يبدو أن حدة التراشق وتبادل الاتهامات بين الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة وبين الطلاب المبتعثين حول كفاءة التواصل بينهما قد هدأت، ولسنا في حاجة إلى نكء الجراح أو إثارة موضوع كاد ينتهي،
ولا نريد تعكير أجواء الملحقية الثقافية السعودية بموضوع حساس كهذا، خصوصًا أنها تستعد قريبًا لاستقبال كم هائل من الخريجين والخريجات في اختصاصات طبية وهندسية وتجارية في حفل بهيج للخريجين والخريجات برعاية وزارة التعليم العالي، ولكن أود التطرق قبل هذه المناسبة الجميلة التي ينتظرها الوطن إلى معاناة الكثير من المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية، فهم يعانون من عدم كفاية المرتبات، وعدم صمودها معهم إلى آخر كل شهر، هذا في الولايات المتحدة، ولا اعرف الكثير عن أوضاع المبتعثين في الدول الأخرى، فربما تكون مشابهة للوضع في أمريكا،
أما السؤال الذي يجب أن نلقيه بوضوح وجلاء، وننتظر إجابة الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة عليه بصراحة وإخلاص فهو: هل قامت الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة برفع هذه المعاناة إلى الجهات المختصة في المملكة، أم لدى ملحقيتنا مشكلة أخرى في التواصل مع مرجعها الرسميويرى الكثير من المبتعثين أنه لا بد من إعادة النظر في الرواتب ورفعها؛ لأنها بعيدة عن مستوى واقعهم المعيشي، ويرون ضرورة زيادتها عاجلًا لتتماشى مع ارتفاع المعيشة في الغرب، فعلى الرغم من أن المبتعثين يتبعون سياسات تقشفية قاسية، إلا أنهم بالكاد يستطيعون تصريف أمورهم المعيشية والانتظار إلى نهاية الشهر حتى يصل الراتب من الملحقية، حتى ان البعض منهم يطلب المعونة من والديه كلما اضطرته الظروف، وهذا يشير إلى معاناة ينبغي إنهاؤها عاجلًا، فالتقصير في متابعة أمور المبتعثين تقصير في ذات الوطن؛ لأن هذا الأمر قد يثير طائفة من المشكلات لا حصر لها على المبتعثين ومرافقيهم، وقد يسيء إلى بلادنا في الخارج ما لم نتدارك الأمر ونقف عند هذه المشكلات وقفة جادة، ونفكّر فيها، ونناقشها، ونلتمس لها ما يتيسّر من الحل، أما السؤال الذي يجب أن نلقيه بوضوح وجلاء، وننتظر إجابة الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة عليه بصراحة وإخلاص فهو: هل قامت الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة برفع هذه المعاناة إلى الجهات المختصة في المملكة، أم لدى ملحقيتنا مشكلة أخرى في التواصل مع مرجعها الرسمي مماثلة لمشكلتها السابقة مع المبتعثين؟! لا شك لدي في أن عدم التواصل وعدم نقل معاناة المبتعث للجهات المعنية في المملكة لن يرضي الملحق الثقافي السعودي في واشنطن سعادة الدكتور محمد العيسى، فهو الذي ينقل إلينا في كل حين اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالاستثمار في الانسان وحرصه «حفظه الله» على أبنائه المبتعثين وتلمّس احتياجاتهم.