DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

شبح العنوسة يخيم على الفتيات

شبح العنوسة يطارد فتيات.. والحلول غائبة

شبح العنوسة يخيم على الفتيات
شبح العنوسة يخيم على الفتيات
أخبار متعلقة
 
تستفحل ظاهرة «العنوسة» في أوساط المجتمع السعودي، لتضرب بأطنابها هنا وهناك ، غير عابئة بمستقبل شباب وفتيات هذا الوطن ، الذين أداروا ظهورهم للزواج طوعا أو كرها ، فدخلوا إلى عالم المجهول، وبينما حذر بعض المختصين من أفراد المجتمع من توابع «العنوسة» وآثارها السلبية على المجتمع ، رأى آخرون أن للمشكلة حلولا عدة ، يمكن ترسيخها بالتوعية تارة ، وتعزيز إيجابيات الزواج المبكر في المجتمع تارة أخرى ، مؤكدين أن صفة «الجاهلية» مازالت تتمكن من بعض أولياء أمور، فيرفضون تزويج بناتهم ، طمعا في رواتبهم الشهرية والبحث عن الأنساب و المغالاة في المهور وقضايا أخرى عديدة متعلقة بهذه الظاهرة نعرفها في التحقيق التالي: في البداية تقول ناهد : « العنوسة لم تكن مشكلة اجتماعية إلا بعد ما ازدادت وانتشرت ، ومن أسباب هذه المشكلة، رغبة الزوج أو الخطيب في الظهور بمظهر لائق حتى ولو لم يكن قادرا على تكاليف هذه المظاهر, وان بعض أولياء الأمور ينظرون إلى الزواج نظرة مادية ، ويصبح غرضهم من زواج ابنتهم هو الحصول على مهرها الذي هو في الواقع يجب أن يكون ملكا لها، أما المشكلة الأخرى، فهي تكاليف حفل الزفاف والمفاخرة بما يقدم، ونتائج المشكلة واضحة كالشمس أصبح الشاب يفضل البقاء عازبا والشابة تعاني من العنوسة ، وتكثر الأمراض النفسية وينتشر الزواج بغير بنات البلد».  وتضيف العانس هبه. م  إن «سبب عنوستي أبي الذي أخرني حتى بلغت من العمر 39 سنة، إذ هو متشدد في دقة النسب لمن يتقدمون لي، حتى أنه يسأل المتقدم عن أنسابه وأصهاره جميعهم، وكل منهم من أنسابه ومن أصهاره حيث يدخل الخاطب في حزمة من المتاهات أشبه بحلقة مفرغة، تنتهي بالرفض أو ملل الخاطب وانسحابه، ولا يزال أبي يعيش عصر الجاهلية والعنصرية، ويرى نفسه ونسبه أرفع من الجميع وهذه حالتي منذ بلغت سن الزواج حتى إشعار آخر».إن سبب عنوستي أبي الذي أخرني حتى بلغت من العمر 39 سنة، إذ هو متشدد في دقة النسب لمن يتقدمون لي، حتى أنه يسأل المتقدم عن أنسابه وأصهاره جميعهم، وكل منهم من أنسابه ومن أصهاره حيث يدخل الخاطب في حزمة من المتاهات أشبه بحلقة مفرغة، تنتهي بالرفض أو ملل الخاطب وانسحابه.  وتؤكد «م . حمد الطالبة الجامعية « لم يتقدم لي شخص مناسب حتى الآن ، أما زوج المستقبل من وجهة نظري ان يكون على خلق ودين، وان يكون من عائلة طيبة وان يحترمني حق الاحترام وان أكثر شباب اليوم يبحثون عن المرأة المتعلمة لتساعده في الأوضاع الاقتصادية وأيضا لغرض الحصول على راتبها بسبب الاوضاع المادية» السيئة لبعض الشباب وزيادة نسبة العاطلين بين الشباب . ومن الاسباب التي تقف عائقا بحسب قولها « هو ان جميع الكماليات التي كانت موجودة سابقا اصبحت أساسيات وضرورة من ضروريات الزواج وبالتالي ليس كل فرد قادرا على توفيرها». تضيف علياء عندما سألناها عن عمل المرأة هل ترى انه عائق أمام الزواج المبكر للفتاة ؟ فقالت : « بالعكس فالعمل لا يقف عائقا عن الزواج المبكر، لكن الفتاة تتأخر عن الزواج بحجة أنها تريد متابعة دراستها الثانوية، ثم تريد أن تدرس الماجستير ثم .. ثم .. ثم تفاجأ بأنها عانس، والشاب كذلك يجب عليه أن يتخرج أولا  ثم يعمل ثم يؤسس عش الزوجية ، ليجد نفسه وصل إلى سن الـ 30». ومازال لايستطيع اتمام اجراءات الزواج.

