عندما تتجول في أماكن متفرقة بالقاهرة تجاه عملك ذهاباً أو إياباً، أو تسير ابتهاجا بالخروج للأماكن السياحية، تجد درجة الحرارة مرتفعة وتجعلك تتصبب عرقاً وبحاجة إلى تناول مشروبات مثلجة، خاصة مع تصاعد الشكاوى بانقطاع الكهرباء في محافظات مصرية عدة، وأيضاً قد يستوقفك الفحم الأسود والذرة المشوية للتسلي وتدفعك ألوان الآيس الكريم داخل السيارات الصغيرة لشرائها.
مُضي الوقتلم يكن يتخيل محمد عوض بائع الذرة المشوية بميدان التحرير، ان يظل يبيع الذرة المشوية منذ صغره، وأن تكون هذه هي المهنة التي يتكسب منها، وعندما تتجول فى أماكن متفرقة بالعاصمة المصرية، قد يستوقفك منظر الفحم الأسود والذرة المشوية للتسلي خاصة أنها - حسب محمد - لا يزيد سعرها على جنيه أو جنيه ونصف الجنيه، بالإضافة الى ان الذرة اللذيذة غير المحروقة تؤدي إلى جذب المزيد من الزبائن يومياً، ويقول محمود نجفة، بائع بميدان عبد المنعم رياض: هناك من يلجأ للعمل فى الصيف كبائع ذرة يتربح فى شهور الصيف والكثير منهم أطفال ومازالوا في مرحلة الدراسة، ورغم كثرة بائعي الذرة المشوية، إلا ان ذلك لا يؤثر على البيع، حيث يضيف محمود إن الأرزاق مكتوبة ودرجة الحرارة أصبحت طبيعية، قائلاً : «الجو صعب ودرجة الحرارة قاسية، لكن اعتدنا على ذلك»، وأشار الى مشتري ذرة بأنه يأتي ليشتري الذرة المشوية مرتين أسبوعياً، قائلاً: أحيانا وأنت تسير فى الشارع تحتاج لوسيلة تسلية حتى لا تشعر بالوقت، بينما أشار أحمد بوجي - بائع مثلجات خلف المتحف المصري - الى أن درجة الحرارة المرتفعة فى الصيف تدفع المارة للإقبال على المثلجات الباردة وعلى عكس العصائر المصنوعة يدوياً، أضاف إن المثلجات بعضها مٌعلب ومحفوظ في درجة حرارتها الطبيعية داخل الثلاجات، وتعتبر مهنة غير مربحة ولا تكفيه شهرياً لاحتياجاته الشخصية والانفاق على أسرته المتواضعة،
وفى كل منطقة، تجد شريحة كبيرة تعمل فى مهن صعبة تحت الحر، بل وتمتد لأكثر من ذلك في بعض الأحيان، وقد تأتي شرطة الإزالة في أي وقت وتمحو كل ذلك في دقائق معدودة لحماية التعدي علي الطرقات واشغال الأرصفة، إلا انها لا تسأل عن حق المواطن الفقير فى العمل وتوفير أبسط مبادئ الحياة الكريمة.
