أعجبني جداً ما أقدم عليه ثمانية من الشباب السعوديين الذين أسسوا مجموعة «تاكسي مطار الملك فهد» في الدمام، لتقديم خدمات نوعية للمستخدمين، وتوصيل المسافرين بين المطار ومحافظات المنطقة الشرقية، فضلاً عن بقية مناطق المملكة، إضافة إلى الخدمات السياحية، حيث تشمل عمل برامج تمتد من ست ساعات إلى 12 ساعة، وتتضمن جولات سياحية أساسها الإرشاد السياحي، لخدمة زوار المنطقة في الخبر والظهران والدمام.
هكذا تبدأ المشاريع الكبيرة من أفكار صغيرة.. وربما تكمن أهمية المشروع ليس في عنصر التحدي الاجتماعي لمهنة لا يزال البعض ينظر إليها شذراً، ولكن لأنها تقدم خدمة محترمة وتكون مع مثيلاتها مواجهة صريحة لما نشكو من بطالة وبحث عن عمل.
تحية لهؤلاء الشباب، وتحية لفكرة الإرشاد السياحي التي يقدمونها، وقبلة على جبين كل مواطن يبحث عن لقمة العيش بشرف وكرامة.. ورقي وتحضر أيضاً. عبارة استفزازيةرغم ما بشرنا به معالي نائب وزير التربية والتعليم، الدكتور حمد آل الشيخ، أنه تم التخلص من أكثر من 2700 مدرسة حكومية مستأجرة أو من المدارس المتهالك مبناها خلال العامين الماضيين، إلا أن جملة عابرة لمعاليه أرجع فيها عدم التخلص النهائي من المباني المستأجرة، إلى «عدم توافر الأراضي» لم تقنعني شخصياً مع تقديري الكامل لمعاليه وللوزارة.
عبارة عدم توافر الأراضي أصبحت استفزازية للغاية، ولم تعد مقنعة لمواطن يعيش في بلد بحجم قارة.
وما أفهمه أنه عند التخطيط للمدن أو الأحياء يجب أن يتم الأخذ بالاعتبار وجود مدرسة وأكثر أو وحدة صحية.. أو مركز اجتماعي للشباب.. أو حديقة. بنفس الحرص على وجود مركز شرطة أو مطافئ.
كل دول العالم تبدأ من التعليم والصحة والرياضة بالذات.. أما عندنا فالأهم صالونات الحلاقة والمشاغل النسائية.! هل من مجيب؟لم أكد أتحدث الأسبوع الماضي عن قضية الطفلة (تالا) التي راحت ضحية خادمة، حتى صعقنا بجريمة لا تقل بشاعة في الخبر، قتل فيها مواطن سبعيني على يد سائقه طعناً ، فيما جرحت زوجة المواطن التي أنقذتها العناية الإلهية بوصول الشرطة قبل جريمة أخرى.
سبق الحادثين جريمة الطفل مشاري، وغيره دفعوا حياتهم ثمناً لنزعات غامضة وعلى أيدي شياطين تسكن منازلنا، وتأكل وتشرب وتنام أيضاً.
يبدو أن مجتمعنا سيعيش كابوساً يتطلب حلولاً سريعة، لا يكفيها إقامة الحدود الشرعية على الجناة، ولا تبررها أقوال مثل المرض النفسي، أو الخلاف الشخصي، أو نزعات انتقامية.. ولا شك في أن الكثير من أسرنا تعاني ضغوطاً نفسية، بل أجزم أن كثيراً من الأمهات والآباء، لا ينامون خوفاً ورعباً، من أن يعود الأب أو الأم من عمله، ليجد فلذة كبده صريع خادمة مجنونة أو سائق أحمق، خاصة أن لدينا أكثر من ثلاثة ملايين عامل وعاملة منزلية، كثير منهم ليس أقل من قنبلة موقوتة. أين دور وزارة العمل، والشؤون الاجتماعية وغيرهما.. بمرارة أكثر أتساءل: ماذا ننتظر ونحن نرى أبناءنا يقتلون على أرضنا وداخل بيوتنا؟ هل من مجيب؟ تذكر !!تذكر ــ يا سيدي ــ أن الاعتراف بالصواب ، ولو كان لغير مصلحتك ، عمل تستحق عليه التقدير. وخزة ..جميل جداً أن تقوم بعمل طيب « خفية » ثم تراه على وجوه الآخرين صدفة.