DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المرأة.. بين واقع الدين ودعاوى الدنيا

المرأة.. بين واقع الدين ودعاوى الدنيا

المرأة.. بين واقع الدين ودعاوى الدنيا
المرأة.. بين واقع الدين ودعاوى الدنيا
أخبار متعلقة
 
كيف يرى الاسلام دور المرأة فى المجتمع ، ومدى صحة ما يتردد من أن الاسلام قد فرض على المرأة قيودا لابد من تحريرها منها؟ هذه التساؤلات وغيرها طرحتها «اليوم» على مائدة نخبة من علماء وفقهاء الأزهر، الذين أكدوا أن الإسلام قد سبق كل الشرائع السماوية والوضعية والحضارات الإنسانية فى تقرير حقوق المرأة وتحريرها من القيود التى تسلبها حريتها ، وذلك لأن الاسلام لم يقف بالمرأة عند حد اشتراكها مع الرجل فى المسئوليات جميعها بل رفع من شأنها ، وجاء القرآن بحقوق مشروعة للمرأة لم يسبق إليها شريعة أو دستور فى العالم حتى هذا اليوم.شقائق الرجاليقول د. علي جمعة مفتى الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر : إن الإسلام ارتقى بالمرأة وأوصلها إلى الدرجة الإنسانية التى يجب أن تصلها، فقد قرر الله سبحانه وتعالى تساوى الخلق وذلك فى كتابه الكريم: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) وقوله تعالى (الذى خلقكم من نفس واحدة) تعنى مساواة الاسلام بين الرجل والمرأة، لأن التساوى فى الخلق يحمل معه بالضرورة التساوى فى الحقوق والواجبات، فما من أمر صدر إلى الرجال دون النساء لأنهن شقائق الرجال ، ولا خلاف بينهما فى التكاليف الشرعية، فالمرأة تصلى وتصوم وتحج وتزكى مثل الرجل، ولا خلاف فى التكاليف الشرعية ولا فى الواجبات والحدود، إنما يقع الخلاف فى الاختصاص، فالله سبحانه وتعالى خلق الرجل وحدد له وظائف يقوم بها تتناسب مع ما أعطاه من قدرات، كما حدد للمرأة وظائف مثل الحمل والولادة والإرضاع ورعاية الأطفال فى سنواتهم الأولى، فالنساء فى هذه الأمور صاحبات اختصاص.ويحمد للإسلام ويحفظ له أنه صحح نظرة الناس إلى المرأة، إذ عدها الرومان والآثينيون رجساً ونجساً من عمل الشيطان، ورآها اليهود أمر من الموت، وشك فيها الفرنسيون وتساءلوا أهى إنسان أم لا ؟، وهل لها نفس كالرجل أم لا ؟  فجاء الإسلام ليعلن بصريح العبارة ( الذى خلقكم من نفس واحدة ) فهى نصف شقى النفس الواحدة، التى يخرج منها النصف الآخر وكلمة (زوج) تعنى النظير المساوى بدون زيادة أو نقص، ولهذا كان الرجل زوج المرأة وكانت المرأة زوج الرجل، هذا الاستواء حتى فى الدلالة اللغوية. وأضاف قائلا: إن القرآن الكريم- هو دستور المسلمين الأول- قد أعطى المرأة ما هو أعظم من جميع الحقوق الشرعية التى كسبتها وذلك حين رفع عنها لعنة الخطيئة الأبدية ووصمة الجسد المرذول، فكل من الزوجين قد وسوس له الشيطان، واستحق الغفران بالتوبة والندم، فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه.ان نظرة الاسلام للمرأة  فاقت كل الشرائع السماوية والوضعية التى  قررت حقوق المرأة  فكل ما يخص المرأة من حقوق وواجبات ضمنتها الشريعة الإسلامية ، بل ومنحتها مزايا لاتوجد فى أى أديان أخرى.تحرير المرأةويضيف الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر: أن الإسلام قد سبق كل الشرائع السماوية والوضعية والحضارات الإنسانية فى تحرير المرأة من القيود التى تسلبها حريتها ، وذلك لأن الاسلام لم يقف بالمرأة عند حد اشتراكها مع الرجل فى المسئوليات جميعها بل رفع من شأنها ، وجاء القرآن بحقوق مشروعة للمرأة لم يسبق إليها شريعة أو دستور فى العالم حتى يومنا هذا مؤكدا أن الاسلام حرر  المرأة أولا ثم أعطاها مكانتها الحقيقية فأدت دورها بأكمل ما يمكن أن يؤدى من كمال، وساهمت بجهودها قولا وفكرا وعملا وتطبيقا، وحاربت وحاجت وشعرت وخطبت وواجهت الخلفاء والامراء بالقول الساطع والبيان الواضح. وتابع قائلا:  لقد عنى الإسلام بشئون المرأة الشخصية والعامة عناية كاملة، فقد حرر الإسلام المرأة من سيطرة الرجل على مالها الخاص، فمنحها الحرية التامة فى التصرف بمالها وأملاكها، إذ ليس عليها أن تتقيد برأى زوجها فى معاملاتها الاقتصادية، فلها أن تبيع أملاكها أو تؤجرها، أو ترهنها وفق ما تراه مناسباً لمصلحتها الشخصية الذاتية ، قال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) ، ولا يشترط على المرأة فى هذه الحال إلا ما يشترط على الرجل من العقل والرشد، وكذلك أعطاها الحق فى تقرير مصيرها فيما يخص الزواج رفضاً أو