العضل: لقب «عانس» يعكر للفتاة حياتها ولابد من استبداله

 يقول ياسر عبدالله العضل المستشار الأسري في مركز التنمية الأسرية في الدمام انه « من أشد انواع العنف المعنوي ما يصيغه المجتمع ضد المرأة، وذلك عندما يطلق عليها لقب «عانس»، فلو استخدم المجتمع مصطلحاً اكثر رقة مثلاً «تأخر الزواج» أو «تأخر

سن الزواج»، لوجد لذلك قبولاً لدى كثير من الفتيات»، موضحا ان «ظاهره تأخر الزواج عززت شعارا لدى بعض الفتيات يقول «أتزوج حتى لو طلقت في اليوم الثاني»، حتى تهرب من وصمة العنوسة». وتابع «العامل الاقتصادي والعادات والتقاليد والرواسب الثقافية ومواصفات اختبار الزواج جعلت هذه الظاهرة هاجسا مرعباً يدق على اعصاب كثير من الفتيات، ولا تزال هذه المشكلة أو الأزمة تعرض نفسها بقوة، فقد كشفت الاحصاءات الاخيرة عن قرابة مليون ونصف المليون حالة «تأخر زواج» في المملكة العربية السعودية, مما يتطلب موقفا صارما يفرض على المجتمع، ولا يزيد عن الحد المتوسط للناس, كذلك مبادرات واسهامات من رجال الأعمال بمشاريع استثمارية, وإقامه البرامج التوعوية عبر وسائل الاعلام، كما ان التعدد امر مشروع ينبغي نشره وتقبله من اجل المحافظة على البناء الاجتماعي والأسري»

فتيات يبالغن في اختيار شريك الحياة  وتقول "خ . محمود" موظفة فى القطاع الخاص " أنا لا أؤمن بعبارة فات قطار الزواج، لان هذا مرتبط بالقضاء والقدر، وهذا شيء مكتوب، وانا عندي ثقة في النفس طالما اني ناجحة فى عملي وأسرتي"، مضيفة " انه من أسباب العنوسة ان بعض الفتيات يبالغن فى اختيار شريك حياتهن، مثل احلام خيالية التي ترسمها بنت مثل ان يكون وسيما أو غنيا أو يكون ذا منصب اجتماعي كبير، أضف الى ذلك المبالغة فى إكمال دراستها حتى تكون لها وجود قوي وفعال في المجتمع، لإثبات ذاتها". وتضيف "أما التعدد الذي يعتبر من الحلول للقضاء على العنوسة، فهو حق أعطاه الله للرجل، ويجب أن يكون هذا الرجل مقتدرا مادياً وعادلا حتى لا يضيع حق الزوجات ويضيع أبناؤه من التعدد، إذا وجد الرجل في نفسه القدرة على العدل والتوفيق بين زوجاته، فعليه أن يطبق التعدد".

 سن "العنوسة" يختلف طبقاً لطبيعة المجتمع  ويشير الخبراء الى ضرورة أن يواجه المجتمع مشكلة العنوسة مواجهة حقيقية، لأنها تشكل مشكلة اجتماعية خطرة لو تركت ستؤدي الى تفكك تماسك الاسرة التي هي لبنة المجتمع الاساسية التي تحسدنا عليها بقية المجتمعات غير المسلمة". وأضاف الخبراء ان " مشكلة العنوسة أو تأخر زواج الفتاة تعد من المشاكل الاجتماعية التي أصبحت تعاني منها البلاد العربية بشكل كبير، وقد يختلف البعض عند تحديد سن "العنوسة"، وهذا يكون بناءً على المفاهيم المتعارف عليها لسن الزواج بالنسبة لكل شريحة في المجتمع، فنجد أن المجتمعات الريفية وأهالي القرى تعتبر أن تجاوز الفتاة لسن العشرين من عمرها يعتبرعنوسة، أما المجتمعات المتمدنة، فتحدد الثلاثين وما بعدها نظراً إلى أن الفتاة يجب أن تتم تعليمها فى الجامعة وتحصل على أعلى الشهادات قبل الارتباط والإنجاب وبدء معترك الحياة الزوجية.

مطالبات بإيجاد طرق إيجابية لـتـوعـيـة المجتمع بخطورة الظاهرة

التوعية لها دور فى التعريف بخطورة الظاهرة

تقول نور ان « القنوات التلفزيونية والمجلات، أفسدت الشباب، فجعلتهم لا يصلحون لإقامة البيت، وأخبرتهم أن هناك شيئا يسمى الجمال ولا يوجد إلا في أصحاب الشعر الأشقر والعينين الزرقاوين». وتضيف «بعض اولياء الامور يمنعون بناتهم من الزواج في سبيل المكاسب المادية من وظيفتها أو طمعا في مهور خيالية». وأهم الحلول ـ والكلام مازال لنور ـ «ايجاد طرق إيجابية شاملة لـتـوعـيـة المجتمع من الناحية الثقافية، مثل الندوات والمحاضرات او جمعيات تساند الشباب والشابات، ومحاربة جميع العادات الرجعية، ولابد من وجود دور للمؤسسات الاجتماعية والحكومية والخاصة في معالجة العنوسة»، موضحة أنه «لهذه المؤسسات دور لا أصفه بالفعال، ولكنه الخيط الذي تتعلق به مجتمعاتنا في ظل انتشار العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج، وانطلاق افكار غربية وشعارات هدامة تدعو بشكل خفي إلى تفكيك الأسرة، فهذه الجمعيات والمؤسسات سواء الحكومية منها أو الخيرية تقوم بتوعية الاسرة والمجتمع، ايضا تقدم مساعدات مالية أو حتى لو تجهيزا مبدئيا وبسيطا للمتزوجين لبناء عش الزوجية».