تحولت محطة الصرف الصحي بالدمام الواقعة على طريق الجبيل الى "مكب" لمدينتي الخبر والقطيف بعد توقف التفريغ في مكبي الاخيرتين بداعي الصيانة منذ يوم السبت الماضي، وهو ما يعرض المحطة لاختناق وزحام شديد، ما يدفع سائقي الصهاريج العملاقة لتفريغ المياه على الطرق بدلا من الانتظار ساعات طويلة قد تصل الى 8 ساعات في طوابير تمتد لمسافة تزيد على 3 كيلو مترات.
وطالب عدد من ملاك شركات شفط مياه الصرف الصحي بالمنطقة الشرقية الجهات المعنية بالتحرك سريعاً لضرورة فك الاختناق الحاصل على محطة الدمام الواقعة على طريق الدمام- الجبيل، وإنقاذ الموقف بفتح محطات مختلفة أو التصرف بفتح مجاري الصرف الصحي في كل حي، إضافةً إلى التنسيق مع إدارة المرور لوقف المخالفات على سائقي الشاحنات بصورة دائمة.
وقال مدير إحدى شركات شفط مياه الصرف الصحي المهندس عادل كريز ان صهاريج شفط مياه الصرف الصحي تقف يومياً في طابور الانتظار على مدى 3 كيلو مترات لمدة 8 ساعات، إضافةً لدخول ست سيارات بمنفذ المكب بصورة عشوائية وغير نظامية، مما يؤدي لانتشار الجراثيم والحشرات الضارة بنفس الموقع الواقع على طريق الجبيل على "كوبري الحراج"، مشيرا الى ان دوريات المرور تخالف الصهاريج المنتظرة في أوقات منع دخول الشاحنات رغم انها متوقفة اساسا منذ بداية الساعات النظامية، ولكن التكدس يتسبب في بقائها لمدة أطول وبالتالي تأخرها عن الأحياء التي تعاني من عدم وجود الصرف الصحي كحال بقية الأحياء، واعرب عن امله فى منح صهاريج شفط مياه الصرف الصحي اولوية وعدم تحديد أوقات لمزاولة عملها لمصلحة المواطن.
وطالب المهندس طارق بضرورة تحرك الجهات الرسمية والمعنية بهذا الشأن حول إنقاذ حياة السكان القريبين من مكب الدمام من التلوث الناتج عن استيعاب المكب كميات اكبر من طاقته وبالتالي زيادة الضغط عليه من ناحية عدد صهاريج سكب مياه الصرف الصحي، وأقترح فتح بيارات الصرف الصحي بداخل الأحياء لإنقاذ الموقف حتى لا تكون هناك كارثة من الصعب التعامل معها خلال الفترة المقبلة، منبهاً الى ان شبكات الصرف الصحي أصبحت محطات لتوالد الحشرات الناقلة للأمراض مثل الذباب والبعوض والتي تتسبب في أمراض وبائية خطيرة.
وأشار المواطن خالد العبداللطيف إلى أن المخاوف تزداد من ناحية الصهاريج المتكدسة على طريق الجبيل- الدمام ووقوفها فترات طويلة قد تكون سبباً في وقوع حوادث مرورية نتيجة وقوع المكب قرب عدد من الكباري التي تربط مدن المنطقة الشرقية ما بين الدمام
المخاوف تزداد من ناحية الصهاريج المتكدسة على طريق الجبيل- الدمام ووقوفها فترات طويلة قد يكون سبباً في وقوع حوادث مرورية نتيجة وقوع المكب قرب عدد من الكباري التي تربط مدن المنطقة الشرقية ما بين الدمام والجبيل والظهران والخبر المؤدية لطريق الدمام الخبر السريعوالجبيل والظهران والخبر، المؤدية لطريق السريع بالدمام المؤدي إلى الخبر، وشدد على ضرورة نقل المكب إلى خارج الكتلة السكنية لتلافي وقوع الحوادث المرورية وانتشار الجراثيم بصورة لا تحمد عقباها، وطالب بتكثيف دوريات المرور السري بمداخل المدينة وأمام الإشارات لرصد كل مخالفة ومتابعة حركة الشاحنات ومنع تسربها، حتى لا تزيد الزحام وتوقف الحركة، وقال "أمين" أحد سائقي صهاريج المياة الملوثة إنه في السابق كانت هناك ثلاثة مواقع لصب مياه الصرف الصحي داخل المنطقة الشرقية في "الخبر والقطيف والدمام" وبالفعل كانت انسيابية في حركة الصهاريج إلا أنه تم إغلاق موقعين مكبي القطيف والخبر وبالتالي الضغط أصبح عالياً على مكب الدمام من خلال تجمع كافة الصهاريج بموقع واحد ويستغرق ساعات طويلة في مسار الانتظار على مدى 8 كيلومترات في انتظار الدور الذي يستغرق ما بين 3 إلى 5 دقائق لسكب المياه غير الصحية، وطالب بالنظر في احوال سائقي الصهاريج وقيام دوريات المرور بمخالفتهم نتيجة وقوف الصهاريج بأوقات غير مسموح بها، رغم انها بالأصل متوقفة منذ بداية ساعات السماح بدخول الشاحنات، واعترف الوافد الأسيوي "جوبارك" بقيام العديد من صهاريج شفط مياه الصرف الصحي بتفريغ مياهها خارج إطار المكب بسبب الازدحام الحاصل على مكب الدمام، مؤكداً أن البلدية حاصرت العديد منهم ولكن ما الفائدة دون اصلاح الخلل الرئيسي عبر توفير أكثر من مكب بداخل المنطقة ليسهل على سائقي الصهاريج التعامل بصورة سلسة وسريعة.
وطالب مواطن "رفض ذكر اسمه" بضرورة توفير شبكات الصرف الصحي في كافة الأحياء بالمنطقة، والتى يفترض ان تكون مؤهلة منذ أكثر من 20 عاماً كون الدولة "أيدها الله" لم تقصر في إمداد الجهات الحكومية بالأموال التي تحرص من خلالها على إعطاء المواطن حقوقه بكافة الخدمات المقدمة له، من جانبه أوضح عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل والخبير المائي والبيئي الدكتور محمد الغامدي، ان الضغط الحاصل على المكب الواحد من الناحية الاستيعابية يؤثر بلا شك على المياه الجوفية، إلا إذا كان يحمل مواصفات عازلة، وإذا لم يكن كذلك فإن المياه الجوفية قد تتضرر والكارثة تكون في تلوث البيئة، فيما تعد الصهاريج غير النظامية التى تفرغ حمولتها خارج المكب هي الأسرع خطورة وقد تسبب تسرب المياه غير الصالحة إلى المياه الجوفية وقتل الشجر، واضاف انه من الأجدر معالجتها واستعمالها في ري الحدائق والمتنزهات لمعالجة نقص المياه الجوفية وشح المياه السطحية بالمملكة، "اليوم" حاولت الاتصال بالمتحدث الاعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان للتعليق على القضية ولم يرد حتى مثول الصحيفة للطبع.
طابور الناقلات على جانب الطريق
مدير إحدى شركات الشفط يتحدث إلى المحرر (تصوير: طارق الشمر)