قبولاً،. المساواة بين الرجال والنساء  أما الدكتورة سعاد صالح استاذة الفقه بجامعة الازهر والعميدة السابقة لكلية البنات الاسلامية بجامعة الازهر بالقاهرة، فتقول: إن شريعة الاسلام قد ساوت بين المرأة والرجل فى أصل الخلقة وفى الكرامة الانسانية وفى حق الوجود بكل ما يترتب عليه من حقوق وأهلية دينية ومدنية وحقوقية واقتصادية واجتماعية وسياسية واعتبرت صلاح المجتمع مسئولية تضامنية بين النساء والرجال وجعلت معيار التفضيل النهائى هو تقوى الله تعالى فالمساواة بين الرجل والمرأة تبدو فى أوضح صورها، قال تعالى (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى)، وقال تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  «النساء شقائق الرجال». وأضافت لقد أطلق الإسلام الحريات، وكانت المرأة ضمن المجموع الحر الذى حاز على هذا الحق، ولكن عهود التخلف والانحطاط هى التى جعلت المرأة حبيسة البيت، وذلك يعود لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة، ليس للإسلام دخل فيها على الإطلاق. وقالت لقد منَّ الإسلام على المرأة بأن سهل لها كثيراً من الأعمال، وكافأها على أعمال أخرى بأكثر مما كافأ الرجل، وهذا من باب الرحمة بها وتكريم عملها، ومن هذه التسهيلات والامتيازات: أنه لم يشترط عليها لوناً أو زياً معيناً مثل الرجال خلال فترة الإحرام فى الحج، فلباسها هو لباسها العادى بغض النظر عن الألوان، ايضا أعفاها من الصيام عند الحمل أو الإرضاع إن هى خافت على وليدها، كما أعفاها من الصلاة نفساء أو حائضة دون إعادة.، كما أعفاها من الإنفاق على الأسرة أو البيت، فهى ليست مكلفة حتى وإن كانت ذا مال، فإن أعطت شيئاً من مالها لزوجها كان صدقة، اضافة لذلك فقد ميزها الرسول أماً وجعل طاعتها مقرونة بالجنة حين قال: «الجنة تحت أقدام الأمهات».  

 المساواة فى الخطاب الإلهيومن جانبها أكدت د.آمنة نصير - أستاذ العقيدة والفلسفة والعميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر بالإسكندرية : ان نظرة الاسلام للمرأة  فاقت كل الشرائع السماوية والوضعية التى  قررت حقوق المرأة  فكل ما يخص المرأة من حقوق وواجبات ضمنتها الشريعة الإسلامية ، بل ومنحتها مزايا لاتوجد فى أى أديان أخرى. وأضافت لقد خاطب الله تعالى النساء بالإيمان والمعرفة والأعمال الصالحة ، فى العبادات والمعاملات ، كما خاطب الرجال ، وجعل لهن مثل ما جعله عليهن ، وقرن أسماءهن بأسمائهم فى آيات كثيرة ، وبايع النبى صلى الله عليه وسلم المؤمنات كما بايع المؤمنين ، وأمرهن بتعلم الكتاب والحكمة كما أمرهم . واختتمت قائلة : فالطريق مفتوح أمام إنهاض المرأة بفكر متزن يرى أنها مع الرجل قد خلقا من نفس واحدة وتساويا فى الحقوق والواجبات واختلفت وظائف كل منهما اختلاف تكامل كتكامل خصائصهما الطبيعية لعمارة الدنيا وعبادة الله الواحد الأحد. أما الشيخ علي عبد الباقي الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية بالازهر ، فقد أكد ان الاسلام أعطى للمرأة حقوقها وأعطاها قيمة بعد أن كانت تراثا من التركة التى يتركها الزوج، وان الاسلام أول دين سماوى قرر حقيقة لم يسبقه فيها أى دين اخر «أن النساء شقائق الرجال» ، ولا تتميز عنهم فى شىء. وتابع حديثه قائلا: وكل هذه المساواه تتضح فى الحقوق التى كفلها لها فى الزواج، وأيضا عند الطلاق فلم يمنح الرجل فقط العصمة بل منحها أيضا الحق فى طلب الخلع، ومن ثم فأعطاها حقوقا مساوية للرجال.  المرأة في المملكة .. «واثق الخطوة يمشي ملكاً»وقالت الشخصيات التي التقت بها (اليوم) إنه لا يجب النظر إلى الحديث عن التطور الشامل الذي تشهده المملكة بمعزل عن الدور الهام للمرأة السعودية في هذه التنمية، وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تعزيز هذا الدور بالعمل على تهيئة الظروف والبيئة الملائمة التي تحفز المرأة السعودية وتكفل لها العمل في إطار العادات والتقاليد الاجتماعية والشريعة الغراء،  وبما أن هدف تحقيق التنمية الشاملة هو ضمن أولويات البرنامج الإصلاحي والتنموي الكبير، الأمر الذي يبرر سبب أن يحظى موضوع  المرأة السعودية باهتمام كبير من القيادة السعودية، وأنه قد تم وضع خطط وبرامج لتحقيق حضورها في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وربط حضورها في التنمية، مع الإشارة إلى أن انضمام المملكة الى اتفاقية التمييز ضد المرأة وما تلاها من اتفاقيات إنما هو دليل على الاصرار على السير بخطى ثابتة لاشراك المرأة السعودية في مسيرة التطور والبناء.