحتل حيِّزاً مهماً لدى الصغار والكبار، وكنا نستمتع بمشاهدة أبناء وبنات "الفريج" يطوفون المنازل، ويتفننون في إلقاء الأغاني الشعبية، والأهازيج.