وقد فهمت من مجموعة (سواليف) السياسة ما أحتفظ به لنفسي وما أتركه للزمن ليثبته أو ينفيه. غير أنني واثق مما خلف سطور المداولات الرسمية والشعبية أن ربيع الكويت المزدهرة دائم كما قال أميرها.وقد لا يمر وقت طويل، كما قال أكثر من مضيف كويتي، لنرى (انفجارات) تنموية كويتية تنقل أهلها إلى فرص اقتصادية وتجارية هائلة، إذ على الطريق الآن ملفات كثيرة ستفتح ليحقق الكويتيون قفزة أخرى في حياتهم الحديثة التي لم يكن في الخليج أشطر منهم في استغلال مواردها وفوائدها المتاحة. لقد أجاد أهل (الديرة) في طبخ اقتصادهم واستثماراتهم على نار هادئة جدا ليكون الناتج أكثر نجاحا وأكثر استدامة وطمأنينة. ولذلك أجزم بأن الكويت، دون دخول في التفاصيل والاجتهادات، لن يضرها من خذلها، بل إنه قد يفيدها من حيث لا يدري حين يعود الكويتيون في كل ليلة إلى طاولات العشاء الرغدة والممتعة ليتناولوا (الوضع القائم) بشيء من التفسير والتشريح وتفكيك ألغاز هذا الوضع، الذي، كما قال أحد الأصدقاء، لا يبدو ملتبسا عند الكثيرين بقدر ما يبدو حالة جديدة مفيدة جدا لكل كويتي يريد أن يحافظ على أمنه ومكتسباته ومستقبل عياله. إذن فإن الكويت التي عدت منها أمس هي الكويت التي نعرفها: آمنة مطمئنة متفائلة وموعودة بكثير من الخير في مستقبلها القريب والبعيد .. هنيئا لها بذلك وشكرا لأهلها الذين أكرمونا وأحسنوا وفادتنا.
لا يمكن أن تمر بالكويت هذه الأيام إلا وتحضر (سالفة) السياسة إلى الطاولة، سواء كانت هذه الطاولة في ديوانية من ديوانيات الثقافة وتبادل الخبرات، أو طاولة عشاء في منطقة (البدع) الجميلة والمنافسة لأرصفة البيكاديللي اللندنية.