أن يوم المرأة العالمي هو محطة مهمة يتوقف الزمن مرة كل عام، تجذب الأنظار إلى ما حققت المرأة من إنجازات هي شاهدا لها ومن أجلها، وبما أن نساء العالم تحرص على أن تظهر في الصورة وتعلن عن نفسها خلال هذا اليوم العالمي وهي ترتدي تاج العطاء كشريك في الحياة والأعباء جنبا إلى جنب مع أشقائها الرجال.عطاء مستمرمن جانبها قالت الدكتوره تغريد عبده الحجلي، الباحثة الإجتماعية والمتخصصة في شؤون المرأة مديرة مكتب المرأة في المجلس الوطني السوري، إن المرأة السعودية محظوظة برعاية خادم الحرمين الشريفين لها، وربما تكون أحسن حظا من غيرها بفضل الدعم اللامحدود، والذي أكد عليه خلال حديثه لوسائل الإعلام. وأضافت: إن قرارات خادم الحرمين الشريفين تستهدف الرفع من شأن المرأة السعودية على المستوى الوظيفي بتوليها مناصب قيادية، آخرها السماح لها بعضوية مجلس الشورى والترشح وحق الانتخاب في المجلس البلدي ، وايمانا من جلالته باهمية تعليم المرأة وتثقيفها فقد أسس لها المنشآت الحديثة التي تلبي احتياجات العصر وتدعم الوسائل التكنولوجية الجديدة في التَّعليم . فبدأت  تسجل حضورا علميا مميزا كما اظهرت ابداعا وتفوقا  ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى الدولي وفي مختلف العلوم نالت عليها العديد من الجوائز والشهادات التقديرية فكانت مثالا يُحتذى للمرأة العربية والاسلامية. وتابعت: أنه رغم كل هذه الانجازات الرائدة الا ان هناك بعض التحديات التي تواجهها المرأة بشكل عام والعربية بشكل خاص منها ذاتية  تتمثل في مدى  ثقتها بنفسها وقناعتها بان تكون عنصرا فاعلا ومؤثرا في الفضاءات التي تكون فيها لا يهم العدد بل الفاعلية وهنا تكمن معظم مشاكل تمثيل المرأة .كما أن هناك تحديات ثقافية نابعة من طبيعة مجتمعاتنا العربية الذكورية وان مكان المرأة في ذهن الكثيرين هو البيت تلك النظرة  التي مازالت للاسف تعمل على تكريس مبدأ اللامساوة بين الجنسين بحرمان المرأة من الوصول الى المراكز القيادية مما سيعرقل اي تقدم حقيقي او تنمية منشودة تتركز على المساواة بين الجنسين وصولا الى تعزيز حقيقي لنوعية المساواة ، فضلا عما للقوانين والتشريعات من دور في النهوض او تهميش دور المرأة  وهناك العديد من التحديات التي قد تواجه  المرأة العربية  والسعودية احداها في مجال عملهن كالتدريب والتأهيل ونوعية العمل والترقيات  ومدى قدرتهاعلى التعامل مع التكنولوجيات الحديثة وما الى ذلك.شريك التنميةمن جانبها أكدت نجاة المرابي (مغربية الجنسية) بقطاع الإعلام بالأمانة العامة للجامعة العربية، أن يوم المرأة العالمي هو محطة مهمة يتوقف الزمن مرة كل عام، تجذب الأنظار إلى ما حققت المرأة من إنجازات هي شاهدا لها ومن أجلها، وبما أن نساء العالم تحرص على أن تظهر في الصورة وتعلن عن نفسها خلال هذا اليوم العالمي وهي ترتدي تاج العطاء كشريك في الحياة والأعباء جنبا إلى جنب مع أشقائها الرجال، ومن هنا لا يمكن أن يتخيل أحد اكتمال هذا المشهد بدون أن تكون المرأة السعودية في صدارته، وذلك لما حققته من بصمات واضحة في ميدان الواقع، استحقت عليه ثناء المحيطين. وقالت: إن نجاح المرأة السعودية وظهورها في صدارة المشهد العالمي للاحتفاء بالمرأة، كان ثمرة دعم ومساندة قوية من خادم الحرمين الشريفين، وتوجيهات ولي عهده، وقد كانت القرارات الملكية بمنح المرأة مناصب قيادية هامة ورفيعة المستوى وتفويضها صلاحية صنع القرار وحرية اتخاذه وتنفيذه، انضمام عدد من السيدات بالمملكة إلى مجلس الشوري طفرة حقيقية في إعادة إحياء دور المرأة لتقدم ما لديها من رؤى وأطروحات فكرية للنهوض بالمجتمع السعودي. وأوضحت أن تهيئة بيئة العمل في المملكة كان له دور كبير في تمكين المرأة من أداء دورها في أسرتها، باعتبار أن الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع والمشاركة في تنمية وخدمة المجتمع ومؤسساته وإدارة شؤونه، وأن المرأة وهي تسهم في ذلك تعي جيدا المهام المنوطة بها، والثقة الكبيرة التي وضعها فيها المجتمع ومنحها إياها أولو الأمر، والحق كل الحق فإن المرأة السعودية أثبتت بكل لغات العالم وشتى السبل استعدادها للمشاركة في ذلك، لأنها امرأة واعية ومثقفة ولديها الشجاعة والحنكة والحس السياسي بجوانب التنمية الضرورية وأساليب درء الأخطار عن مجتمعها.  

