إذا فات الفوت لا ينفع الصوت!
هذا ما قيل، والجماعة دعموا واستقبلوا ووضعوا كل ما لديهم على الخارطة! ومع ذلك تفاؤلاً بالخير، واتكاء على كرم قنواتنا المعروف والذي يتبين في صرف أموال كبيرة على أفكار لا تستحق، واعتماداً على صبرنا الطويل على ما قدموا ويقدمون رغم دوره المعروف في تدمير كل ذائقة، وتمسكاً بقاعدة ما لا يدرك كله لا يترك جله، سأرفع هذه المناشدة للسادة أصحاب القنوات الفضائية العربية مع قرب موسم تصفيد الشياطين أعاده الله علينا وعليكم وعليهم باليمن والمسرات! لعل وعسى يمكنهم تدارك ما سيمطرونه على رؤوسنا طوال أيام الشهر الكريم، فإن لم يستطيعوا أو لم يريدوا فعلى الأقل نتدارك نحن ما سيوجه لنا ولأبنائنا!أختم بتذكيرهم بالله أن يتوقفوا عن نهب المشاهد المسكين -الذي أصبح كالطير مقصوصاً جناحاه- من خلال تلك البرامج التي تقوم جوائزها على استثارة أحلام البسطاء بالثراء السريعأول قضية أتمنى أن يراعيها هؤلاء السادة -وهم أصحاب التأثير- حرمة هذا الشهر، ولذلك فلا داعي لتلك البرامج التي لا تملك من مقومات النجاح إلا أجساد مقدماتها أو تغنّج مقدميها، ولا داعي لإلصاق كل نقيصة بالشهر الفضيل (خيمة رمضانية) (مسلسل رمضاني) (برنامج نهب رمضاني)، ولا أشك أنهم هم أكثر الناس علماً أن الاحترام والرقي ومراعاة قيم مجتمعاتهم هي من تكسبهم الجمهور الحقيقي وقبل ذلك تكسبهم أنفسهم وقيمهم التي نشأوا عليها وتستحق وفاءً لا يتناسب مع ما يفعلونه الآن!
الأمر الثاني سمعتنا أمام العالم! أكرر (سمعتنا أمام العالم)! فليس مجتمعنا هو مجتمع الخيانة والظلم وأكل أموال الأيتام الذي تتفنن في عرضه المسلسلات الخليجية، ولا مجتمع السذاجة والغباء والتسابق على الأمور الرديئة، فمن يضحي ويجبر نفسه على الجلوس أمام منتج واحد من منتجاتنا الرمضانية لا يمكن أن يعتقد أن لدى مجتمعنا إيجابية واحدة!.
لا أطالب أن تتحول قنواتنا إلى إذاعات للقرآن الكريم، ولكن أطالب فقط بطرح راق واحترام لذائقة المشاهد والأجواء التي يعيشها!.
أختم بتذكيرهم بالله أن يتوقفوا عن نهب المشاهد المسكين -الذي أصبح كالطير مقصوصاً جناحاه- من خلال تلك البرامج التي تقوم جوائزها على استثارة أحلام البسطاء بالثراء السريع والخروج من أقساط الكامري الضيقة إلى عالم البشوت والمشيخة الواسع، وبالأخير لا يكسب سعادة الشيخ إلا التبرع بما بقي من راتبه مكأفاة للمعد والمقدم والمقدمة والفائزين الذين يعدون على أيام الشهر الفضيل!.
هذه مناشدتنا ولا نقول إلا: اللهم أعد عقول وأموال مبدعينا إلى جادة الصواب!.