هناك تطور مذهل نعيشه ونتعايش معه ولكن يبدو أن بعضنا يفضل أن يعكس صورة سلبية من واقع تعرضه لانتكاس في أي شأن من شؤون حياته، أو تعرض لما يحبطه فيصب سهام النقد بصورة إسقاطية على تردي الخدمات البلدية لظرف ما أو الصحية لازدحام المستشفى، وبطبيعة الإنسان فإنه عجول ويميل الى التفكير بصورة ذاتية ينظر لمصلحته الخاصة دون الصورة الكلية، فيشيع هالة من السواد حول نفسه ويتصوره عاما في الإطار العام للوطن، يجب أن نناقش قضايانا بهدوء فهناك من يحاول أن يستغل هذا النقد لضرب الجبهة الداخلية وإثارة الرأي العام، يجب أن نفرق ما بين النقد والانتقاد.
قد تكون هناك أخطاء أو حالات سلبية ولكن يجب توضيحها بصورة موضوعية ومنطقية لمعالجتها وليس خلق أزمة منها، وكل خطأ قابل للمعالجة وكل سلبي قابل لتحويله الى إيجابي، ولكن يجب أن نتفاءل ونحسن تقدير الأمور وحين نقارن أنفسنا بغيرنا يجب أن يكون ذلك في إطار صورة كلية شاملة.والحقيقة حين نقيس ما عليه بلدنا من تطور وتقدم ونهضة ينبغي أن نحمد الله على ما نحن عليه من خير، فهناك أمم وشعوب لا تزال بعيدة كل البعد عن واقعنا قبل نصف قرن ونحن في القرن الحادي والعشرين، وهناك دول وشعوب تراجعت معدلاتها التنموية بعد أن كانت تتصدر العالمين فيما نتقدم نحن، ومن يقرأ مؤشرات الاقتصاد السعودي يجده أحد أسرع وأهم الاقتصاديات العالمية نموا وحماية، ودوننا الأزمة المالية العالمية الأخيرة التي عصفت باقتصاديات قوية ولكننا حافظنا على تماسكنا ولم ينهر اقتصادنا الوطني رغم ارتباطه الدولي القوي بالاقتصاد العالمي. ينبغي أن نكف عن الإسقاط النفسي الساذج لإحباطنا وما قد نتعرض له من مضايقات عادية في الخدمات التي نحصل عليها ونشيعها على أنها حالة عامة، فالحال ليس بهذا السوء الذي يحاول البعض أن يصوره، فدول متقدمة في الغرب تثقلها المتاعب الاقتصادية للحد الذي يقتات فيه السكان من النفايات، وهي صورة ليست لدينا، وهناك عاجزون كثيرون عن سداد فواتير الهاتف والكهرباء والماء وأقساط المنازل والسيارات والبطالة تتوسع فيها الى الدرجة التي تضعف الحكومات عن إيقافها، فهل يقاس ذلك على ما نحن عليه من تيسيرات تشمل السكن والزواج وتقوم الجمعيات الخيرية بدورها التكافلي على الوجه الأكمل. بلدنا بخير وفي خير وتتجه الى رفاهية نحتاج لأن ننظر الى الإيجابيات بصورة إيجابية دون أن نغرق في مستنقع السخط والنقد والعمل من الحبة قبة، وقد تكون هناك أخطاء أو حالات سلبية ولكن يجب توضيحها بصورة موضوعية ومنطقية لمعالجتها وليس خلق أزمة منها، وكل خطأ قابل للمعالجة وكل سلبي قابل لتحويله الى إيجابي، ولكن يجب أن نتفاءل ونحسن تقدير الأمور وحين نقارن أنفسنا بغيرنا يجب أن يكون ذلك في إطار صورة كلية شاملة لنعرف عن حق أن بلدنا واقتصادها هو الأقوى والأكبر والأكثر جاذبية وتنافسية وقدرة على البقاء أمام أعتى الانهيارات التي تزلزل اقتصاديات غيرنا.