 تغييرات مهمةوشددت المرابي على أنه لا يمكن تجاهل تلك التغييرات وذاك التي حدثت في دور المرأة ومشاركتها في الحياة العامة، فطالما كانت المرأة شريك الرجل، مما جعل الدولة تدرك أهمية تعزيز هذا الدور للتعايش مع العالم المتغير بكل ثقة واعتزاز، حيث إن أي تأخر في ذلك سوف يؤدي إلى غلاء الثمن مستقبلا، وهذا يفسر توجهات المملكة وقيادتها الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وإصدار العديد من القرارات التي تتيح المزيد من الفرص الوظيفية للمرأة، والقيادية على وجه الخصوص، سواء بزيادة فرص عمل المرأة وما تبعته من قرارات أخرى، وجميعها تؤكد سياسة حكومة المملكة في دعم المرأة،  كدليل أكيد على القناعة بقدراتها وبما تملكه من تأهيل يمكنها من القيام بمسؤولية وأعمال المناصب القيادية الهامة. ولفتت الأنظار إلى أنه رغم هذه الصورة ناصعة البياض للانجازات التي حققتها المرأة في المملكة، ونجاحها في العديد من المجالات، إلا أن الحاجة تظل قائمة إلى مزيد الحضور الفاعل على أسس وقواعد قوية تستطيع التغلب على أي تحديات وإشكاليات قد تعيق ذلك.استثمار الجهودمن جانبها أكدت الدكتورة عائشة المناعي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر ونائب رئيس البرلمان العربي، أن وضع المرأة ومكانتها بصفة عامة هو انعكاس لدرجة تقدم المجتمع، ومن هنا يصبح استثمار طاقاتها إحدى الضرورات التي يجب تحقيقها، وبدون شك أن التغييرات التي طرأت على الواقع الاجتماعي في جميع المجالات بما فيها المرأة التي أعيد النظر في وضعها وتصحيح الصورة النمطية التي تكرست لفترة طويلة عنها وتوعية المجتمع بأنها ركن أساسي من أركان التنمية. وثمنت ما تحظى به المرأة السعودية من لدن خادم الحرمين الشريفين وقالت إن ما يحظى به تعليم المرأة من اهتمام منذ تأسيس المملكة دلالة واضحة على الثقة بإمكانياتها وقدرتها لدعم مسيرة التعليم في المملكة والمشاركة في النهضة الشاملة ولعل ثقة خادم الحرمين الشريفين في تأنيث واستحداث وظائف للمرأة السعودية في قطاعات الدولة بمثابة التشجيع والتقدير لها، مؤكدة أنه لا غرابة في ذلك ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكثير من الأمور في هذا المجال تغيرت للأفضل من منطلق توجهه - حفظه الله - نحو الإصلاح والتطوير والإحساس بأهمية دور المرأة ومسؤوليتها ودورها تجاه وطنها ودينها. وأضافت: إن زيادة فرص عمل المرأة السعودية واستحداث وظائف جديدة في بعض قطاعات الدولة هو الدعم الذي تستحقه المرأة السعودية التي أثبتت جدارتها في جميع المواقع التي تبوأتها ونجحت فيها، نجحت في التخطيط والإدارة والقيادة في مؤسسات التربية والتعليم، والتعليم العالي، في البحث العلمي الإنتاج الأدبي والثقافي، في مجالات الصحة والشؤون الاجتماعية، قائلة: لا أعتقد أن نجاحها قد تحقق دون دعم المخلصين من رجال هذا الوطن وإيمانا منهم بدورها الوطني إن عملية صنع واتخاذ القرار الإداري هي مرحلة تتطلب اختيار مناسب للشخص المناسب.  

 شخصيات نسائية تتحدث عن عصر النهضة السعوديأكد بعض الشخصيات النسائية السعودية إن وضع المرأة في المملكة، يدفع للتفاؤل في ظل استمرار عملية التحديث والإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، وأشدن بالإجراءات المتواصلة لتحقيق الانسجام والتناغم بين دور المرأة والرجل ضمن منظومة العمل والنهضة التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن، وفي ظل التشريعات المتوازنة التي تعمل عليها الحكومة السعودية.3 وجهات نظرفي البداية، تقول الكاتبة السعودية، د. ملحة العبد الله : هناك خطر خفي لا ندرك كنهه، وهو عنصر الزمن مقارنة بين "عصر النهضة السعودية" وبين الزمن التاريخي للشعوب، ويحكم النظرة المرأة السعودية إلى نفسها وما حققته من نجاح و جهات نظر ثلاث : الأولى عالمية، والثانية : رجل/ قبيلة، والثالثة : المرأة السعودية الجديدة "المتجددة" / المرأة السعودية التقليدية، وأوضحت أنه إذا نظرنا إلى حقبة التطور في المملكة خاصة نهضة المرأة سنجد أنها لا تتعدى الخمسين عاما، إذ إن اعتماد تعليم المرأة كان في الخمسينيات من القرن الميلادي المنصرم - حينما أمر الملك عبد العزيز طيب الله ثراه - بتعليم المرأة رسميا، وقد كان التعليم منزليا فقط في المدن الكبرى، وعلى هذا فالعالم ينتظر منها خوض كل المعتركات الميدانية وهي كفيلة بهذا، لكننا يجب ألا نتكئ على المعيار التعليمي فحسب، وإنما يجب النظر في تطور الشخصية النسوية نفسها وتحولاتها السريعة من مرحلة إلى مرحلة بسرعة كبيرة، فالشخصية تحتاج إلى تراكم زمني، لأن هذه الحقبة الزمنية ( النهضة السعودية) بمقدار دقيقة في معيار الزمن التاريخي، لهذا وجب التنبيه. أما على محور : رجل / قبيلة، فقالت : إن التطور النهضوي السعودي أتى أكله على المستوى