كم عدد أفراد الشعب السعودي؟
20 مليون مواطن و 9 ملايين مقيم بصورة نظامية، ومثلهم أو أكثر أو أقل بصورة أخوية غير نظامية!
لنركز على العشرين مليون مواطن سعودي، كم عدد الاستشاريين منهم؟!
أظن وليس كل الظن إثما أن لدينا 19 مليونا و998 ألف استشاري واستشارية، وواحد وواحدة يسمعان، فمجالسنا واستراحاتنا وصحفنا والقنوات الفضائية بما فيها أشرطتها ومواقع التواصل الاجتماعي، تغص بالمستشارين ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه وفي مختلف التخصصات، فهذا مستشار إعلامي، وهذا مستشار تربوي، وهذا مستشار مالي، وهذا مستشار قانوني، وهذا مستشار تطوير، وهذا مستشار معماري، وهذا مستشار أسري، وهذا مستشار طبخ، وهذه مستشارة خلطات، وهذا مستشار توظيف، ....!!
ولو سألت هذه الملايين الاستشارية: ما هي المؤهلات والخبرات التي تحملونها؟ لكان جوابهم كجواب الذي تقدم للصلاة بجماعته وهو لا يتقن قصار السور، وعندما سئل بعد أن تلاعب بالآيات: من أين أخذت القرآن ما شاء الله عليك؟! قال: أخذته ولله الحمد فراسة!
سأتوقف مع جزء من أصحاب الفراسة، وهم من تسلقوا مجال الاستشارات الأسرية، التي تعتبر من أهم وأخطر المجالات، فالحاجة للمستشار الأسري في هذا الزمن كبيرة والدليل هذا الإقبال على مراكز الأسر، وعلى آراء مستشاريها تقام بيوت وتهدم أخرى، كما أن هؤلاء المستشارين يؤتمنون على أخطر الأمور وهي أسرار البيوت وما يحدث بين أسوارها.
وأقول بكل صراحة أن بعض المستشارين الأسريين وللأسف لا يملك من المؤهلات إلا فراسة الإمام، تعرف هذا من طرحه وآرائه التي تورد المهالك بشهادة المختصين!
وبعض المستشارين الأسريين استغل ما يرد على جواله لتحقيق مآرب أخرى وللأسف، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فمما يستحق الشكر تجربة المراكز الأسرية في التعامل مع مستشاريها كأرقام، حيث يحول المتصل أو المتصلة إلى رقم يستشيره ويمنع إعطاء الجوال أو التواصل خارج المركز!
وبعضهم حول مجالسه إلى أحاديث عن المشاكل التي يؤتمن عليها وللأسف!
إذن نحتاج إلى وعي كمواطنين ومعرفة من نسأل، كما نحتاج إلى نشر المراكز الأسرية في جميع المدن والمحافظات حتى لا يكون هناك مجال لغير المؤهلين، ونحتاج إلى تواجد إعلامي من هذه المراكز في القنوات ومواقع التواصل، كما نحتاج إلى تأهيل الاستشاريين القائمين على رأس العمل، حتى لا يُفتح المجال لكل متلاعب في أعز ما نملك وهو الأسرة. ومع ذلك نحتاج إلى فضح المتلاعبين من المختصين فهو ضرورة!