لقد قلت للمصفقين لخطاب الدكتور سلمان العودة المفتوح : إنني لم أر فيه غير فزعة (مضرية) فئوية اختزلت الواقع وألبسته صبغة أمنية، هو بالضبط خطاب مغلق على أحداث معينة لمحيط جغرافي معين وإن حاول الدكتور أن يُبهره ببعض ما تشتهي الأنفس المتعطشة إلى التغيير والإصلاح، وهذا الذي (تشتهيه الأنفس) سبقه إليه أكثر من عكاشة على تويتر وعلى غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن هناك من بلوره وقدمه في بيانات سابقة وقت موضة البيانات، وآخرها ذاك البيان الذي أراد أن يؤذن لنا بالسفر إلى بلاد (الكفار) وأن تُسأل كل امرأة تهم بركوب الطائرة عن محرمها.!!
إن تحليلا بسيطا لخطاب الدكتور المغلق على منطقة أو فئة بعينها، وليس المفتوح على الوطن برمته، يدلنا مثلا على أن كلمة (سجن) واشتقاقاتها وردت في هذا الخطاب حوالي ثماني مرات، ووردت كلمة (أمن) واشتقاقاتها خمس مرات، بينما لم ترد كلمة (تشدد) أو (حرية) أو كلمة (امرأة) ولا مرة واحدة، واستحق (الفقر) الذي هو أبو المصائب وأمها كلمة يتيمة في الخطاب، وبإمكانكم - بطبيعة الحال - أن تفحصوا هذا الخطاب مرة أخرى، بعد أن انقشع غباره، لتتأملوا إن كنت على حق أم لا.
كنت أتمنى - على الأقل - وقد أطلق الدكتور العودة هذا الخطاب أن يحدثنا كثيرا وليس قليلا، وهو من بناة معارض الجهاد، عن أسباب تأخرنا كوطن ومواطنين كل هذه العقود، ويضع أمامنا - وهو الخبير بذلك - نتائج سنوات الصحوة التي تزيد على ثلاثين سنة : ماذا قدمت وماذا أخرت؟ ماذا فعلت للشباب وتعليمهم وتفوقهم على صعد الحياة كافة ؟ أو كيف، وقد أصبح الدكتور يُحسب على بلاط التنوير، يمكن أن نخرج من عنق زجاجة الطائفية والفئوية لنشعر بالطمأنينة في الوطن الواحد المشترك؟
لقد قدم الدكتور كلاما مرسلا وليس خطابا مفتوحا مدروسا.. وهذا الكلام يخصه ولا يعنينا جميعا.. هذا رأيي.