الظاهري، إنما لا تزال الشخصية القبلية متمكنة من البنية المجتمعية وقوامها الرجل، وبخصوص المرأة السعودية تضيف إن هناك الآن نوعين من النساء : نساء سعوديات أمهات جليلات، لكن البنية القبلية متمكنة منهن فهن رافضات أي أفكار مستحدثة، ونساء سعوديات جديدات أي متجددات الفكر ومنفتحات على الثقافة والفلسفات والعلم وهن رافضات سلطة الرجل/ القبيلة، ومن هنا نستطيع القول: إن المرأة المجددة تواجه ثلاثة حواجر : ( الرجل - سلطة الفكر القبلي - المرأة التقليدية)، وبطبيعة الحال يتحكم في الكل بشكل عام ثيمة "اللوم" فأشد ما تواجهه شخصية ابن / بنت الجزيرة هو اللوم وهذا عبر دراسة أجريتها حول شخصية القبيلة، فهذه العوامل السابقة قد لا تشكل قهرا ظاهريا للمرأة السعودية وإنما تعتمل بداخلها نتاج ثيمة الخوف من اللوم، ولهذا لا نستطيع كسر حاجز الخوف، فلا نحكم في ضوء هذه الثنائية، إلا بعد أعوام ليست قليلة، وعلى أية حال، فالمرأة السعودية قد حققت نجاحا وتقدما - رغم ما ذكرناه قياسا بالفترة الوجيزة في تعاطي الثقافة - وهذا - بفضل الله - ثم بفضل السياسات المستنيرة في المملكة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، لكنها تحتاج الى المزيد وتخطي كل الحواجز المذكورة.عنصر فعالمن جهتها، تقول الكاتبة أميمة زاهد : وضع المرأة بخير لو أرادت ذلك، لأن حقوقها واضحة، فالإسلام منحها إنسانيتها الكاملة ورفع وزر الإهانات التي التصقت بها، وأثبتت لها أهليتها، وأصبحت عنصرا فعالا في المجتمع واستطاعت - ولله الحمد - أن تصل إلى مكانة متميزة، فالمرأة هي الأسرة والوطن، وهي الدفء والحنان والسكن، فحواء - التي خلقت من ضلع آدم - هي نفسها التي تلد كل ثانية آدم من رحمها، والمرأة هي نصف المجتمع ومصدر الإصلاح في الحياة الأسرية والاجتماعية وهي من تزرع فيه المثل والقيم والسلوك القويم، وبالتالي يصلح بصلاحها المجتمع وتقبل على تأدية جميع مهامها بفخر واعتزاز وليس بالضيق والتبرم، وبالتالي تصبح لها قيمتها ووزنها ويحترم رأيها، وقد وصلت إلى أعلى المناصب بفكرها وثقافتها وعلمها، لكن عندما تتضارب أحاسيسها ومشاعرها، ولا تفرق بين الصواب والخطأ وبين الكائن والممكن وبين الضحك والجد وبين من يحبها ومن يستغلها وعندما تتنازل عن كرامتها وعزتها مقابل أمور فانية وعندما تنسى فطرتها وأنوثتها وتطلب المساواة وعندما تكون لديها كل الأمور سيان، عندها تفقد كيانها وإنسانيتها التي تسقط في رمال متحركة لن تستطيع الإفلات منها. أما المرأة في نظري فهي المعطاء دون مقابل وهي الأم والأخت والابنة والزوجة والمربية والطبيبة … الخ وهي التي تتعامل برقة وحنان وتعيش أنوثتها فلا تتصنعها ولا تدعيها، وهي الأنثى قولا وفعلا، فلا هي متكبرة ولا مستضعفة، فالحياء سمتها والهدوء صنعتها تلمس الإيجابيات فتدعمها وتتلافى السلبيات وتقومها، وأضافت أنا ضد مناداة بعض النساء من أرجاء عالمنا العربي بمطالبتهن بالمساواة مع الرجل والقيام بثورة نسائية وما يندرج ضمن ما يسمونه بإعادة حقوق المرأة التي سلبها الرجل منها ولا أعتقد من وجهة نظري أن المرأة ستنال حقوق أعظم ما منحتها الشريعة الإلهية وأي امرأة عاقلة ترفض أن تتساوى مع الرجل، فلماذا أتساوى معه؟ وليس هناك وجه مقارنة بين تكويني وتكوينه مميزاتي ومميزاته مؤهلاتي ومؤهلاته، فقد خلق الله - سبحانه وتعالى - الرجل والمرأة ليكمل كل طرف النقص الطبيعي والفطري في الطرف الآخر.مجالات كثيرةأما سهى الشريف طالبة دكتوراة بكلية الفنون التطبيقية فتقول: إن المرأة أخذت حقوقها في عهد خادم الحرمين الشريفين، نحن نعلم جميعاً أن الإسلام هو الدين الذي أعطى للمرأة حقها في الحياة وحفظ حقوقها وفتح لها أبواب المعرفة والعلم لتنهل ما تشاء من العلوم لتشارك المجتمع في الكثير من الأنشطة وتدخل مجالات متعددة تتعلق بها, فتشعر بمسئوليتها تجاه مجتمعها ويشعر المجتمع بوجودها، فعمل المرأة في رأيي مهم جداً خارج بيتها كطبيبة, مهندسة, سيدة أعمال ... وداخله كمربية أجيال ومفكرين وعباقرة وعظماء، والمجالات كثيرة في المملكة لعمل المرأة، والآن دخلت المرأة مجلس الشورى وستكون - إن شاء الله - لها شأن كبير. من جهتها، تقول أميرة الحملي ماجستير بكلية التربية جامعة  الإسكندرية : لا شك في أن هناك توجها جميلا وملموسا في المملكة السعودية لاعطاء الفرصة للمرأة أن تشارك بفكرها وجهدها في بناء الوطن, لكن لا نستطيع أن نعمم هذا التوجه على جميع المؤسسات في الدولة, فمازلنا نأمل في أن يكون هناك الكثير من إعطاء الفرصة للمرأة في تحقيق ذاتها واستثمار فكرها. فهناك اتجاه متزايد في المملكة نحو عمل المرأة لا سيما انها أثبتت تواجدها في كثير من الأعمال المختلفة. كما أن العمل يساهم في تحسين المستوى المعيشي للمرأة ويشعرها بمكانتها, ويبعث الرضا والسرور لنفسها.  

