يحرص عدد كبير من الشعراء على المشاركة في أمسيات الأعراس، منهم من يشارك مجاملة من أجل أحد اصدقائه، ومنهم من يشارك لأسباب مادية بحتة بغض النظر عن سلبيات الأمسية أو طريقة التنظيم التي عادة ما تكون سيئة، حيث لا يجد الشعراء ذلك الاهتمام المتوقع حتى من قبل الحضور الذين ينشغلون بأمور أخرى غير الشعر بما إن الجو العام للأعراس لا يتناسب مع أجواء الأمسيات الشعرية، بل إن الأمر تحول إلى أن يقبل شعراء كبار لهم تاريخهم المشاركة بها من أجل حفنة من الريالات.
لازال بعض الشعراء المعروفين بحضورهم المميز في الساحة الشعرية يشاركون بها معللين ذلك بأنه بسبب الإحراج وأنهم يرغبون في مشاركة العريس فرحته!!حضرت قبل فترة حفل زواج لأحد الأصدقاء وأخبرني أخوه حينها أنه اتفق مع أحد أصدقائه الشعراء على إحياء أمسية شعرية في الحفل وأنه سيحضر معه شاعراً آخر للمشاركة، وأن كل شيء على ما يرام، وقال لي اسميهما وسألني إن كنت أعرفهما.. فقلت: لا، ولكن مثل هؤلاء الشعراء يطلبون مقابلا ماديا.. تفاجأ صديقي ثم قال: “لا ما طلب مني شي!!”.
وبعد انقضاء نصف الوقت واستقبال المهنئين شعر هذا الصديق أن الوضع غير مناسب لإحياء الأمسية فذهب إلى صديقه الشاعر ليتحدث معه عن الأمر، ولكنه تفاجأ عندما طلب صديقه الشاعر مكافأة مادية للشاعر الآخر الذي حضر ولم يُستفد من حضوره شيء بينما هو سيتنازل عن حقه. مما كاد يتسبب في حدوث مشكلة كبيرة بينهم وسط “المعازيم” كان من الممكن تجنبها في البداية.
مثل هذه المشاكل كثيرا ما تحدث في “أمسيات الأعراس”، ورغم ذلك لا زال بعض الشعراء المعروفين بحضورهم المميز في الساحة الشعرية يشاركون بها معللين ذلك بأنه بسبب الإحراج وأنهم يرغبون في مشاركة العريس فرحته، رغم أنهم يستطيعون المشاركة سواء بقصيدة أو بغيرها ولكن ليس بإقامة أمسية شعرية ربما تجعل العريس يندم على إقامتها بعد نهاية الاحتفال.
