أخبار متعلقة
وبالتالي انصراف المشاهد عنها إلى غيرها بضغطة زر. أقول ذلك وأنا مازلت أعيش نوعا من الدهشة والاستغراب لما مارسه أحد مقدمي البرامج التلفزيونية بإحدى قنواتنا الفتية مع ضيوفه وأنا كنت أحدهم بجانب مسؤول كبير، وما دعاني لذلك الامتعاض هو محاولة هروب مقدم البرنامج وانصرافه عن الأسئلة الملحة التي ينتظرها المشاهد ليحصل على إجابة شافية من مسؤول أمام ناظريه، وتحوله إلى شخصي الضعيف وتوجيه لي أسئلة ليست لي فيها ناقة ولا بعير، لأنني لست المناسب للإجابة عنها وإنما المناسب هو المسؤول نفسه،وللأسف فإن الإعلامي لم يكتف بالإنحياز وعدم الانحياز ومدح المسؤول بما فيه وبما ليس فيه، وإسناد الانجازات التي لا يرى منها المواطن والمشاهد شيئا أصلا له، بل حاول إيهام المشاهد بأنه الحكم والخصم في نفس الوقت، وأخذ يداري إخفاقه في إحراز نتائج وثمرات للمشاهد من هذا اللقاء بإلقاء اللوم على شخصي وعلى قطاع من الأعمال بلا وجه حق.أعود فأقول : إن البروز والظهور الإعلامي الانحيازي المكثف لعدد كبير ممن انتزع لقب مقدم برامج انتزاعا ودون وجه حق يقتل الحقيقة، أخذ يحتل مساحة واسعة على الشاشات البلورية وغيرها من الوسائط الإعلامية المختلفة، مستغلين ما تضفيه هذه الوسائل من بهرجة وسحر حضور أمام المتلقي أيا كان موقعه الزماني والمكاني والوظيفي.وبطبيعة الحال، فإن هذه الفئة من المدّعين، أساءوا إلى هذه المهنة الاحترافية الدقيقة والحساسة جدا، لما تتركه تحليلاتهم المنحازة من انطباعات تؤثر بشكل مباشر في ذهنية الفئة التي يفترض أنها المستفيدة من إفاداتهم وتحليلاتهم، لما ينبني عليها من قرارات خاطئة، تتخذها الجهات والأفراد المعنية بهذه الافادات من غير دراية بحقيقتها ونزاهتها وشفافيتها.