تعكس المدن الاقتصادية التي تعمل المملكة على إنشائها رغبة تنموية طموحة في تطوير البنيات التحتية وتنويع مصادر الدخل الوطني، ومن بين تلك المدن التي يتوقع أن تشكل إضافة استثمارية مميزة في المستقبل مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في منطقة حائل التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في 13 يونيو عام 2006م.
تبلغ مساحة المدينة 156 مليون متر مربع، وتقدر تكلفة المشروع بنحو 30 مليار ريال، ويوفر المشروع ما يقارب 30 ألف فرصة عمل للشباب السعوديين في حائل، ويعدّ مكانها المميز موقعًا إستراتيجيًّا مهما، مما سيؤهل المدينة لتكون مركزًا إقليميًّا متكامل المنظومة في قطاع النقل واللوجستيات، وسوف تحتوي المدينة على مطار دولي وسكة حديدية، وميناء بري.
ويتراوح ارتفاع المنطقة ما بين 600 ـ 1500 متر فوق مستوى سطح البحر، وسيتم افتتاح المرحلة الأولى من المدينة عام 2025 والمرحلة الثانية عام 2040 وسيتم افتتاح المدينة بشكل كامل لقطاع المال والأعمال عام 2055.
ويتولى تطوير مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية اتحاد استثماري بإشراف الهيئة العامة للاستثمار ، وبقيادة شركة ركيزة القابضة ويضم هذا التجمع الاستثماري كلا من شركة يوسف بن أحمد كانو وشركة أحمد حمد القصيبي وإخوانه ومجموعة تنميات وشركة الراشد للتجارة والمقاولات وشركة راشد بن عبد الرحمن الراشد وأولاده ومجموعة العبد اللطيف وشركة الجوف وشركة حائل للاستثمار والتنمية من المملكة العربية السعودية. كما يشمل الإتحاد جهاز أبو ظبي للاستثمار وبيت أبو ظبي للاستثمار وشركة الاستثمارات الوطنية من الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى بيت التمويل الخليجي من مملكة البحرين، وشركة الاستثمارات الكويتية وشركة المخازن العمومية من دولة الكويت.
وتهدف مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية للتركيز على عدد من الأنشطة الرئيسية المتكاملة لتشكيل وحدة اقتصادية متميزة تمثل القاطرة الرئيسية لاقتصاد المنطقة الشمالية، وتتمثل أهم أنشطة المدينة التي تهدف إلى تحقيق الاستخدام الأمثل لموارد المنطقة وهي:
خدمات النقل
سيتم استغلال الموقع الاستراتيجي لمدينة حائل في إقامة بنية متميزة لخدمات النقل، خاصة أن حائل تمثل ملتقى لعدد من الطرق التجارية، وسيتم إنشاء مطار دولي وميناء جوي جاف ومركز للإمداد والتموين والمناولة، ومحطة متكاملة للمسافرين بطريق البر، بالإضافة إلى نقل وتوزيع ما يقارب من 1.5 مليون طن من البضائع سنويا عبر الميناء الجاف ومركز العمليات بالمدينة الاقتصادية، الذي يقع على مساحة قدرها 210 آلاف متر مربع، أما المسافرون برا فمن المتوقع أن يتم نقل حوالي 2.3 مليون راكب سنويا من خلال وسائل النقل البرية المختلفة.
الخدمات التعليمية
تم تخصيص منطقة متكاملة داخل المدينة للخدمات التعليمية، وتضم جامعات ومراكز للبحوث ومراكز للتأهيل والتدريب، إضافة إلى مجموعة من المدارس العامة والمتخصصة، وتنطلق الفكرة الأساسية للمنطقة التعليمية من التركيز على نشر التعليم المتخصص الذي يعمل على تلبية احتياجات سوق العمل، خاصة في التخصصات الفنية والتقنية، التي تساهم في رفع معدلات الإنتاج وتلبية حاجات السوق من القوى العاملة المدربة والماهرة، وتبلغ المساحة المخصصة للمنطقة التعليمية أكثر من 10 كيلومترات مربعة، ومن المتوقع أن تقدم خدماتها لحوالي 40 ألف طالب وطالبة.
الخدمات الزراعية
تتميز المنطقة الشمالية ومدينة حائل بالإنتاج الزراعي الكثيف، وقد تم تخصيص منطقة كاملة في المدينة للخدمات الزراعية، وتتميز هذه المنطقة بأنها تجمع مختلف الخدمات الهادفة إلى دعم وتطوير القطاع الاقتصادي من خلال حزمة من الأنشطة المرتبطة بمراحل الزراعة والتصنيع والتخزين.
الخدمات الترفيهية
المعالم الأثرية والتاريخية والمكونات الثقافية والبيئة المناسبة لبعض المواسم السياحية كمواسم القنص والصيد، بالإضافة إلى مساعدة المقومات السياحية المهمة لمدينة حائل والمناطق الجغرافية المحيطة بها، على إنشاء جزء ترفيهي في المدينة الاقتصادية، ومن المتوقع أن تجذب المدينة حوالي 700 ألف سائح سنويا.
المساكن
أولت خطة العمل للمدينة اهتماما خاصا للاستثمار في مجال الإسكان، حيث سيحظى الاستثمار في هذا القطاع بحوالي 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار) من إجمالي الاستثمارات المتوقعة، ومن المتوقع إنشاء حوالي 30 ألف وحدة سكنية سوف تساهم في وصول الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى 140 ألف نسمة.
البنية التحتية
تتجاوز استثمارات البنية التحتية 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار)، التي سوف تساهم في تحسين البنية التحتية في المنطقة بشكل عام، خاصة في ما يتعلق بخدمات الهاتف والماء والكهرباء، ومن المتوقع أن يضيف مشروع المدينة حوالي 3300 كيلومتر من الطرق في المنطقة.