وتولي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حجاج بيت الله الحرام العناية الفائقة في توفير سبل الراحة لهم في كل شبر من هذه الأرض من أجل أن يكون الحاج الزائر في كامل الراحة،
ما أجمل الإنسان حين يكون متجليا خالص النية، نقى السريرة، خاشع النفس،فالمشاريع في مكة المكرمة تكاد لا تنتهي أبدا، وهذا ليس من باب الأخبار التي تقرأ إنما شاهدت ذلك بعيني. فقد كنت في مكة المكرمة في شهر ربيع الآخر العام الماضي وشاهدت الكثير من المشاريع، لكني عدت الى مكة في شهر رحب، ووجدت أن المشاريع زادت على السابق، بشكل غير معقول، وكان مما حرصت على أن أشاهده قطار المشاعر ، وقد سهل الله لي ذلك ، لحظتها قلت : حماك الله يا بلادي لخدمة الدين، وها نحن الآن في أيام مباركة وفضيلة، تتوحد فيها المشاعر والكلمات في كل مكان، والجميل أن الروحانية هذه باتت مغروسة في أنفس الأطفال، فتجد الكثير منهم ـ رغم صغر السن ـ يردد : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، وهذا يدل على تفرد هذه الأيام بالروحانية التي تربط جميع الأفئدة والقلوب لهدف واحد، هو عبادة الله والدعاء باسم واحد رغم اختلاف اللغات. أعود وأقول : الحمد لله أننا تحت قيادة تخدم حجاج بيت الله، وتسهل لهم أداء هذا الركن، فقد استنفر جميع الأجهزة من أجل خدمة الحجاج، فكل شيء على قدم وساق سواء المستشفيات أو الطائرات للإخلاء الطبي أو حتى الباصات أو الهدية وهو القطار الذي انطلق هذه السنة. ملايين المسلمين في مكان واحد ومن أجل هدف واحد، وهو عبادة المولى عز وجل. اللون الأبيض شعار المكان والكلمة واحدة، لا إله إلا الله محمد رسول الله. ما أجمل الإنسان حين يكون متجليا خالص النية، نقى السريرة، خاشع النفس، لا يعنيه إلا الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى. بلغنا الله حج بيته، وكل الأمة الإسلامية بخير .. وبس.