كان اللقاء مع اللواء عبد الرحمن المقبل مدير عام المرور بالمملكة لقاء جيدا كونه كان لقاء مصارحة لا مجاملة. هو يدرك حجم المشكلة ويسابق الزمن لوضع الحلول لها في ظل تفهم الغالبية خطورة الوضع، لكن ماذا ينفع الناس إن هم تفهموا وهم يرون مدارس تعليم القيادة في وضع لا يسمح لها بتعليم قيادة ( سيكل ) فما بالك بتعليم قيادة السيارات ؟ هذه المدارس أساس البلاء، ففيها نزرع ومنها نحصد، فلا آلية عملها ولا الدروس التي تقدمها ولا المساحة المخصصة للتدريب مؤهلة لتخريج سائقين أكفاء، ثم ماذا يفعل الناس تجاه استهتار شركات المقاولات المنفذة لمشاريع الطرق التي لا تعترف باشتراطات السلامة؟! ماذا يفعلون وهم يشاهدون الشاحنات تسرح وتمرح دون حسيب أو رقيب، يقودها سائقون مستهترون يتجاوزون كل تعليمات السلامة وهم غير مبالين بأرواح الناس؟! مراهقون لم يبلغوا سن الرشد حولوا وسائل النقل إلى وسائل قتل، فعن أي حلول نتحدث دون وقف لكل هذه التجاوزات !؟
يا أبا فهد نتفهم ونقدر جهودكم وخططكم المستقبلية، لكننا - كما ترى - أمام مشاهد موت لا تتوقف وتحتاج لحلول فورية جنبا إلى جنب مع خططكم المستقبلية التي نخشى عليها من الدخول في نفق البيروقراطية، فلا تخرج لنا إلا جثة هامدة أو مشوهة .. ولكم تحياتي.