 «تحرير المرأة» .. كلمة حق يُراد بها باطلمن قال ذلك؟فى البداية يقول الدكتور أحمد عبد الدايم محمد حسين- أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر- جامعة القاهرة: إن الدعوة لتحرير المرأة كما لو كانت مغبونة فى كل شيء، وغيرها يحظى بكل شيء، هى دعوى لا محل لها من الاعراب. يمكننا فهمها اذا حددوا فعليا نقاط التمييز ضدها فى مجالات محددة ، بعيدا عن الولاية الكبرى، لانها بأمر الشرع. اما اذا كان غير ذلك فهى دعوى مرذولة، هدفها تصعيد مواجهات المرأة ضد الرجل والمجتمع، واستنفارها فى الشارع دائما. وهى دعوى أجنبية تقوم عليها جهات خارجية تقدم الدعم والتمويل لابقاء هذه المواجهات مستمرة مع المجتمع واعرافه وتقاليده ودينه. وبالتالى لا مجال لتكرار القول بان الاسلام هو الدين الوحيد الذى انصف المرأة وأكرمها ونعمها وأحسن اليها. واذا كانت المرأة قد اصبحت فريسة سهلة للخرافات والبدع والسحر واعمال الشعوذة، ونشاطها يدور حول الأحجبة وزيارة الاولياء والاضرحة، فإن كثيرا من الممارسات العملية، تقر بأن الرجال يشاركونها هذا الأمر ويقومون بذات الفعل. وبالتالى نحن نحتاج لتوعية للجميع، وتنمية بشرية شاملة تضم الرجال والنساء معا. أما أن نسير فى فلك تلك الدعاوى المنتشرة، فلن نقدم شيئا جديدا. فلا الدعاوى المقدمة تعد جديدا، ولا التعامل معها يعد محدثا. لذا نتمنى أن ننتبه وننظر فى متطلبات مجتمعاتنا الحقيقية رجالًا ونساءً دون تمييز، أو حصرها فى مطالب مرتبطة بالنوع..نصف المجتمعوأشارت الدكتورة أسماء الطنانى قائلة :للمرأة العربية طبيعة خاصة بها،تختلف فيها  عن المرأة الغربية وتختلف من ثقافة لثقافة اخرى ,  فالعربية تحكمها أعراف دينية وتقاليد مجتمعية يجب مراعاتها عند المطالبة بتحرير المرأة.وفي داخل المجتمع العربي ذاته تختلف دعوات التحرير من دولة لأخرى، فهناك دول عربية ليست بحاجة لتحرير المرأة لأنها متحررة فيها بطبيعتها وفي دول عربية أخرى هناك دعوات ملحة لتحرير المرأة وخروجها من قالب إخفائها خلف ظهر الرجل وكأنه لا وجود لها ولا أثر وكأنها خُلقت فقط لتكون تابعاً للرجل. مما يدفع الرجل إلى معاملتها بصورة غير آدمية وبلا احترام ولا تقدير لدورها الفعال والرئيسي في المجتمع. وأنا أرى أن دعوات تحرير المرأة مطلوبة في دول كثيرة اختفى فيها دور المرأة , فبالتالي في هذه الحالة يجب تحرير المرأة مع احترام الأعراف والتقاليد وأوامر الدين.وعلى النقيض فهناك دول عربية قد تحررت فيها المرأة بالفعل ولم تعد بحاجة لدعوات تحرير بل وصلت المرأة في تلك الدول لأرفع المناصب وتساوت مع الرجل كتفاً بكتف فصارت مستشارة رئيس وصارت وزيرة وصارت قاضية وهكذا فهي ليست في حاجة لدعوات تحرير أخرى.أن ما نراه اليوم من دعوات كثيرة تطلق على نفسها أنها تهدف إلى تحرير المرأة تؤدى فى النهاية إلى عبودية المرأة على عكس نظرية الإسلام التى تهدف بحق إلى تحرير المرأة من ضعف نفسها وسيئات أعمالها وتحريرها من ضغوط الصراع، لأن تناسى  المرأة لوظائفها الجوهرية فى  الحياة يجعلها تسلم نفسها لشركاء كثيرين كل منهم يتنازعها لتحقيق أهدافه.دوافع طيبةوأوضح المستشار فؤاد راشد رئيس محكمة استئناف القاهرة قائلا : الدعوة لتحرير المرأة في عالمنا العربي لاتخلو من حجج وجيهة لأن المرأة تتعرض للتمييز فعلا في الوظائف واحيانا في الرواتب وكثيرا في النظرة المجتمعية في مجتمعات ذكورية نظرة المجتمع الى المرأة على أنها المسئولة عن التحرش من خلال ملابسها هذا نوع من التمييز ضدها .لكن ليس خافيا أن بعض مايطرح للمساواة لايمكن تطبيقه في المجتمع الاسلامي مثل خرق قواعد آيات المواريث ومساواة المرأة بالرجل .أيضا هناك كلام قبيح عن الحرية الجنسية للفتاة هذا كلام سقيم لايمكن أن تكون وراءه دوافع طيبة.