فيما تستعد المملكة بدءاً من غد الخميس لهجمة برد مرتدة عبر رياح شمالية تبدأ من شمالها وتلف الوسطى وتلامس أجزاء من الغربية وتحط رحالها في الشرقية وتستمر يومي الجمعة والسبت، استبعدت التقارير المتوقعة لحالة الطقس أمس الأول المنطقة الشرقية من حدوث عاصفة ثلجية تلامس فيها درجات الحرارة الصفر تصاحبها هطول أمطار وقالت: إن نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار لدرجة حد الرؤية الأفقية يستمر على الأطراف الشمالية الغربية للمملكة خلال اليومين القادمين من دون ذكر الشرقية.
وشهدت منطقة تبوك عواصف رملية تسببت في تدني مستوى الرؤية الأفقية لأقل من كيلومتر، وكشفت تقارير الطقس أن تكون السماء غائمة جزئياً إلى غائمة والفرصة مهيأة لهطول أمطار على الأطراف الشمالية الغربية للمملكة وتشمل (تبوك، طريف والقريات)، وأهابت مديرية الدفاع المدني بالمنطقة أخذ الحيطة والحذر مما تتعرض له معظم المناطق من تقلبات جوية على ضوء التقرير الصادر من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة.
بدوره، أوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق أن مربعانية الشتاء تستعد الآن للرحيل، ومن باب العادة أنها لا ترحل إلا بلسعة حادة، تبخر الاعتدال المعاش سريعاً وتختم موسمها، ويكون بردها المنتظر مستورداً من الخارج، ففي بطاح سيبيريا يستوطن هناك مرتفع جوي يدخل علينا منه لسان من الهواء البارد ومن مظاهره صفاء تام في الجو وزرقة في السماء وقلة في الرطوبة وتتأثر به بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط والعراق والشام وشمال وشرق ووسط شبه الجزيرة العربية ولا تتأثر به بقية بلدان الخليج والنصف الجنوبي من شبه جزيرة العرب وتتشكل المرتفعات الجوية الباردة فوق المناطق الجليدية الواسعة بفعل التبريد المستمر للهواء الساكن فوق تلك المناطق التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ستين تحت الصفر مما يؤدي إلى تقلص الهواء وزيادة كثافته وارتفاع ضغطه فيبحث عن متنفس من خلال مناطق الضغط المنخفض والمتواجدة في المناطق الدافئة في
أشار الزعاق إلى أن دخول موسم الشبط يوم الجمعة 29 صفر يتوقع لسعات برودة جافة تفوق حدة في المقارنة بالمربعانية التي تودع بنهاية هذا الأسبوع، وتتراجع معدلات الرطوبة بالساحل الشرقي بنسبة كبيرة.أفريقيا، فتكون بلاد الشام والجزيرة العربية والخليج العربي محطات عبور لهذه الموجات.
وأشار الزعاق أول أمس إلى أن دخول موسم الشبط يوم الجمعة 29 صفر يتوقع لسعات برودة جافة تفوق حدة في المقارنة بالمربعانية التي تودع بنهاية هذا الاسبوع، وتتراجع معدلات الرطوبة بالساحل الشرقي بنسبة كبيرة، وأضاف أنه لا يعني درجات حرارة منخفضة على نغمة واحدة، وذلك لأن البرودة تستمر في أقصى الأحيان 96 ساعة ومن ثم تُعاود الاعتدال مجدداً، وفي دخول الشبط تبدأ موجات البرودة لعدة أيام وتنحسر فيعود الدفء مرّة أخرى وهكذا لمدة 26 يوماً، والغالب خلالها ــ أيام الشبط ــ الاعتدال في النهار والبرودة المحسوسة في الليل، علاوة على أن الزوابع الترابية من صفات موسم الشبط المعروف في الخليج بـ"برد البطين" يعقبها "سعد الذابح" من نجوم طوالع العقارب، ولا زالت الأمطار بعيدة هذه الأيام مع توقعها شمالاً من باب الاستئناس بمؤشر التنبؤات الجوية وليس التأكيد.
ويمكن وصف أجواء المملكة بأنها مستقرة بوجة عام، بينما تستيقظ الرياح من سباتها ويشتد عضدها اليوم مع برودة محسوسة وخلال يومي الخميس والجمعة ستكون لسعة البرد حادة.
وقال الزعاق: إن كتلة هوائية قارية باردة جافة تحركت من أواسط آسيا، ومن هضبة إيران ستسبب ارتفاعاً في الضغط الجوي وانخفاضاً في درجة الحرارة، حيث يتشكل الصقيع في الأجزاء الشمالية من المملكة، كما تسود أيام إجازة منتصف العام الدراسي موجات البرد المحمول عبر رياح شمالية غربية، وهو المتوقع بترنّح الرياح الشمالية الباردة والجافة بين المنطقة الشرقية والغربية متفاوتة القوة، كما تسود نفس الفترة حالة من الاضطراب الجوي الذي يحرك الغبار في مساحات واسعة.
..و«الأرصاد» تحذر من موجة تحت الصفر عبد العزيز العمري ـ جدة حذر الناطق الرسمي بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني من أن الكتلة الهوائية الباردة الثانية التي سيبدأ تأثيرها غدا الأربعاء ستكون أكثر شدة، ومن المتوقع - بمشيئة الله - أن تسهم في انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد على المناطق الشمالية التي قد تسجل ما بين 2 و 5 درجات تحت الصفر. كما أن الفرصة مهيئة لتساقط الثلوج على المرتفعات الشمالية. كما يشمل تأثيرها المناطق الغربية ووسط المملكة وشرقها يوم السبت التي قد تلامس الصفر ويمتد تأثير الكتلة على المناطق الجنوبية الداخلية نجران وما حولها، وشدد القحطاني على أهمية اتباع الارشادات في مثل هذه الحالة خاصة لمرتادي المناطق المفتوحة وأصحاب المزارع وملاك المواشي، موضحا أن تأثير هذه الكتلة المصحوبة برياح نشطة قد تنتهي صباح الأحد المقبل، مبينا أن مثل هذه الموجات قد تتأثر بها المملكة خلال الفترة المقبلة.
