التوتر السائد في مصر بين السياسيين وحكام مصر من الاخوان قد يستمر الى فترة لاحقة يتم فيها استنزاف رصيد الثورة التي تحققت على ايدي ملايين من الجماهير وقد تتحول الاحداث التي تتناقلها القنوات الفضائية الى عبء يعيق مسيرة الحياة اليومية الطبيعية للمواطن المصري البسيط.
متابعة القنوات والإعلام المصري يؤشر الى انعدام الثقة بين مؤسسة الرئاسة وحكم الاخوان وما بين الاحزاب والشخصيات العامة التي رفضت الاعتراف بالقرارات التي اتخذها الرئيس المصري وما احداث بورسعيد والسويس سوى القطرة التي افاضت الكأس مما استدعى فرض حالة الطوارئ في تلك المدن خوفا من امتدادها الى عمق المدن الاخرى وبالتحديد القاهرة.
الاعلام الرسمي الذي حمل الاحداث مجموعة من المندسين وأيادي خارجية لا يختلف عن الاعلام الرسمي السابق في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وأساس المشكلة هو رفض جزء كبير من الجماهير لحكم الرئيس وقراراته المفاجئة بين فترة وأخرى ولنكن اكثر تفاؤلا ونقول انها فقط مسألة عدم ثقة وطمأنينة للطريق الذي يمكن ان تسلكه مصر في المستقبل وليس هناك من حلول سوى الحوار بين السلطة والمعارضين وغير الحوار معناه السقوط في مجاهل الفوضى والعنف والحل التوافقي مطلب ليس بالعسير خصوصا لدولة انجزت للتو ثورتها الشعبية وكل من يسلك منهجا غير الحوار سوف يغامر بمستقبل مصر وفي تقديرنا ان الحوار الوطني اذا تم على قاعدة التساوي سوف ينجز الكثير ويخرج مصر من مأزقها الحالي ويدفع عنها الشرور المحتملة في حالة فشل التوافق الوطني.
ضرورة الحوار تتمثل في الاصغاء لهواجس ومخاوف الجميع وتوفير الضمانات التي تطمئن الجميع على مستقبل بلدهم وشعبهم ومن الضرورة ايضا اشراك الآخرين من المعارضين في الحكم واتخاذ القرارات وكلما تأخر الحوار الوطني ازداد الوضع صعوبة وصعب ضبط تحركات الشارع والجماهير المأزومة التي تعتقد انها انجزت الثورة ولم تحصد نتائجها بعد وكل الآمال ان يتأنى الجميع في تأزيم وتعقيد المشكلة من خلال حشد الشارع وتسييس كل الاختلافات بين الأفرقاء.
مؤلم ان يحدث الانفجار الشعبي في ذكرى انجاز الثورة وكأن الامر مرتبط بعتبات ومخططات والأولى بهذه الذكرى هو الاحتفاء بدماء الشهداء الذين عبدوا طريق الحرية لشعب عانى عقودا طويلة في ظل حكم الديكتاتورية.