الكوراث الأخلاقية    من جهته، قال رفيق بالرّزاقة  (من تونس) إن الإسلام كرم المرأة و رفع من منزلتها و أعلى من شأنها. وانّني أنّدد وأعارض الرّأي  الغربي الماسوني الصهيوني المادي... الّذي زعم أنّه حرّر المرأة و دعا الى ذلك، فأقبلت بعض الأنظمة العربيّة العميلة و التّابعة لاملاءات الفلسفات الغربيّة الغريبة على ثقافتنا و عقيدتنا و حضارتنا ، الى ( تحرير المرأة)!!! و انّما في حقيقة الأمر جعلتها كالبضاعة التي تباع و تشترى و تستهلك ، و جرّدوها من حيائها و عفّتها ( الا من رحم ربّك) فاذا بالتحرير ينقلب الى ضرب من ضروب الاستعباد!...و هذا ما وقع في تونس ،زمن الرئيس الراحل  الحبيب بورقيبة الّذي تلقى تعليمه الجامعي في فرنسا، فنهل من معارفها و ثقافتها وتحمّس لموضوع ( تحرير المرأة) وأمر بكتابة مجلّة الأحوال الشخصيّة التي سعت الى التسوية بين المرأة و الرجل في العديد من الحقوق و حصل الاختلاط بين الذكور و الاناث في المدارس والكليّات و الادارات وأصبحت المرأة تفتكّ العديد من الحقوق، و المطالبة بالتحرير المستورد من أوروبا...فحدثت و لا تزال العديد من الكوارث الأخلاقيّة و التربويّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة...التي لا زالت تونس و جملة من دول العالم العربي تعاني من تبعاتها و مخاطرها.الشد والجذبومن جانبها استنكرت الدكتورة استشهاد حسن البنا ابنة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين( حسن البنا) :  الدعاوى التي يطلقها البعض مؤخراً لسلب المرأة حقوقها والحجر عليها وإن هناك مَن يعتمد على أحاديث نبوية موضوعة أو ضعيفة للتقليل من شأن المرأة وقيمتها، متعجبة من الفهم الخاطئ لبعض أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن المرأة وتفسيرها على أنها تقليل من شأن المرأة مبينة على أن المرأة يجب أن تساهم في المجالات المختلفة في البيئة التي توجد بها فهي نصف المجتمع بل أكثر وأن ثمة دعاوى تهدف لإخراج المرأة المسلمة عن تعاليم دينها والتخلي عن الآداب الشرعية المفروضة عليها، مشيرة إلى أن دعاوى تحرير المرأة التي خرجت بداية من عام 1884 كان هدفها أن تخلع المرأة المسلمة حجابها، وتقبل بالزواج من غير المسلمين، وترفض ما أحل لزوجها من الزواج بأربعة وكل ذلك ضد الشريعة وهناك مدارس تبشيرية وجدت في المجتمع العربي والمسلم تهدف لأن يتخلي المسلمون عن مبادئ وأهداف وأوامر دينهم.وعلى المرأة بالالتزام بالآداب الشرعية سواء في العمل أو اللباس، أو تربية الأسرة.الأحكام الشرعيةوأكدت الدكتورة خديجة النبراوى الباحثة الإسلامية أن ما نراه اليوم من دعوات كثيرة تطلق على نفسها أنها تهدف إلى تحرير المرأة تؤدى فى النهاية إلى عبودية المرأة على عكس نظرية الإسلام التى تهدف بحق إلى تحرير المرأة من ضعف نفسها وسيئات أعمالها وتحريرها من ضغوط الصراع، لأن تناسى  المرأة لوظائفها الجوهرية فى  الحياة يجعلها تسلم نفسها لشركاء كثيرين كل منهم يتنازعها لتحقيق أهدافه .أما إذا سلمت المرأة قيادها لخالقها فإن ذلك التسليم يحميها من عواصف مدمرة لا تودى بها إلى مهالك دنيوية فقط بل قد تحرمها نهائيا من السعادة الأبدية . ومن هنا فمنهج الإسلام يحرص كل الحرص على انتشال المرأة من التردى فى أغوار سحيقة. مشيرة إلى أن سبب الاتهام الذى يوجه للإسلام من الإجحاف بحقوق المرأة ومكانتها ينبع من الجهل بحقيقة الشريعة الغراء حيث اختلطت الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة فى تاريخنا الإسلامى مع الكثير من العادات والأعراف وهذه العادات تتغلب على الأحكام الشرعية عند كثير من الناس التى تصبح شكلية أحيانا إثر ذلك تبدلت المفاهيم واختلطت الأفكار وضاعت حقوق وفرضت واجبات جديدة وأصبح الحكم على الإسلام من واقع العادات والتقاليد وليس من واقع حقيقة ذلك الدين القيم.  

