ارتفعت أسعار الإسمنت بشكل مفاجئ في اسواق جدة نتيجة ارتفاع الطلب بشكل عال ، وتخزين كبار الموزعين بالسوق المحلي للاسمنت الامر الذي ساهم بشكل كبير في خلق سوق سوداء يديرها وافدون من جنسيات مختلفة ،
ويأتي هذا الارتفاع خلال 3 ايام منذ بداية ازمة نقص كميات الاسمنت وتعثر عدد من المشاريع العقارية والاقتصادية حيث بلغ 21 ريالا للكيس الواحد متجاوزاً بذلك تسعيرة وزارة التجارة والصناعة المعلنة مسبقاً ، والتي تُلزم فيها الموزعين بالبيع بسعر 16 ريالاً كونه السعر النهائي للمستهلك الأخير ، وكشف لـ «اليوم» رئيس لجنة المقاولين ومصانع الخرسانة الجاهزة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة المهندس عبدالله رضوان ان اسعار الاسمنت بدأت تتذبذب منذ بداية الشهر الجاري حيث شعر المقاولون القائمون على المشاريع في المنطقة بنقص كميات الاسمنت خلال الايام الحالية نتيجة عدم فرض فرق التجارة والامانة أي رقابة على الموزعين الامر الذي ساهم بشكل كبير في تخزين العديد من الموزعين المعتمدين كميات الاسمنت القادمة عبر شحناتهم من مصانع الاسمنت بالمنطقة .
وقال رضوان : ان الوافدين النظاميين وغير النظاميين خلقوا سوقا سوداء بعيدة عن اسواق جدة بحيث يستلمون كمياتهم المطلوبة من احواش قريبة من اسواق جدة واغلبها في احواش مستأجرة يتوقف بداخلها عدد كبير من الشحنات المحملة بالاسمنت لبيعها باعلى سعر واستغلال ازمة نقص الاسمنت وبيعها باسعار تتجاوز 21 ريالا متجاوزين بذلك تسعيرة وزارة التجارة ولكن حاجة المقاولين والمواطنين لاكمال مشروعاتهم المتعثرة يجعلهم يدفعون اعلى سعر لهؤلاء العمالة الذين تتمثل نسبة كبيرة منهم من الجنسية الافريقية .
من جهته اوضح أحد المدراء التنفيذيين باحدى شركات الاسمنت بالمنطقة الغربية بان خطوط الانتاج في المصانع التي تعمل على تلبية احتياجات الطلب للمشاريع غير متوقفة وتعمل بكل طاقتها الاستعابية وان الازمة تتمحور في عدم فرض رقابة صارمة على عمليات التوزيع التي يديرها العمالة السائبة كون معدلات الانتاج في مستواها الطبيعي ولن تنقص حتى امس .
من جهة اخرى قال أحد كبار موزعي الاسمنت المعتمدين من مصنع اسمنت ينبع عويض الجابري إن الطلب على كميات الأسمنت كبير يفوق المعروض مما أثر سلبا على الأسعار ، وأرجع ارتفاع سعر الأسمنت إلى عدم فرض رقابة صارمة من قبل الفرق التفتيشية التابعة لفرع وزارة التجارة في جدة مبينا أن الأسمنت المكيس لا يتحمل مدة تخزين تزيد على 60 يوما لذلك يحرص كثير من التجار على التخلص من الكميات وعدم التخزين ، وأوضح أن أسعار الأسمنت ليس لها استقرار حيث تقع تحت تأثير العرض والطلب لذلك فإن الذين يقومون بتخزين الكميات لن يمكنهم الاستفادة منه مع بداية العام الجاري نتيجة الانتعاش الكبير الذي تشهده حركة البناء والتشييد في قطاع المقاولات ، والذي يتضمن تنفيذ مشاريع متنوعة بين القطاعين العام والخاص .
