أعد الآن بيانا مفصلا ردا على ذلك البيان الذي يريد أن يدفننا ويدفن نساءنا ونحن أحياء، فانتظروا ذلك لتروا كم نحن بعيدو الخطى عن عالم اليوم ومتغيراته وحضارته. ثم لتنظروا كيف يريد بعض القوم، وهم قلة ولله الحمد، أن ينسفوا مكتسباتنا في التعليم والتنمية والإنتاج لحساب أجندة ضيقة ومريضة ما أنزل الله بها من سلطان، ولا جاء بها ما نعرفه من أحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، ولا حدث بها من قبل علماؤنا المعتبرون.
من أين جاء هؤلاء بمنع تعليم المرأة وحجبها في العمل عن الرجال بأسوار تمنع حتى الاستماع لصوتها الذي هو من أسباب الوقوع في الاختلاط أو شبه الاختلاط.؟ وشبه الاختلاط هذا جديد بالمرة. والمقصود به، كما جرى على ألسنة موقعي البيان، أن الأقسام النسائية في الدوائر الحكومية وغيرها من قطاعات الأعمال الخاصة طريق مفتوح إلى ما لا تحمد عقباه.!!
شيء مرعب ما جاء به هذا البيان.. وأكثر من كونه مرعبا ما يبدو فيه من فضيحة بكل المقاييس لمجتمع يرتبط مع العالم الحديث، الحر والمهتم بشؤون الإنسان وحقوقه، بارتباطات المكان والزمان والمصالح البشرية الطبيعية. كأن هناك فعلا من يتربص بنا الدوائر ليحشرنا في صندوقه الكئيب ويقفل علينا مسارب الهواء، فلا نتنفس ولا نأكل ولا نشرب ولا نلبس ولا حتى نسافر إلا بإذنه. ألم يطلبوا أن يكون سفر المواطن إلى بلاد الأجانب بإذن وللضرورة القصوى التي سيحددونها هم فيما بعد.؟! إني فعلا لأعجب أشد العجب من أناس يريدون أن يفرضوا على الناس ما لم تفرضه أعتى عصور التخلف والظلام والاستبداد.. أين عاش هؤلاء وأين تعلموا ومن علمهم أن الناس خرفان وشياه يجرونها كيفما شاؤوا إلى أماكن ذبحها؟! إنني فعلا جد آسف لوجود مثل هؤلاء بيننا، ليس لأنهم موجودون، بل لأنهم مُعوقون لحركتنا.. إنهم العصي في دواليب التقدم، فاكفنا اللهم أجندتهم بما شئت.