مجموعة من الهواة السعوديين انتجوا فيلماً قصيراً بعنوان «أدركوا الشباب» ضمن سلسلة أفلام تُنشر على موقع يوتيوب بعنوان «من الواقع» .. ويصور فيلمهم الجديد الذي حظي بأكثر من مليون مشاهدة في أقل من 10 أيام معاناة «حارس أمن» لا يفي مرتبه بمتطلبات حياة أسرته حيث يعجز عن توفير مستلزمات طفله، وهو الأمر الذي يجبره على السرقة، والانتحار بعد انكشافه.
هذه حقيقة لا مراء فيها عاشها ويعيشها بعض الناس في بلادنا وفي وقت ميزانية الأرقام الفلكيه. والأمر، حتى لدى أعتى الدارسين والباحثين الاقتصاديين، يستعصي على الفهم ولا يمكن أن يفسر بالبدهي من الأقوال الاقتصادية المرسلة.
بلادنا خيرها كثير والأجانب يتسابقون إليها لتحصيل رزقهم ورزق عيالهم، فما بال بعض ربعنا وصل بهم الحال إلى الانتحار هروبا من ضنك العيش ونظرات الصغار؟ الوزير والمسؤول الأول في أية دائرة لها علاقة بحياة الناس وسلعهم ومعيشتهم يتحمل في رقبته وزر هؤلاء المتوالين على طريق الموت المجاني، الذي يبدو أنه لم يحرك ساكنا لدى من شبعت بطونهم وتورمت أرصدتهم وفقدوا الشعور بالمواطن الآخر المحتاج، الذي وصل به الحال بأن يتلصص ليسرق حليب طفله.!!
أدركوا الشباب هي صرخة قوية وصادقة من شباب، إذ أن ترك حبل المعيشة على غارب المسؤولين لن يؤدي إلا إلى مزيد من تمزيق البيوت والحيوات. والمسألة في ديرة مثل ديرتنا لا ينقصها شيء سوى الضمير والنهوض بالمسؤولية التي أوكلت لهذا أو ذاك.
وإذا، وهذه صرخة للمرة المليون، لم نتدارك الشباب فسيأتي يوم نأسف فيه أشد الأسف على تفريطنا في حق أولادنا وبناتنا وبلادنا.. أرجوكم أسرعوا.. الحقوا الشباب.