حسب الخبر الذي نشرته صحيفة «اليوم» فإن مجلس الشورى استمع يوم الأحد الماضي إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الأمنية، بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه طلب تعديل بعض مواد نظام خدمة الضباط ونظام خدمة الأفراد، وكان مجلس الشورى ناقش تعديل بعض مواد نظام خدمة الضباط والأفراد، التي تصب في مصلحة جميع الضباط والأفراد في القطاعات العسكرية، ومساواتهم بزملائهم موظفي الخدمة المدنية، وتتركز التعديلات والزيادات على بدلات النقل والخطر والعدوى والتعويض بسبب العجز أو التقاعد للضباط والأفراد، وتوقعت مصادر أن يتمَّ إدراج الطيارين ومستخدمي الأسلحة الخطرة في زيادة بدل العدوى والخطر التي كان أسقطها النظام. كما ستتم مناقشة سلَّمٍ وظيفيّ جديدٍ للعسكريين وبحث البدلات وزيادة الرواتب.
انتهى الخبر، وجميل أن تتم المناقشة والاهتمام بوضع العسكريين بعد طول انتظار، فالغريب ألا تتم المناقشة إلى الآن، والأجمل من المناقشة أن تتحول الآراء ووجهات النظر إلى قرارات تعوض العسكريين - خصوصاً أفراد الجيش - عن معاناتهم الطويلة التي أصبحت طاردة عن الوظائف العسكرية رغم شدة الحاجة إليها.لا نريد أن تكون الوظيفة العسكرية طاردة، وهؤلاء الرجال الذين يسهرون على أمننا، ويخدمون في صحاري بلادنا وبحارها وأجوائها، ويقدمون أرواحهم رخيصة حماية لنا، يستحقون الكثير والكثير. كتبت في 9 / 6 / 1433 مقالاً بعنوان (جندي الجيش)، تكلمت فيه عن راتب جندي الجيش المتدني ليس مقارنة بالمدنيين، بل حتى مقارنة بزملائه العسكريين، رغم أهمية دور هؤلاء الرجال وأرواحهم التي قدموها دفاعاً عن دينهم ووطنهم في جميع الجبهات، وإذا تأملت وضع العسكريين تجد هذه المعاناة ليست عند أفراد الجيش فقط، بل في جميع القطاعات العسكرية، وإن كان هناك تفاوت، فالراتب الجيّد ظاهرياً لبقية القطاعات العسكرية مجرد ورم وليس دليل عافية وقوة، فما هي إلا بدلات ومكافآت ستزول بمجرد إعلان التقاعد، وبالتالي يحصل الانهيار ويعود الراتب إلى الراتب الأساس الضعيف، لذلك فخوف العسكريين الكبير من التقاعد مبرر، فعند التقاعد يتقدم العمر وتتزايد الاحتياجات وينتظر العاملون تكريماً يليق بما قدموه وليس العكس كما هي حال عسكريينا.
إذاً الأمل في أن تتبع هذه الحركة بركة، ونرى سلماً جديداً وواضحاً لرواتب العسكريين وترقياتهم، وأن تكون هذه المكافآت المستحقة جزءاً من الراتب الأساس، وأن يعتنى بالأفراد قبل الضباط، وأن يوفر لهم السكن المناسب.
لا نريد أن تكون الوظيفة العسكرية طاردة، وهؤلاء الرجال الذين يسهرون على أمننا، ويخدمون في صحاري بلادنا وبحارها وأجوائها، ويقدمون أرواحهم رخيصة حماية لنا، يستحقون الكثير والكثير، وكلنا - ونحن نسعد بشفاء المليك والقائد العام للقوات المسلحة - في انتظار البشرى.