 متى تتخلص المرأة من التصورات المغلوطة والنظرة الطبقية السائدة؟رافق الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الكثير من الأصوات للمناداة بحقوق المرأة وحمايتها فى ظل الأوضاع غير المستقرة فى كثير من بلدان الدول العربية. وتعالت الاصوات خاصة فى دول الربيع العربي للمطالبة بتحسين وضع المرأة خاصة وانها شاركت جنباً إلى جنب الرجل فى اندلاع الثورات إلا أنه رغم ذلك لم تتبدل الأوضاع وظلت المرأة مهددة في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة..(اليوم) استطلع آراء الشارع العربي حول وضع المرأة داخل البلدان العربية وما المطلوب داخل المجتمع التى تعيش فيه.. ضغوط اجتماعية من جانبها، قالت منة الصواف، طالبة إعلام ، إن المرأة مهمشة بدرجة كبيرة داخل مجتمعاتنا العربية، وبالرغم من أنها تأخذ بعض حقوقها المسلوبة، إلا أنها مازلت تتعرض للإهانة وإهدار الكرامة والانتهاك والضرب سواء من الزوج أو الأسرة، وأضافت منة أن المرأة العربية أصبحت تعاني من  التحرش في مجال العمل و غيرها من الضغوط النفسية و المادية التى حتماً تنال من المرأة. وأوضحت منة، أن بعض الحكومات تغفل المرأة وتضعها جانباً، قائلة: "اصبحنا نسمع ان هناك من يصف المرأة بالجنس الثاني في المجتمع وتتعامل اغلب المجتمعات العربية على ان المرأة مجرد مواطن من الدرجة الثانية"، مشيرة أن أقرب مثال لتهميش المرأة فى مصر بشكل ملحوظ، وضع المراة فى آخر القائمة الانتخابية وبنسبة قليلة غير مساوية للرجال، وتعتقد منة ان الحل يكمن الا يميز المجتمع بين الرجل والمرأة ويتم التعامل معها على أنها مواطن له كامل الحقوق والواجبات واستعادة شعار لا للعنف ضد المرأة ولا لاضطهاد المرأة.نظرة فوقيةبينما ترى شيماء طه نصر الدين، طالبة الإذاعة والتليفزيون، أن رغم اننا أصبحنا فى القرن الثاني والعشرين إلا أن هناك من ينظر إلى المرأة بنظرة طبقية ويفرق بينها وبين الرجل فى كثير من الأمور، قائلة "يجب أن يتم النظر إلى المرأة باحترام باعتبارها مواطنة لها حقوق وواجبات ليست لأنها فى بعض الأحيان مديرة العمل أو تولت منصبا بارزا داخل البلاد".وأشارت شيماء أن الحل يكمن فى أن تسترد المرأة دورها اولاً وتثور من أجل حريتها مثلما تعلمت ودخلت كافة المجالات من أجل ان تثبت انها تملك أيضاً حق التعلم والتفكير والعمل من أجل إشباع رغبات العقل. وتقاسمت بسمة عبد المحسن فى الرأى مع شيماء، التى أضافت أنه "للأسف لم تحصل المرأة المصرية بل والعربية بوجه عام على كامل حقوقها بالمجتمع،وعلى الرغم من المشاركة السياسية الفعالة للمرأة بالمظاهرات والمسيرات وكذا ثورات الربيع العربي". وأضافت بسمة، محررة إعلامية أن هناك معتقدات وتوجهات خاطئة تعمل على محاربة المرأة وهدم الكيان النسوي بمفاهيم مغلوطة عن الاسلام الوسطي المعتدل الذي كفل للمرأة حقوقها كاملة دون نقصان. عاطفية أم عقلانية؟ وفى ذات السياق، أشارت مي عمر، مصممة الجرافيك، أن بعض الدول العربية تتعامل مع المرأة كسلعة تباع وتشترى وليس لها كيان مستقبلا، وعبرت مي عن امانيها أن المجتمع يقوم بدوره الأول فى الحفاظ على حقوقها وكيانها والعمل على فرض شخصية مستقلة لها بدلاً من الاحتفال بيوم المرأة العالمي وربط المرأة فقط بمتطلبات المجتمع. وقالت مي: "دائما ما نسمع لابد من تفعيل دور المرأة..ونجد من يقول إن المرأة يجب أن يكون لها صوت فى البرلمان ودور فى المجتمع من خلال المناصب والقيادات..ولكن الواقع انه نجد أصواتا كثيرة مازالت تنادى أن المرأة ليس لها أى دور ويجب ان تجلس فى بيتها وتربي أطفالها بحجة أن المراة تفكيرها عاطفي وليس عقلانيا".الصورة المغلوطةومن ناحيتها، قالت إسراء جمال، طالبة العلاج الطبيعي، إنه  بالرغم من التقدم التكنولوجى الحاصل  ووصول المرأة العربية إلى اعلى الدرجات على الصعيد العملى والعلمى الا ان النظرة القديمة مازالت تطرأ مجدداً. وأضافت إسراء أن مظاهر التمييز ضد المراة أصبحت اكثر بكثير فى المجتمعات العربية فى الزمن الحالي عن سابقة مشددة على أن المرأة تعاني من إفراط فى عدم المساواة والتمييز للرجال. واشارت إسراء أنه على الاعلام مسئولية تفشى ظاهرة العنف ضد المرأة لأنه يستغل جسد المرأة بصورة مثيرة للاشمئزاز فى ظل غياب الالتزام القانونى والتشريعى. وبشأن الحل، أوضحت إسراء أنه لابد من تركيز الضوء على المرأة وتوفير مناخ أكثر عدلاً لكى تمكنها من الحصول على حقها فى التعليم والعمل والمشاركة السياسية ودعم اتخاذ القرار قائلة: "هذا سوف يكون له أثر بليغ فى تنميتها البشريه وأيضا استثمار قدراتها وتمكينها من ممارسة جميع حقوقها وهذه أضمن الطرق للإسهام فى النمو الاقتصادى والتقدم للمجتمع العربي". وكشفت إسراء أن جانبا آخر من المسؤولية يقع على المرأة نفسها التى يتطلب أن ترفض التصورات المغلوطة عنها وان تكون اكثر ايجابية نحو ذاتها وان تقدر ذاتها وتتحمل المسئولية وتواجه الواقع.