كان جمع من الحاضرين هناك في «بهو» الكتروني عندما كتبت .. المرأة في القرآن بلقيس ،مريم، امرأة فرعون، أم موسى، وامرأة العزيز.. حضور كامل لبعضهن ومضمر لاخريات، قول وفعل.. خير وشر.. ألا يكفي ذلك؟
وكنت أعني أننا لو نسفنا تاريخ النساء كله قبل الإسلام وقبل القرآن أما كان كافياً لنا نحن على الأقل كمسلمين أن تتغير نظرتنا الجماعية للمرأة وأدوارها المتعددة في الحياة شأنها شأن الرجل تماماً في الحياة التي يشتركان في إدارتها وصناعتها والتعامل معها ولها وبها؟!!
فأينما جاء ذكر المرأة في القرآن حضر القلب والعقل..الفكر والتخطيط.. القوة والضعف في عرض قرآني هو «أصدق قيلا» عندما قدم لنا المرأة خلال قصة ما أو تشريع أو معالجة لأحداث الحياة..
وكان كل حرف في تلك القصص والتشريعات والأحكام يقول الكثير مما لا يغوص في عمقه إلا قليل منا. وليس فقط في الغوص في العمق بل وقراءة ما خلف تلك الأحرف ودلالاتها ففي الآية «قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما والله سميع بصير» - المجادلة 1- وفي قوله تعالى على لسان بلقيس «يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون» - النمل32 - وقوله تعالى «ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير»القصص21.
تلك نماذج قليلة من آيات عظيمة وردت في الذكر الحكيم وراءها ما وراءها من معانٍ وإشارات ودلالات عن المرأة وشأنها ومكانتها وأساليب التعامل معها وعن قدراتها وتفكيرها ومطالبها.. فما بال القوم اليوم عنها معرضين؟! وما بال أساطين العلم الديني والاجتماعي لا يأخذون من كل ذلك إلا ما يريدون ويعرضون عن كثير مما لم يتناسب مع إرثهم التاريخي البائس المبني على قوة العضلة وسطوة اللسان؟!
أينما جاء ذكر المرأة في القرآن حضر القلب والعقل..الفكر والتخطيط.. القوة والضعف في عرض قرآني هو «أصدق قيلا» عندما قدم لنا المرأة خلال قصة ما أو تشريع أو معالجة لأحداث الحياة..في ذلك البهو الاليكتروني حظيت بتعليق من الأستاذ مطلق العنزي قال رداً علي «ألا يكفي ذلك؟»: يكفي لو كان بيننا رجل رشيد. وأضاف: إن المرأة تميل للعدالة والرحمة لهذا هي أم أما الرجال فهم الذين عمدوا التاريخ بالدم وهم الذين شكلوا الحياة وقوانينها وتقاليدها لمصالحهم ولما أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالمرأة تحولت المعركة بين المصلحة والعقيدة في عقول بعض الرجال،وراح أولئك يغذون معركتهم تلك بكل ما أوتوا من قوة ضد المرأة بألف حجة وحجة فتارة بضعفها وتارة بسيطرة العواطف عليها وغير ذلك كثير وكثير حتى صار السفهاء منهم يبالغون مبالغات ممجوجة في فهمهم للخطاب النسوي ويفسرونه تفسيرات قاصرة والأسوأ أن هناك من النساء من تشاركهم في الحط من قدرها والإساءة إليها، وأكثر من يتلمس ذلك المرأة المعنفة جسدياً أو معنوياً والمرأة الكاتبة والمرأة الواعية لكل ما يدور حولها وتتابعه بحس ووعي راقيين وهي ترى كل تعبيرات وأفكار ومطلبات النساء تختصر في أمر واحد هو الدعوة للرذيلة أياً كان نوعها.. فهي وإن تحدثت عن قانون نيوتن.. قالوا إنها لا تقصد الفيزياء بل تقصد أن تتغير لتخرج وتفسق وتبتعد رافضة النظام السائد.. قد يقول أحدكم: لماذا أقول كلاماً مكرراً؟ فأقول: إن ما أراه من استمرار هذا الفكر الذي يسقط المرأة لمجرد كونها امرأة لم يضعف في العقول بل يزداد شراسة وسفاهة وهذا أمر خطير جداً يناقض ما يريده الله لها وله كما جاء في كتابه الكريم. وعلينا كجماعة أن نضع حدوداً لهذا الفكر الذي يتأجج تارة ويخبو كجمر يتوقد تحت الرماد تارة أخرى فتظن أنه انطفأ وما هو كذلك طالما ربط بالدين عن طريق الأخطاء الفادحة لأفكار بعضهم.